أكدت الإحصاءات التربوية أن 80% من أوقات فراغ الأطفال، تضيع في الجلوس أمام شاشة التلفزيون، وإذا نظرت كل أم إلى أطفالها وجدتهم صامتين، منتبهين، مستغرقين وبلا حراك! فكيف تتصرف معهم؟
جلوسهم أمام التلفزيون يستوي إن كان ما يشاهدونه هادفاً أو غير هادف! يتناسب وعمرهم أم هو للكبار فقط! يتعامل الطفل معه كوسيلة تعليمية وتربوية تقدم له المعلومة والطرفة بشكل مدروس أم مجرد مشاهدة لقضاء للوقت؟
ويري باحثون إجتماعيون أن للتليفزيون محاسن كثيرة؛ فهو أشبه بمدرسة يتعلم من خلالها الطفل السلوك والمعارف والأخلاقيات، كما أنه يغرس بداخله الفهم السمح ...ما يؤدي إلى الاتزان وحسن التصرف.
ولكن حتى تتم هذه المهمة هناك بعض التحفظات علينا كآباء وأمهات مراعاتها:
*أن تتيقن الأم أن المادة الثقافية والترفيهية، التي يشاهدها الطفل مفيدة وهادفة تتناسب وعقله وعمره.
* أن تعرف أن طفلها أشبه بـ "كاميرا"؛ يجلس أمام التليفزيون بكل مشاعره وأحاسيسه، يسجل كل المشاهد والأقوال والأفعال، التي يشاهدها أمامه..ويعكسها على تصرفاته فيما بعد.
*أن تراعي توفر صفة التنوع في المضمون وطريقة العرض للبرامج التي يحرص الابن على مشاهدتها.
*أن تكون متناسبة مع أكثر من مرحلة من مراحل الطفولة المتأخرة، والتي تبدأ من 2 إلى 6، عنها في البرامج المقدمة للأطفال في المرحلة الابتدائية من 6 إلى 12 عاماً عن برامج مرحلة المراهقة.
* أن تتخير البرنامج الذي يقدمه مذيع صاحب خلق واتزان نفسي في لبسه وطريقة شرحه وتقديمه للبرنامج؛ الطفل ما هو إلا قطعة اسفنجية تمتص ما تراه وتسمعه فتقلده.
*التركيز والاهتمام على البرامج التي تهدف إلى تنمية السلوك السوي للطفل.
*الحرص على إبعاده عن المشاهد التي تضر بصحته النفسية؛ مثل عرض لأبطال وهمية لهم صفات غير حميدة.
*أن توجه الأم طفلها إلى أنواع أخرى من البرامج مثل أغاني الأطفال، على أن تطرح موضوعا سهلا وجذابا، وتستهدف درسا أخلاقيا في نفس الوقت.
*لا مانع من متابعتها لنوعية البرامج التي تجذب طفلها، على أن تشاركه الجلسة لبعض الوقت لشرح ماغلق عليه فهمه، وإعطائه معلومة ما بصورة غير مباشرة.
*هناك برامج تساعد على تفهم طبيعة الحياة بعقل واع، وفكر ناضج ونفس متفهمة، يستطيع الابن- في مرحلة المراهقة- بمشاهدتها أن ترسب في ذهنه طرقا للتعامل مع صراعات ومشاكل الحياة دون اضطراب أو مشاكل نفسية.