التقى مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا وأفريقيا وأستراليا السفير مازن شامية، اليوم الأحد، وزير الشؤون الدينية الصيني وانغ زوان، لبحث آخر التطورات على القضية الفلسطينية.
وحضر اللقاء كلاً من السفير الصيني لدى فلسطين تشن شينغتون، ومدير وحدة الإعلام بالوزارة المستشار أحمد سلامي كبها، وعدد من المسؤولين من كلا الجانبين.
وفي بداية اللقاء الذي تم بمقر الوزارة في رام الله، رحب السفير شامية بالوزير والوفد المرافق، مذكّراً أنهم يُستقبلون اليوم بمقر وزارة الخارجية والتي هي منحة سخية قدمتها حكومة جمهورية الصين الشعبية لدولة فلسطين، وبيّن شامية أن هذه الزيارة تأتي بتوقيت دقيق ومميّز على الصعيدين الديني والسياسي، فعلى الصعيد الديني فهذا هو التاسع من رمضان المبارك، وعلى الصعيد السياسي فهذه هي السنة الخمسون على احتلال الضفة الغربية عام 1967، والتي لطالما طالبنا العالم أجمع بأن يعمل على أن يساعدنا بتطبيق قراراته ذات الصلة بضرورة إنهاء الاحتلال الاسرائيلي الغاشم وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وتقرير مصيره.
وأضاف شامية، أن فلسطين مهد الديانات السماوية، وهذا يجعلها رمزا للتسامح والسلام، فهي الأرض التي وُلد فيها المسيح عليه السلام، والتي عرج منها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الى السماوات العُلا، فهي نقطة الاتصال بين السماء والأرض، وهي أرض المصالحة والصفح والتعايش.
وطالب بتضافر الجهود لتحقيق السلام، مشدّداً على دور الصين وضرورة اضطلاعها بما يتناسب وحجمها على الساحة الدولية لتحقيق رؤيا الدولتين اللتين تعيشان بأمن وسلام، فالشعب الفلسطيني تواق للسلام وتقرير مصيره على تراب وطنه.
وثمن شامية رؤية الرئيس الصيني شي جين بنغ القائمة على حل الدولتين لشعبين يعيشان جنباً الى جنب بأمن وسلام يحقق الاستقرار في المنطقة والعالم. وأوضح شامية أن هذا الحل سيساهم مساهمة فاعلة في تحقيق الطريق والحزام طريق الحرير التي تعمل الصين على الترويج لها وأهميتها بهدف تنفيذها في المستقبل المنظور والتي تلقى استحسانا إقليمياً ودولياً.
كما ورفض، أن يتخذ المتطرفون الإسلاميون من القضية الفلسطينية ذريعة لتنفيذ عملياتهم ضد المدنيين والأبرياء في العالم، منوّهاً إلى أن الإسلام السمح براء منهم ومن أفعالهم، فنحن مع التحالف الدولي ضد الإرهاب ودعاته، انطلاقا من إيماننا بقدسية الحياة والعاملين على صيانتها من أي انتهاك، خاصة وأننا نتعرض بشكل يومي لإرهاب الاحتلال المنظم.
من جهة أخرى، ثمن شامية حالة التعايش الإثني والديني في جمهورية الصين الشعبية، رافضاً أي تدخل بهذا النسيج الرائع والذي حافظت عليه منذ أمد طويل، مبيّناً أن علاقتنا تتطور يوماً بعد يوم وبشكل أعمق، وأكد على صلابة هذه العلاقات والتي أكدتها الزيارات المكثفة والمتبادلة في الآونة الأخيرة.
من جانبه، شكر الوزير زوان السفير شامية على حسن الاستقبال وتمنى لفلسطين وشعبها رمضانا مليئاً باليمن والبركة والسلام، وقال: "إن هذه الزيارة تأتي للاطلاع على حقيقة الأوضاع الدينية في فلسطين، وضرورة تنشيط التبادلات على مستوى السياحة الدينية وتبادل الأفكار بما يعزِّز الحوار الحضاري البناء بما يخدم مصالح الأمم"، مشدداً على موقع فلسطين في المعتقدات كافة، حيث، أبدى إعجاباً بهذا النسيج الاجتماعي البنّاء والخلاق القائم بين مسيحيي ومسلمي فلسطين خاصة في مدينة المسيح بيت لحم، مشيراً الى زيارته إلى رام الله والخليل وبيت لحم واطلاعه على معاناة الشعب الفلسطيني، منتهياً بانطباع فحواه أن فلسطين مع التعدد الديني وحرية المعتقد، وذلك رغم الحزن الذي أصابنا لما شاهدناه من حواجز عسكرية ومنغصات للاحتلال تؤثر على حرية الحركة والتي تنعكس على حرية العبادة وممارسة الشعائر بيسر وسهولة.
كما وبيّن أن العلاقات القائمة بين جمهورية الصين الشعبية وفلسطين هي علاقات متينة، تعود إلى حقب زمنية بعيدة، فالصين تدعم الشعب الفلسطيني وستبقى كذلك، وفي كافة المجالات الاقتصادية بغية النماء والازدهار، والسياسية والثقافية والدينية.
وثمّن زوان دعم القيادة الفلسطينية للصين ومواقفها، خاصة البنية الصينية الاشتراكية، مبدياً ترحيب بلاده بموجة الزيارات المتبادلة والمكثفة من كلا الجانبين.
وشجب الوزير الصيني، الإرهاب والتطرف الذي يصيب المنطقة والعالم، مشددا على وجوب وجود جبهة دولية متماسكة لمحاربته واجتثاثه، متفقاً مع الموقف الفلسطيني بأن الإرهاب والتطرف ليس له علاقة بالدين الإسلامي المعتدل، ولهذا لا بد وأن تلعب الديانات دوراً بناءً في إرساء قواعد السلام والأمن والاستقرار، لأن بتعزيز التعاون بين الديانات تعزيز للتعاون بين الشعوب كافة، مبدياً استعداده لاستغلال هذه الزيارة لتحقيق المزيد من التعاون البناء والهادف بين البلدين الصديقين.