لِنقل الحقيقة: اتفاق السلام مع الفلسطينيين غير ممكن

9998825176.jpg
حجم الخط

لا تتأثر شوارع القدس بالزيارات الرسمية. فقد سبق لها أن رأت يونانيين، روماناً، مسلمين، صليبيين. والان رأت أيضا رئيساً غريباً من الولايات المتحدة.
في ساعات المساء، أول من أمس، كانت الشوارع حول حيي الطالبية والقطمون فارغة. وحل الويز للمقدسيين أزمة المواصلات، فالتقدم يؤثر أيضا على مدينة قديمة كالقدس. فقد شُخصت الشوارع المغلقة وأُرسل السائقون الى طرق بديلة.
لشدة الاسف لم يخترع بعد التطبيق الذي يحل لإسرائيل أزمة الزيارة. فتراب يجلب عدم اليقين معه ترامب من خلف الابتسامات. وثمة علامات استفهام حول النزاع الاسرائيلي- الفلسطيني. قبل لحظة من الزيارة الى اسرائيل غير ترامب ميزان القوى في الشرق الاوسط. رقصة السيوف التي رقصها مع العائلة المالكة السعودية ستنسى بسرعة، ولكن الاتفاقات التي وقعها سارية المفعول لسنوات طويلة أكثر بكثير من بعد إنهاء ولايته.
ان المصلحة المشتركة للدول السنية واسرائيل ضد ايران لا يمكنها أن تخفي حقيقة أن السعودية هي مصدر لنشر الإسلام المتطرف في العقود الأخيرة. فمتوسط عمر الملك وخلفائه عالٍ ويشكل مصدرا لعدم الاستقرار، واسرائيل لا يمكنها أن تقبل المبادرة العربية.
ما لا بد أنه سيقلقنا هو ما سيقع ابتداء من يوم غد. فالفجوة بين ترامب وبين اسرائيل هي في مجال المصالح. لاسرائيل مصلحة للانشغال بايران وبالاتفاق الاشكالي الذي وقعه معها الرئيس اوباما. ولترامب مصلحة لتحقيق صفقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ومثل رؤساء آخرين يعاني ترامب هو الاخر من متلازمة القدس: أفكار توراتية عن سلام عالمي أو افكار عظمى عن جائزة نوبل، بينما تنتظره التحقيقات في الوطن، في اميركا.
بالنسبة للاتفاق مع ايران لم يفعل شيئا. بالنسبة للفلسطينيين، يخيل انه يسمع نتنياهو فيتخيل الاحتفال في البيت الابيض او في اوسلو. نحن لا نقول الحقيقة منذ جيل كامل. لا يمكن التوقيع على اتفاق سلام مع الفلسطينيين. ينبغي ايجاد طرق اخرى، مسارات اخرى. وعندما لا تقال الحقيقة ويجري الحديث عن فرصة تاريخية فان هذا يخلق أملا. "هذا صعب"، قال ترامب، "ولكن يوجد لديّ احساس باننا سنصل الى هناك".
"هذا صعب"، كان نتنياهو يفترض أن يجيب، "وعليه فيجدر بنا أن نجد مسارات اخرى".
هذا ليس ما حصل، أول من أمس. دولة إسرائيل كلها استسلمت للسلفي مع ترامب. هذا جميل، هذا مضحك، ولكن هذا لا يقرر شيئا.

عن "يديعوت"