وضع اليوم الأربعاء، حجر الأساس لمشروع مباني "مجمع العزة الطبي" الذي زادت كلفته عن 12 مليون دولار، تحت رعاية رئيس رابطة الجامعيين، رئيس مجلس أمناء جامعة بوليتكنك فلسطين أحمد سعيد التميمي، وأعضاء المجلس، بمنطقة نمرة بمدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة.
وتبرع خلال الحفل أبناء المرحوم الحاج عزات أبو منشار بمبلغ مليون دولار، صدقة جاريه عن روح والدهم كمساهمة أولية للبدء في المشروع، كما وتبرع عصام التكروري التميمي بإنجاز كافة حفرياته.
وحضر الحفل كلاً من: رئيس المجلس الاقتصادي للتنمية والإعمار/ بكدار عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية، ووزير الصحة السابق فتحي أبو مغلي، ورئيس الجامعة عماد الخطيب ونوابه، ومدير المستشفى الاستشاري سالم أبو خيزران، ورئيس بلدية الخليل نادر البيطار، ورئيس بلدية الخليل المنتخب الشيخ تيسير أبو سنينة، وعميد كلية الطب في الجامعة أنور دودين، والهيئتان الأكاديمية والإدارية في الجامعة، وحشد كبير من رؤساء وممثلي المؤسسات الحكومية والأهلية والمجتمعية الوطنية وممثلين عن الاجهزة الامنية، ورجال الدين والاعمال والعشائر في المحافظة.
واستهل التميمي كلمته، بتوجيه التحية للأسرى الذين يخوضون معركة الامعاء الخاوية لليوم 38 على التوالي، وحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياتهم.
وقال: إن هذا المجمع يأتي دعماً وتمكيناً للأهداف الوطنية التي من شأنها أن تخدم القطاع الصحي والطبي والعلمي في الجنوب الفلسطيني، وأشاد بتفاعل المواطنين من الخليل وخارجها، وبأعضاء مجلس رابطة الجامعيين، وإدارة البوليتكنك وعمداء كلياتها وكافة العاملين في الجامعة، لدورهم في دفع عجلة البدء بإنشاء وانجاز "مجمع العزة الطبي" الذي خصصت الجامعة له أرضا مساحتها تزيد عن 15 ألف متر مربع ويفوق ثمنها 10 ملايين دولار ليكون أحد الانجازات الجديد في الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأضاف، لقد تداعى الخيرون في محافظة خليل الرحمن وعلى رأسهم أبناء المرحوم الحاج عزات أبو منشار وعصام التكروري التميمي وأصدقاؤهم، لدعم هذا المشروع الوطني الذي سيقام على مساحة سطحية تتجاوز ستة آلاف متر مربع وبمجموع مساحات بناء تزيد عن 35 ألف متر مربع مع كل الخدمات من مواقف وحدائق مع تجهيزات متخصصة ومتطورة ضمن الشروط والمعايير العالمية.
وأعرب التميمي، عن سعادته بهذه اللحظة التاريخية المباركة التي يضعون بها حجر الأساس للمُجمّع الطِّبي المذكور، قائلا "جاء ذلك بتضافر جهود أبناء مدينة خليل الرحمن تتويجاً لعلاقة الشراكة ما بين الجامعة والقطاع الخاص من باب المسؤولية المجتمعية"، واستعرض مسيرة الجامعة وتطورها على مختلف المستويات العلمية من برامج ومختبرات وأبنية، منوها ان الرئيس الشهيد ياسر عرفات كان يطلق عليها اسم "فلسطين الصغرى" لتميزها وسرعة تطورها.
كما وأشار، إلى أن محافظة الخليل أكبر محافظات الضفة الغربية سكاناً ونمواً سكانياً واقتصادياً ما يشكل تحدياً حقيقا لتطور الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمحافظة بشكل خاص ولفلسطين بشكل عام.
وأضاف، "قطاع الصحة الأكثر عرضة للمخاطر لذلك يجب وضع الاستراتيجيات وخطط العمل الملائمة لضمان قدرته على التعامل مع هذا النمو السريع، وأهم ما يتعلق بهذا القطاع المصادر البشرية من أطباء وممرضين وتقنيين، والمراكز الصحية والعيادات والمستشفيات.
وأكد التميمي، على أن الجامعة تسير بخطوات ثابتة نحو الريادة والتقدم في المجال الأكاديمي والإداري والعمراني للنهوض والارتقاء بالتعليم في فلسطين للوصول إلى أعلى المستويات، موضحا ان الجامعة "اتخذت قراراً استراتيجيا لتطوير القطاع الصحي من خلال وضع خطط العمل على صعيد تأسيس كلية الطب وعلوم الصحة والحياة التي تعمل البوليتكنك على إجراءات ترخيصها من خلال الجهات المختصة، لتقدم برامج تعليمية تتواءم والمعايير العالمية، وبنفس الوقت تدعم هذه البرامج من خلال بنية تحتية حديثة.
وأوضح، انه تم تحضير البنية التحتية خلال العقد الماضي لإطلاق الكلية من خلال تأسيس العناصر الداعمة المُتمثلة بتأسيس مختبرات التكنولوجيا الحيوية، والمركز الوطني الفلسطيني للصحة والسلامة المهنية وحماية البيئة والتلوث الهوائي والضجيجي والإشعاعي داخل وخارج المنشآت، ومختبرات فحص جودة المياه، ومختبرات الهندسة الطبية التي تختص بتقنيات وأنظمة الطب التكنولوجية المساندة.
ومن جانبه أكدّ اشتية أهميّة المجتمع المحلي في بناء مؤسساته الوطنية، معتبرا مشروع "مُجمّع العِزَّة الطِّبي" نموذج يحتذى به على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، قائلا "يأتي هذا المشروع تكملة للعديد من المشاريع القائمة في دولة فلسطين التي تشع الحياه في مؤسساتها".
كما شدد على أهمية الوحدة الوطنية، وقال "لن يكون هناك سلام دون تبيض السجون وإطلاق سراح كافة الاسرى لينعموا بحريتهم التي سلبهم اياها الاحتلال" .
من جانبه، أشاد أبو مغلي بجامعة بوليتكنك فلسطين، وأكد ضرورة الاهتمام بالقطاع الصحي، مباركاً الجهود المبذولة لإقامة هذا المشروع الوطني الضخم من قبل الجامعة وقال "فلسطين تنهض بمؤسساتها".
وفي كلمته، اكد رجل الأعمال رفيق عزات أبو منشار، أنّ تبرعهم هو صدقة جارية عن روح والدهم، موضحاً أنّ محافظة الخليل بأمس الحاجة لمثل هذه المشاريع الحيوية الطبية، وأكّد أهمية دعم هذا المشروع الوطني من كافة مؤسسات المجتمع المحلي، شاكراً السيد باولو الذي قام بتصميم هذا المُجمّع.
ووفي الختام وقع التميمي وأبو منشار اتفاقية تعاون ما بين الجامعة وأبناء المرحوم عزات أبو منشار للبدء بتنفيذ المشروع على أرض الواقع وبخطة زمنية محددة وواضحة، وتم وضع حجر الأساس للمشروع.