مجددا نفت حركة حماس صحة تقارير تحدثت عن دخولها في «مفاوضات مباشرة» مع إسرائيل وقالت إن برنامجها المعروف لا يقوم على مثل هذه المفاوضات. وإتهمت حركة فتح وقيادات في منظمة التحرير بتسريب هذه الأنباء في الوقت الذي حذر فيه رئيس المعارضة الإسرائيلية من انفجار خلال أشهر في غزة إن لم يجرد القطاع من السلاح.
وقال الدكتور صلاح البردويل القيادي في حماس لـ «القدس العربي» ردا على سؤال حول ما نشر من تقارير تفيد أن مفاوضات مباشرة انطلقت مؤخرا بين الحركة وإسرائيل: «هذا كلام سمعناه مرارا وهومحاولة لزج حماس في الطريق نفسه الذي سلكته منظمة التحرير». وأشار إلى انه بين الحين والآخر يوجه مسؤولون في حركة فتح ومنظمة التحرير مثل هذه الاتهامات لحركة حماس. وأوضح أن برنامج حماس واضح ولا يقوم على إجراء مفاوضات مع الاحتلال خاصة وأن المفاوضات التي أجرتها منظمة التحرير منذ سنوات «وتنازلت بموجبها عن 78% من أراضي فلسطين كانت سببا في انقسام الشارع الفلسطيني».
وأشار البردويل إلى أن مفاوضات سابقة جرت بين الحركة وإسرائيل ولكنها كانت غير مباشرة من أجل تحرير الأسرى.
وكانت حماس قد أجرت هذه المفاوضات بعد خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في حزيران / يونيو 2006 وأبرمت صفقة تبادل مع إسرائيل برعاية مصرية. وقال البردويل أن حركة حماس تتعاملت مع إسرائيل في مرات عدة بـ «لغة السلاح». وعاد وأكد أن حماس «لا تعترف بالمفاوضات المباشرة».
وكان تقرير صحافي نشرته إحدى الصحف الأردنية قد كشف نقلا عن مصادر دبلوماسية غربية لم يسمها وجود مفاوضات مباشرة تجرى بين حماس وإسرائيل جرت بالتناوب في إسرائيل وعواصم أوروبية. وكشفت المصادر أن من أبرز القضايا التي يتجري التفاوض عليها إنشاء ميناء بحري عائم بين قبرص التركية وقطاع غزة. كما تجرى مفاوضات بين الطرفين على جثة جندي إسرائيلي من يهود الفلاشا مقابل أسرى لحركة حماس في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وتطرقت هذه المصادر إلى وجود قضايا مهمة تجرى المفاوضات حولها وأن المفاوضات باتت تأخذ منحى أعمق من ذلك على رأسها مسألة الحدود، مشيرة إلى أن إسرائيل طرحت على حماس مسألة توسيع قطاع غزة من جهة شبه جزيرة سيناء المصرية. وبينت أن أنقرة ربما تكون راعية بصورة ما لهذه المفاوضات مؤكدة أن هناك محاضر مكتوبة توثق هذه المفاوضات.
وكان دبلوماسيون غربيون ودوليون قدموا قبل أكثر من شهرين مقترحات للوصول إلى «تهدئة طويلة الأمد» بين حماس وإسرائيل. ونقل الدبلوماسيون ومنهم منسق عملية السلام في الشرق الأوسط وكذلك السفير السويسري هذه المقترحات لحركة حماس وتنص على إنشاء ميناء مقابل تهدئة توقف خلالها العمليات العسكرية وعمليات حفر الأنفاق.
ولم ترد حماس على المقترحات هذه التي قالت حركة فتح إنها تهدف إلى إقامة دولة في غزة بمعزل عن باقي الوطن. لكن حماس رفضت ما وجه لها من اتهامات وقالت ان أي تهدئة ستكون بمشاركة ومشاورة كل الفصائل.
ونفت حماس في وقت ساب
ق تصريحات أدلى بها مسؤول في الحركة أعلن فيها وجود «دردشات» بين الحركة وإسرائيل عبر أطراف دولية بهدف التوصل إلى تهدئة.
وفي هذا السياق حذر رئيس المعارضة الإسرائيلية إسحاق هرتسوغ من «تفجر مواجهة أخرى» في قطاع غزة في غضون أشهر معدودة إذا لم يتدخل الاتحاد الأوروبي لدفع تجريد القطاع من السلاح في إطار «تسوية فورية».
وقال خلال اجتماعه بوزير الخارجية النرويجي بورغي بريندي ان حركة حماس تواصل حفر إنفاق من قطاع غزة لاستهداف مواطني إسرائيل.
والصيف الماضي شنت إسرائيل حربا شرسة ضد قطاع غزة دامت 51 يوما وأسفرت عن إستشهاد نحو 2200 فلسطيني وإصابة أكثر من 11 ألف آخرين وهدمت خلالها آلاف المساكن. وادعت إسرائيل وقتها أن الحرب تهدف إلى تدمير قدرات حركة حماس العسكرية.
وتوقفت وقتها الحرب بتهدئة توسطت فيها مصر نصت على وقف الهجمات المتبادلة بين الطرفين وإعطاء تسهيلات جديدة لسكان قطاع غزة المحاصرين.
ورد القيادي في حماس الدكتور البردويل خلال حديثه لـ «القدس العربي» معلقا على تصريحات هرتسوغ أن «نزع سلاح حماس ليس أمرا يؤخذ بقرار إسرائيلي».
وأكد أن إسرائيل لديها قرارات من 25 عاما بتجريد حركة حماس من سلاحها وأن هذا القرار لا زال قائما لكنه فشل خلال عدة محالات شرسة قامت بها إسرائيل خلال عدوانها وحروبها ضد غزة.
وشدد على أنه «ليس من السهل نزع سلاح حماس»، مشيرا إلى أنه بدلا من نزع سلاح حماس يجب أن يتم وقف عدوان إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأكد أن المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي تعد «حقا مشروعا».