السلام بمفهوم نتنياهو استيطان ويهودية الدولة وإعادة السيناريوهات القديمة

thumbgen (2).jpg
حجم الخط

 

الاستيطان وأمريكا وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن لعاقل أن يتصور بالمطلق أن الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب يمكن أن تعمل على تقديم خطوات فعلية لعملية السلام المتوقفة بسبب الاستيطان وجرائم الإحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
 وبين الفينة والأخرى تظهر تسريبات لجس النبض بان هناك أفكار أمريكية وأحيانا جلسات لطرح أفكار لعملية التفاوض، وكلها تدور في نفس الدائرة ولا توقف للاستيطان في ظل ذلك، ونلمس ذلك من خلال طرح المخطط الاستيطاني الكبير الذي أعده مجلس المستوطنات في الضفة الغربية ببناء حوالي 67 ألف وحدة استيطانية.
 فأي سلام يطرح تحت سيف الاستيطان، وأي خطط تطرح لن يكتب لها النجاح، خاصة أن نتنياهو تعهد بإبقاء السيطرة على الضفة بأي اتفاق مستقبلي.
 إن ما يقوم به نتنياهو وحكومته المتطرفة هو إعادة السيناريوهات القديمة وتأزيم المواقف ورفضا للمساعي الأمريكية وإفشال خطة الرئيس الأمريكي ترامب والدخول في مفاوضات بلا برنامج أو هدف أو مدة زمنية أو سقف ومرجعية دولية، ولهذا فانه من غير المتوقع أن نشهد تغيرا قريبا في المواقف اﻻسرائيلية وأتوقع دخولها في عزلة داخلية تنتهي بحكومة إسرائيلية جديدة، وهذا يعتمد على الخطوات التي يمكن ان يتخذها ترامب لتنفيذ ما تحدث به. 
 أمام هذا التدهور والعنجهية الاحتلالية، نتطلع ﻻن تأخذ اﻻدارة اﻻمريكية القضية الفلسطينية على محمل المسؤولية، واﻻ تنحاز لصالح إسرائيل وأيضا اﻻ تطالبنا بان نقدم تنازﻻت من أجل إنجاح خطتها او رؤيتها الغير معلنة والغير واضحة حنى الان، وبالتالي يمكن الوقوع في نفس الخطأ والخديعة التي مارستها اﻻدارة اﻻمريكية متعمدة بعد بدء تنفيذ اتفاق اعلان المبادئ أوسلو حتى وصلت اﻻمور الى الصدام السياسي وتفريغ اﻻتفاق من مضمونة وتعطيل كافة المسارات وكان واضحا ان الهدف هو عدم الوصول الى الخطوة الثانية بما تمثل الملفات النهائية ومنها القدس والحدود والمياه واللاجئين، وملفات أخرى كان الهدف منها هو السيادة الفلسطينية على كافة اﻻراضي التي تتسلمها وبما يشمل كافة الحدود البرية والمائية والجوية، وحين تسلم نتنياهو الحكومة اعتبر ان اﻻتفاق بمثابة الكارثة على اسرائيل وان القدس هي العاصمة اﻻبدية لإسرائيل وانه ﻻ يوجد سيادة او دولة فلسطينية وبدأ في تكثيف البناء اﻻستيطاني حتى انفجرت اﻻوضاع كاملة .
واليوم بعد تعاقب الحكومات اﻻمريكية واﻻسرائيلية وفي نهاية فترة اوباما حصل الفلسطينيون على قرار اممي  2334 وهو يعتبر اﻻستيطان غير شرعي وما بني فوق اﻻرض الفلسطينية يعتبر مخالفا للقرارات الدولية وفي بداية وﻻية ترامب ايضا حصل الفلسطينيون على قرار من اليونسكو يعتبر حائط البراق فلسطيني ويمتد الى مساحة باب المغاربة وما امامها وان التهويد فيها غير شرعي ومخالف للقرارات الدولية.
 مواصلا حديثه، المساعي اﻻمريكية للحل غير واضحة المعالم وتراجع ترامب بما يخص سفارة بلاده للقدس واعتبر هذا نجاح للدبلوماسية الفلسطينية ورغبة امريكية في ترتيب اوراق المنطقة واﻻبتعاد عن تحويل الصراع من سياسي الى ديني كما حذر من ذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ليعود نتنياهو ليرد على ترامب محاوﻻ القفز على نتائج زيارته ومتهما الفلسطينيون بانهم يريدوا انهاء اسرائيل ولكي يثبت الفلسطينيون حسن النوايا عليهم اﻻعتراف بالدولة اليهودية وانه في حال وجود اي حل مستقبلي يجب ان تكون السيادة اﻻمنية ﻻسرائيل .
 وبالتالي تحويل التجمعات الفلسطينية الى كنتونات امنية تتناقض مع المطالب الفلسطينية لتحقيق السلام، والمتمثلة بحل الدولتين وان تكون الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وتتمتع بالسيادة الكاملة وحق الحركة دون وصاية او استعمار امني احتﻻلي ، وفي نفس الوقت ووفق ما صرحت به القيادة الفلسطينية ان الدولة اليهودية لن نعترف بها وان اسرائيل تسمي نفسها بما شاءت فهذا امر غير ملزم للفلسطينين بالمطلق وان اﻻمن بالمفهوم الفلسطيني هو اوﻻ انهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ذات السيادة وحق العودة وتقرير المصير