البيت السعيد لا يُبنى على الحب وحده، فالحب كالنبتة الخضراء التي تحتاج إلى المياه والضوء والهواء حتى تنمو وتكبر، كذلك يحتاج إلى الثقة والاحترام والتسامح والمشاركة كي يقوى ويستمر بين الزوجين، اليوم نخبركِ بسر بالمفتاح السحري لحياة زوجية سعيدة.
أظهرت دراسة حديثة أن الأزواج الذين يصارحون بعضهم بمخاوفهم ورغباتهم ومدى رضاهم عن العلاقة الحميمة هم الفئة الأكثر سعادة، بينما الأزواج الذين يميلون إلى الكتمان وعدم التحدث عما يشعرون به حيال العلاقة الحميمة يعانون من ضغوط داخلية شديدة، ما ينعكس سلبًا على ردود فعلهم في المواقف اليومية المختلفة، وبالتالي تزداد المشكلات الزوجية حول أمور أخرى لا تستحق ذلك.
يشعر كثير من الزوجات بالخجل والخوف من التعبير عن تخيلاتهم ورغباتهم فيما يخص العلاقة الحميمة، فتصمت الزوجة ولا تفصح عما داخلها، حتى لا يشعر الزوج بالإحباط والفشل في إشباع رغبات زوجته وإسعادها، بل وقد توهمه أنها في غاية السعادة والرضا، ما يسبب لها أضرارًا نفسية بالغة ويجعلها أكثر ميلًا للعصبية والتوتر نتيجة لإظهارها عكس ما داخلها.
كذلك يخجل بعض الأزواج من طلب أوضاع أو حركات معينة في العلاقة الحميمة، خوفًا من رفض زوجته للتغيير، فتكون النتيجة في النهاية زوجين غير راضيين عن علاقتهما بينما يظهران عكس ذلك، رغم أن الموضوع في غاية البساطة، فقط كل ما على الزوجين فعله هو نزع سترة الخجل، فالخجل هو العدو الأول للعلاقة الزوجية.
كيف أصارح زوجي بما في داخلي؟
أولًا، يجب أن يكون الزوجان على قدر كبير من الوعي والتفاهم والثقة المتبادلة، وإلا تحولت الصراحة بينكما من نعمة إلى نقمة، لذا احرصي على أن تكون علاقتكِ بزوجكِ قوية وأكثر حميمية، كما يجب أن تعرفي طبيعة شخصيته جيدًا، حتى تختاري الطريقة المناسبة للتحدث معه حول الأمر.
أفضل وقت لمصارحة زوجك بما تريدين هو خلال ممارسة العلاقة نفسها، ودون أي كلمة منكِ، فقط وجهي زوجكِ إلى ما تفضلينه بلغة الجسد أو إيماءات العين، وأخبريه كم يشتاق إليه كل جزء في جسمكِ.
من الضروري أيضًا التحدث عن مدى رضاكما حول العلاقة، لكن عليكِ أن تختاري الوقت المناسب لإخبار زوجكِ بما تفضلينه وما لا تفضلينه في علاقتكما الخاصة، راقبي حالة زوجكِ المزاجية واختاري وقتًا يكون فيه صافي الذهن، وفي حالة مزاجية جيدة تسمح له بتقبل الأمر دون حساسية.
كذلك من الضروري أن تختاري الطريقة المناسبة للتعبير عن نفسك، ولا تتحدثي بطريقة جادة تشير إلى أن هناك مشكلة كبيرة، حتى لا يشعر زوجكِ بالتقصير والإحباط، تحدثي إليه بشكل غير مباشر وبلطف، وانتقي كلماتكِ بعناية، فكلمة واحدة خاطئة من شأنها أن تدمر أي علاقة مهما كانت قوية.