استقبلت مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوربية السفيرة أمل جادو، وفداً من مجموعة الفيشيغراد V4، (التي تضم أربع دول أوروبيَّة وهي جمهوريَّة التشيك، وجمهوريَّة هنغاريا، وجمهوريَّة بولندا، وجمهوريَّة سلوفاكيا)، في مدينة رام الله اليوم الأربعاء، لعقد جلسة المشاورات السياسيَّة السنوية بين الوزارة والمجموعة.
واستعرضت جادو، الانتهاكات اليومية التي تمارسها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته، والإعدامات الميدانية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المواطنين الفلسطينيين وآخرها إعدام الطفلة نوف عقاب (16 عاماً) من بلدة يعبد جنوب جنين، بحجة قيامها بعملية طعن، الأسبوع الماضي.
ونوهت إلى أن سياسة الحكومة الإسرائيلية بدعم التوسع الاستيطاني في الأرض الفلسطينية، "لخلق واقع جديد على الأرض أدى الى محاصرة المدن والقرى الفلسطينية وعزلها عن بعضها في مسعى رسمي لتهويد وضم أوسع مساحة ممكنة من ارضي دولة فلسطين المحتلة وتقويض أي فرصة لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة إلى جانب إسرائيل".
وأشارت جادو إلى أن "ما تتعرض له مدينة القدس من انتهاكات اسرائيلية يومية، هي سياسة ممنهجة افرتها الحكومة الاسرائيلية لعزل وتهويد المدينة المقدسة وتغير الطابع الديمغرافي في المدينة، وآخرها خطة وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلي لنشر آلاف الكاميرات المتطورة في أزقة وشوارع القدس المحتلة، إضافةً لألاف أخرى من الكاميرات كانت شرطة الاحتلال قد زرعتها داخل البلدة القديمة في القدس ومحيطها، وذلك في محاولة احتلالية لتعزيز آليات وعمليات السيطرة والتحكم في جميع مناحي حياة المواطنين الفلسطينيين المقدسيين".
واستنكرت جادو تصريحات بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية، التي أطلقها مؤخراً حول "استمرار السيطرة الإسرائيلية الأمنية على الضفة الغربية المحتلة، سواء بالاتفاق أو بدونه"، مشترطاً الاعتراف بما أسماه (يهودية الدولة)، وصفتها بانها محاولات إلى قطع الطريق أمام الجهد الأمريكي والدولي المبذول لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مؤكدةً على موقف القيادة الفلسطينية الداعم الحراك الامريكي الهادف الى استئناف المفاوضات.
وطالبت مجموعة الفشيغراد في الاتحاد الاوروبي، بالالتزام بقرار الاتحاد الاوروبي الخاص بتسمية منتجات المستوطنات وإتخاذ الخطوات اللازمة لتطبيق هذا القرار، والعمل مستقبلاً على منعها من دخول أسواق الاتحاد الاوروبي، "لأنها تعد مخالفة جسيمة يعاقب عليها القانون الدولي.
وأكدت د. جادو على أهمية أن تعكس أفعال هذه الدول المواقف الرسمية التي تعبر عنها وأن لا يكون الانقسام في المواقف الأوروبية على حساب القضية الفلسطينية.
من جهتهم، أكد ممثلو دول مجموعة الفيشغراد على مواقف دولهم الرسمية والثابتة من التزام دولهم بحل الدولتين ضمن حدود 1967 على أن تكون القدس عاصمة للدولتين وأن هذا الموقف لن يتغير، مشددين على أنه من الصعب جداً الاجماع على قضية في الاتحاد الاوروبي سواء كانت القضية الفلسطينية أو غيرها بسبب الاختلاف في وجهات النظر".
على صعيد آخر، طالبت جادو ممثلي دول المجموعة العمل على الاستثمار في مناطق (ج) لدعمها وتطويرها، حيث أنها تخضع للسيادة الإسرائيلية ويجري تهميشها واستغلال مواردها لصالح إسرائيل فقط علماً بأن هذه المنطقة محتلة وهي جزء من الدول الفلسطينية المستقبلية.
وبيّنت جادو أنه في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، فإن هذه المنطقة تعد مورداً مهما للتنمية وتطوير الاقتصاد الفلسطيني ورفده بالدخل.