ينظُر جيانلويجي بوفون، حارس يوفنتوس لنهائي دوري أبطال أوروبا، الذي سيواجه فيه فريقه، ريال مدريد، السبت المقبل، بشكل مختلف عن بقية لاعبي الفريقين.
فالحارس الإيطالي، والعلامة المميزة للكالتشيو، يحلم برفع أول لقب لدوري الأبطال بتاريخه الطويل، داخل المستطيل الأخضر، الذي يناهز 22 عامًا، رغم أكثر من محاولة، كانت آخرها، قبل عامين أمام برشلونة.
مشوار الألف ميل
بدأ بوفون، مشواره مع اللعبة، ناشئًا مع بارما الذي ترعرع فيه لـ5 سنوات، قبل أن يوقع عقده الاحترافي الأول عام 1995.
وحقق مع بارما، لقب كأس إيطاليا، ثم كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليًا عام 1999).
وخطف بأدائه الرائع، أنظار كبار الدوري الإيطالي، ليخطفه في النهاية يوفنتوس، لتبدأ قصته مع السيدة العجوز منذ عام 2001، وحتى الآن.
نحس دوري الأبطال
كانت بداية بوفون مبشرة للغاية، عكس الكثير من النجوم الذين عانوا في البدايات مع الألقاب الأوروبية، بعد أن حقق اللقب الأوروبي الأول، في بداية مسيرته، بعد أن واجه بالمباراة النهائية مارسيليا، وعمره حينها لم يتجاوز الـ21، وتألق بشكل مميز في المباراة، التي انتهت بثلاثية نظيفة للفريق الإيطالي.
وبعد هذه المواجهة التاريخية، ارتفعت معنويات بوفون في أن يبدأ في جمع المجد من أطرافه، خاصة وأن انضمامه لمنتخب إيطاليا لم يأخذ كثيرًا من الوقت، لكن الأمور سارت بطريق آخر، فالتألق داخليًا، وحصد البطولة، تلو الأخرى في إيطاليا، رافقه سوء طالع على الصعيد الأوروبي.
التجربة الأولى، مع نهائي دوري الأبطال، كانت في موسم "2003-2004، وحينها قدم يوفنتوس مستوى هزيلاً بدور المجموعات، وتأهل ثانيًا بفارق الأهداف عن بازل السويسري، وديبورتيفو لا كورونيا الإسباني، في حين تصدر مانشستر يونايتد، المجموعة بفارق 6 نقاط عن الفرق الثلاثة.
لكن في الدور الثاني، تجاوز بوفون ورفاقه حالة الضعف، وأجهزوا على عملاقي إسبانيا برشلونة، وريال مدريد، على التوالي، وصولا للمباراة النهائية أمام ميلان المدجج بالنجوم.
ورغم استبسال بوفون، في الذود عن شباكه التي بقيت نظيفة طيلة الوقتين الأصلي، والإضافي، إلا أن ركلات الترجيحية، كانت لها كلمة الفصل في إعلان ميلان بطلاً لأوروبا.
المحاولة الثانية، كانت في موسم "2014-2015"، حين وجد بوفون نفسه، يواجه أقوى تشكيلة بتاريخ برشلونة بالنهائي، بقيادة ميسي، ونيمار، وإنييستا، وتشافي، وبيدرو، فلم يقو على مقارعتهم، ليخرج خاسرًا (1-3).
ضياع في أوروبا
ويبدو أن أوروبا أيضًا رفضت الابتسام في وجه بوفون، حيث لم ينجح في الفوز بأي لقب أوروبي، مع منتخب إيطاليا، فرغم وصوله للمباراة النهائية مرتين، إلا أن نصيبه فيهما كان الخسارة.
كانت المرة الأولى، عام 2000 أمام فرنسا؛ حيث تلقت شباك بوفون هدف التعادل بالدقيقة الأخيرة من المباراة، وتمكن تريزيجيه من تحقيق الفوز بهدف ذهبي، بعد 13 دقيقة من بداية الشوط الإضافي الأول.
المحاولة الثانية، كانت أشد قسوة، حيث وصل مع الأزوري للنهائي، أمام بطل العالم، منتخب إسبانيا، حيث لم يقو على الصمود أمامه، وكانت خسارة تاريخية برباعية مقابل هدف.
لقب عالمي وحيد
في كأس العالم، كانت الأمور مختلفة مع بوفون، حيث نجح في تحقيق اللقب من الوصول الأول للنهائي 2006.
وقدم بوفون، خلال تلك البطولة، أداءً أسطوريًا، وقاد فريقه للنهائي في مواجهة فرنسا بقيادة زين الدين زيدان، الذي سجل هدفًا بركلة جزاء، لكن بوفون وقف سدًا منيعًا لجميع المحاولات الفرنسية، كانت أخطرها رأسية زيدان، التي أنقذ بها بوفون حظوظ إيطاليا باللقب.
وتوج بوفون خلال تلك البطولة، بجائزة أفضل حارس بالبطولة، وكان بالطبع ضمن تشكيلة منتخب كأس العالم، وحل في نفس العام، وصيفًا للكرة الذهبية، التي ذهبت لزميله فابيو كانافارو.
مسك الختام
يعيش بوفونه، أفضل أيامه كحارس، وقد يجد في مواجهة ريال مدريد بنهائي كارديف، فرصة سانحة لختام هذا الموسم الذهبي بالمسك، بعد أن حقق لقبي الثنائية المحلية، وباتت الثلاثية على بعد 90 دقيقة فقط، وتحقيق لقب يحلم به منذ بداية مشواره.