هل هذا إرهاباً، ما لكم كيف تحكمون؟

thumbgen (4).jpg
حجم الخط

 

هل غدا دعم قطر للفلسطينيين إرهاباً: مالكم كيف تحكمون؟!

استفزني ما صدر عن مؤتمر الرياض من تصريحات ومواقف بعضها صعب استيعابه أو حتى تخيله، وهو التسليم بأن حركة حماس إرهابية، إرضاء للأجندة الأمريكية الإسرائيلية، ثم أسلوب التحريض الذي خرج به وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للتشهير بالحركة، ومحاولة تشويه صورتها في العواصم الغربية، ثم الربط بين ما تقدمه قطر من مساعدات إنسانية للفلسطينيين واتهامها لذلك بأنها تدعم الإرهاب!!

وإذا ما حاولنا تتبع ما قدَّمته لنا قطر كفلسطينيين على المستويين السياسي والإنساني وجدنا أن هناك كل ما يستوجب الشكر والتقدير لها؛ أميراً وحكومة وشعباً، وسوف أستعرض ما تفضلت به هذه الدولة الخليجية الصغيرة في جغرافيتها، والعظيمة بمواقفها وعطاياها لنا على مرِّ السنين، والتي لا تغيب مشاهدها فيما عايشناه على مدار السنوات العشر الأخيرة هنا في قطاع غزة.

لقاءات ومواقف لا تنسى

خلال عملي كمستشار سياسي لرئيس الوزراء أو كوكيل في وزارة الخارجية اتيحت لي فرصة اللقاء بالقيادة القطرية، كما أن مشاركتي في اجتماعات مجلس الوزراء منذ تشكيل الحكومة العاشرة عام 2006 وحتى تقاعدي في العام 2011، قد منحتني الفرصة للاطلاع على الجهود والعطايا والمواقف للكثير من الدول التي كانت تتعامل معنا.. لا شك أن قطر وأميرها – آنذاك - سمو الشيخ حمد كانا في الصدارة، من حيث الاتصالات والتواصل، وكان بجوده وكرمه مفتاحاً لحلٍّ العديد من الأزمات الإنسانية والسياسية التي تعرضنا لها.

لقد كنت بحكم موقعي المتقدم في الحكومة شاهداً على الكثير مما قدمته قطر وأميرها لفلسطين وقطاع غزة، وهنا أسجل بعضاً من تلك المواقف واللقاءات كشهادة مني للتاريخ؛ لأن غرس المعروف لا يضيع كسبه، ولا يُنسى ذكره، وكما قالوا: "لا يذهب العُرف بين الله والناس".

لقاء سمو الأمير حمد بالدوحة

بعد تشكيل حكومة إسماعيل هنية في مارس 2006، قمت كمستشارٍ لرئيس الوزراء بجولة عربية ودولية نهاية شهر يونيو، اشتملت على زيارة كل من مصر وسويسرا وسوريا والإمارات وقطر، حيث تسنى لنا اللقاء بالعديد من المستويات السياسية في تلك البلاد.

في الحقيقة، كانت مقابلة سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني؛ أمير دولة قطر آنذاك، هي من بين الأكثر حميمية وأخوية وصدقية في التعهد والوفاء.. لقد استقبلنا سمو الشيخ حمد في الديوان الأميري بالدوحة مرحباً، وجلس ينصت لحديثنا حول الوضع في قطاع غزة، والعلاقة مع إخواننا في حركة فتح ومع الرئيس أبو مازن، وأيضاً حول الموقف الأوروبي وما تحمله زيارتنا لسويسرا من معانٍ وأسرار، وأخذنا الحديث باتجاه إيران؛ دورها ومواقفها، والموقف الأمريكي الرافض للتعامل مع حكومة إسماعيل هنية، وإمكانيات الدور الذي يمكن أن تلعبه قطر للتخذيل عن الحكومة وحركة حماس.

بصراحة، لقد شعرت في ذلك اللقاء بأنني أتحدث مع إنسان منحني الشعور بأنه بمقام أخي الأكبر، وأنه متابع لهموم ما يجري على ساحتنا، وأن فلسطين وشعبها وقيادتها لها مكانة خاصة في قلبه.

استعرضنا مع سموه لقاءاتنا مع الخارجية السويسرية، وتبادلنا معه الرأي والمشورة حول ما يفكر به بعض الأوروبيين للتواصل مع حركة حماس، ولكن تبقى العقبة الأمريكية حجر عثرة في وجه أي تقدم في هذا الاتجاه.. لقد وعدنا سموه ببذل الجهد مع الأمريكان، وإن كان يعلم بأن المسار مازال معقداً، وأن هناك ضغوطاً - من جهة الأمريكان - على قطر كي لا تتوسع في علاقاتها مع حركة حماس.

وفيما يتعلق بإيران، استمع سموه لوجهة نظرنا، وبارك توجهاتنا بالانفتاح على الجميع؛ باعتبار أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة، وأن إيران دولة مهمة بالمنطقة، والعلاقة معها هي رصيد للشعب الفلسطيني وقضيته.

بالطبع؛ لم يغب عن بال الأمير أن يذكر - بفخر وتقدير- الإسهام التاريخي للفلسطينيين في بناء المؤسسة التعليمية في قطر، كما أشار سموه للسنوات التي عاشها الرئيس أبو مازن كمدرس في قطر، وأنه يكّن له احتراماً خاصاً.

لقد تغيرت لدي – بعد تلك الجلسة والحديث الطويل مع سمو الأمير - الكثير من الانطباعات السلبية التي سادت ثقافتنا السياسية تجاه أهلنا في الدول الخليجية، وشعرت أنني في ضيافة أخٍ كريم، حيث إننا ما قصدناه في أمر إلا وكان الاستعداد والترحيب. وقبل نهاية الجلسة، التي استغرقت قرابة الساعتين، قدّم لنا كُرّاس وطلب منا أن نسجل له كل ما نراه عاجلاً للحكومة من احتياجات، وما نرجو تحقيقه أيضاً من تطلعات وما نتمناه من رغبات.

وشهادة لله، أن سموه قد أنجز - بوفاء عظيم - كل ما دوَّناه في ذلك اللقاء وأكثر، وكان آخره هو زيارته التاريخية لقطاع غزة في أكتوبر2012، وتدشينه للعديد من المشاريع التي ستظل شاهدة على شهامته وكرم بلاده، وعلامة بارزة تتلألأ في سماء قطاع غزة، تقول: "مرَّت قطر.. وهذا هو الأثر".

مواقف ومآثر قطرية

قدَّمت قطر الكثير مما يمكن ذكره وتسجيله؛ باعتباره مواقف وسياسات، وكذلك تلك العطاءات وأشكال الدعم لشعبنا وقضيتنا، والتي سنتناول الإشارة إلى بعض ما شاهدناه منها كمشاريع إنمائية وبنى تحتية تطويرية تجاوزت المليار دولار، والتي تميزت بها قطر خلال العقد المنصرم، وبعضها ما زال لم يكتمل بعد.

التحرك القطري لتسويق الحكومة

بعد تعثر كل المحاولات لفتح الطريق أمام الحكومة العاشرة، التي كان يترأسها – آنذاك - الأخ إسماعيل هنية، دخلت الحالة السياسية الفلسطينية في أزمة تسويق هذه الحكومة لدى الإدارة الأمريكية، حيث وضع الرئيس السابق جورج بوش الابن فيتو عليها، الأمر الذي يعني صعوبة إقلاعها لدى أي طرف أوروبي، كما أن إسرائيل وضعت كل العراقيل في طريقها، مما جعل من الصعب التمكين لها، وقلل بالتأكيد من فرص نجاحها.. وهذا هو ما أخبرنا به الرئيس (أبو مازن) في اللقاء الذي جمعه برئيس الوزراء إسماعيل هنية بعد جولته الأوروبية، والتي أعقبت تشكيل الحكومة العاشرة في مارس 2006، حيث أشار إلى أن أبواب الغرب ما تزال مؤصدة، والطريق غير مهيئ أمام حكومة هنية للإقلاع.

تحركت الدبلوماسية القطرية ممثلة بوزير خارجيتها -آنذاك - الشيخ حمد بن جاسم مع الأمريكان، بهدف إقناعهم بجدوى الانفتاح على الحكومة الجديدة، ومنح الفرصة للفلسطينيين لتفعيل ديمقراطيتهم الوليدة.

يبدو أن الشيخ حمد بن جاسم؛ مهندس السياسة القطرية في ذلك الحين، قد نجح في اقناع وزيرة الخارجية الأمريكية السيدة كونداليزا رايس بأهمية مساعيه لجمع طرفي المعادلة الفلسطينية فتح وحماس على برنامج سياسي يمكن القبول به في المحافل الدولية، وكمبادرة حسن نية لدخول حماس ملعب السياسة والتواصل معها بما يخدم تحقيق السلام والأمن بالمنطقة.

وفي زيارة خاطفة له خلال شهر رمضان (أكتوبر) 2006، جاء اللقاء مع وفد حركة حماس برئاسة هنية في مقر قصر الحاكم، ودار النقاش مطولاً حول رؤيتنا للحكومة وبرنامجها السياسي، وقد توصلنا معه إلى مجموعة من الصيغ والتفاهمات، التي حملها معه إلى الجانب الفلسطيني الذي كان مجتمعاً بالمنتدى الرئاسي، والذي لا يبعد أكثر من عشرات الأمتار عن المكان الذي كنا نتواجد به.

كان من المفترض أن يعود إلينا سموه لوضعنا في صورة الرد، وذلك بعد عرض ما توصل إليه من تفاهمات معنا لدى كل من الطرف الفلسطيني والخارجية الأمريكية.. ولكن يبدو أن ما كان يطلبه الأمريكان كان أبعد مما يمكن أن تقبل به حماس، كما علمنا بأن ملاسنة تمت بينه وبين أحد أعضاء الوفد الرئاسي الفلسطيني دفعته لقطع رحلته، ومغادرة القطاع عائداً إلى قطر.

قطر أول المبادرين بالإغاثة عام 2008

باغتنا الإسرائيليون بعمليتهم العسكرية الواسعة صبيحة يوم 27 ديسمبر، والتي استخدموا فيها طيرانهم الحربي بشكل كثيف، مما أوقع مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وصارت سماء غزة مغطاة بدخان الفسفور الأبيض، وأرضها تناثرت عليها أشلاء الأجساد والحجارة.. وقبل أن تنطلق صيحات الاستغاثة وطلبات المساعدة، كانت شحنات الدواء من قطر قد وصلت إلى مطار العريش، وأخذت طريقها إلى معبر رفح ومنه إلى مستشفيات قطاع غزة

وخلال الأيام الأولى للحرب، وصل وفد قطري إلى المعبر مكون من مجموعة من الأطباء الأخصائيين في إصابات الحروب، وفي اليوم التالي باشر الجميع عملهم مع إخوانهم الأطباء العاملين بمستشفى أبو يوسف النجار في رفح، ثم انتقل بعضهم إلى المستشفى الأوروبي ومستشفى خانيونس.. كان الفريق الطبي القطري مكون من جنسيات مختلفة؛ من مصر وإندونيسيا وفلسطين والأردن، واثنان من قطر، ولكنهم جميعاً يعملون بتكليف من مؤسسة قطر الخيرية بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية.

كان الفريق يذهب في الصباح ولا يعود إلا في المساء، ومنهم من كان يضطر للمبيت بالمستشفى أو يتناوب العمل على فترتين.. وبعد أن فتحت الطريق إلى مدينة غزة، قام الوفد بجولة تفقدية داخل المدينة، وقدموا مساعدات مالية لبعض المدارس التي تعرضت لقصف الطائرات الإسرائيلية.

لم تتوقف جهود الدعم والنصرة لغزة على ما جاءنا من وفود طبية وإغاثية، بل باشرت المؤسسات الإسلامية في قطر بالقيام بحملة لجمع التبرعات الإغاثية العاجلة لمنكوبي غزة، وقد بلغت حصيلة تلك الحملة التي قامت بتغطيتها بعض الفضائيات حوالي مليون دولار.

إن هناك اليوم في قطاع غزة عدة مؤسسات قطرية تعمل في مجال الإغاثة وتقديم الدعم الخيري، وعلى رأسها مؤسسة قطر الخيرية، والتي ترعى منذ تأسيس مكتبها في قطاع غزة عام 1996 الكثير من المشاريع الإنسانية والتنموية، ليس فقط في قطاع غزة بل أيضاً في الضفة الغربية، وأن ما تقدمه من دعم مالي لقطاعات الصحة والتعليم ومساعدة الجمعيات الخيرية المحلية في القطاع تتجاوز العشرين مليون دولار، كما أن هناك نشاطاً إغاثياً واسعاً كذلك لمؤسسة الشيخ عيد الخيرية ومؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية (راف) ومؤسسة الشيخ جاسم بن جبر الخيرية وغيرها من الجمعيات القطرية وأصحاب ائتلافات الخير في ذلك البلد المعطاء، والمشهود له بين العرب بالجود والكرم.

القمة الطارئة في الدوحة

فور بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة في نهاية عام 2008، دعت قطر الدول العربية لعقد قمة طارئة، وعرضت قطر استضافتها لتلك القمة، لكن مصر رفضت رسمياً دعوة قطر لعقد مثل هذه القمة، معللة ذلك بأنها تفضل المشاورات غير الرسمية بين القادة العرب المجتمعين في القمة الاقتصادية بالكويت، واتهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم بعض الدول العربية بـ"السمسرة" فيما يتعلق بغزة، وانتقد دولاً عربية لم يسمها، قائلاً: إنها شاركت في الحصار على قطاع غزة، وكانت المرة الأولى التي تشارك فيها قيادة حماس بقمة عربية.

وقد خرجت القمة بعدة توصيات كان من بينها التأكيد على ملاحقة إسرائيل قضائياً بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، كما دعت الدول العربية إلى تعليق المبادرة العربية للسلام، ووقف كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل، وإنشاء صندوق لإعادة إعمار قطاع غزة.. إضافة لذلك، فقد قررت قطر إغلاق المكتب الإسرائيلي في الدوحة انسجاماً مع قرارات القمة تلك.

زيارة الأميرة حصة لغزة بعباءة التمثيل الدولي

في يونيه 2009، اتصل بي أحد الأصدقاء من الدوحة، وأخبرني بأن الأميرة حصة آل ثاني؛ المقرر الخاص للأمم المتحدة، قادمة لزيارة قطاع غزة، وأن هدف الزيارة هو القيام بجولة تفقدية لمعاينة الأوضاع بعد العدوان الإسرائيلي الذي تعرض له القطاع، ومتابعة أحوال الأشخاص ذوي الإعاقة المرتبطة أو الناتجة عن الحروب، لغرض نقل الصورة الحقيقية لما يتعرضون له عالمياً، وتقييم تلك الأوضاع بما يسمح بوضع خطط تشمل تحديد الاحتياجات والأولويات للمشروعات المطروحة في هذا المجال، وكذلك رفع حركة الوعي في الدول الغربية بأوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة في ظل الظروف المأساوية التي يمر بها قطاع غزة، وخاصة في ظل استمرار الحصار المفروض عليه، وذلك لضمان استمرارية وصول الدعم لهم.. وفعلاً؛ تمت الزيارة، التي تضمن برنامجها لقاءات مع عدد من المسؤولين الحكوميين، وبعض القائمين على منظمات ووكالات الأمم المتحدة الممثلة في قطاع غزة، إضافة إلى اجتماعات عقدتها مع ممثلي المراكز الخدمية للإعاقة، ثم قامت بتقديم تقرير إلى الأمين العام للأمم المتحدة، لتقدير ما هو مطلوب من دعم وتحركات على المستوى الأممي.

المنح الدراسية للطلاب الفلسطينيين

إن دولة قطر تقدم منحاً دراسية سنوية لطلاب قطاع غزة، وذلك من خلال مشروع برنامج "الفاخورة" الذي تتبناه الشيخة موزة بنت ناصر المسند؛ حرم سمو الأمير حمد. وقد قدًّم برنامج "الفاخورة" مئات المنح الدراسية، وتهدف المنح إلى تمكين الطلاب من استكمال دراستهم، وتخفيف المصاريف التعليمية عن كاهل عوائلهم.

صفقة وفاء الأحرار واستضافة كريمة للمبعدين في قطر

استقبلت قطر أكثر من ثلاثين مبعداً من صفقة وفاء الأحرار، وقد أشادوا جميعاً بكرم الضيافة وحسن المعاملة التي منحتهم إياها دولة قطر، حيث وفرت لهم ولعائلاتهم كل سبل الراحة والعيش الكريم، وفتحت لهم المجال لتنمية قدراتهم والعمل في المجالات التي يرغبون بها.. وعندما توترت الأوضاع في سوريا بسبب الثورة هناك، واستشعر مبعدو صفقة وفاء الأحرار في دمشق بالخطر على حياتهم، رحب سمو الأمير باستقبالهم في قطر، ومنحهم نفس المعاملة المميزة التي حظي بها كل من سبق من إخوانهم إلى الدوحة.

مشروع الأطراف الصناعية: نخوة قطرية أخرى

اعتادت دولة قطر أن ترعى الكثير من الحالات الإنسانية، وخاصة تجاه أولئك الذين بترت أيديهم وأرجلهم بسبب الحرب، وذلك بتحمل تكاليف علاجهم وإعادة تأهيلهم بمراكز متخصصة في بعض الدول الأوروبية مثل سلوفانيا؛ أحد البلدان التي استقلت حديثاً عن اتحاد جمهوريات يوغسلافيا.. ونظراً للكُلفة الباهظة وصعوبة السفر لتلك البلاد، فإن التفكير في البدائل ساقهم للعمل على إقامة مركز (للأطراف الصناعية) مشابه لذلك داخل قطاع غزة بكلفة 12 مليون دولار، بهدف التخفيف من كلفة المصاريف العالية من جهة، والأهم هو تسهيل وصول المعاقين لمراكز التأهيل بالسرعة المطلوبة من جهة ثانية.

زيارة هنية للدوحة: محطة تاريخية

في ديسمبر 2006، قام رئيس الوزراء إسماعيل هنية بأول زيارة له خارج البلاد إلى دولة قطر، حيث افتتح وسمو الشيخ حمد؛ مبنى وقفية القدس خلال زيارة مشتركة لموقع المبنى. وقال الأمير القطري: إن ريع المبنى سيخصص لدعم القدس ومواطنيها.. وأكد على أن قطر مهتمة بقوة بدعم المدينة المقدسة.

وفي قطر؛ القدس في العيون

خلال زيارة رئيس الوزراء هنية لقطر تحدث مع سمو الأمير الشيخ حمد حول القدس والمخاطر المحدقة بها، وواجب الأمة العربية والإسلامية تجاهها، وقدّم بالغ شكره وتقديره العميق لمبادرة سموه بإنشاء صندوق للقدس، وتبرعه السخي بمبلغ ربع مليار دولار لهذا الصندوق.. ولعل هذه اللفتة الكريمة من سمو الأمير القطري هي استجابة للنداء النبوي: "فإن لم تأتوه وتصلوا فيه، فابعثوا بزيت يُسرج في قناديله".

"قصر العدل" تحت الإنشاء

في إبريل 2013، وخلال زيارة الأخ رئيس الوزراء إسماعيل هنية للدوحة ولقائه بولي عهد دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تبرع سموه بـ11 مليون دولار لبناء "قصر العدل" بغزة، وهو مشروع طموح سيتم بناؤه على مساحة عشرة دونمات بمنطقة نتساريم، وسيكون بمثابة المجمع المركزي للمحاكم إضافة لمقر المعهد العالي للقضاء، وسيعطي هذا المبنى الضخم لمسة حضارية للمنطقة، وسيكون علامة شاهدة على أثر الخير لقطر وأميرها الحالي الشيخ تميم.

وقود قطري لمحطة الكهرباء لتبديد ظلمة الليل في غزة

عندما اشتدت نداءات أهل غزة العام الماضي، وتعالت أصوات المناشدة لأمتهم العربية والإسلامية جراء انقطاع الكهرباء المستمر بسبب توقف وصول الوقود إلى محطة التوليد، وأمام المشاهد الحزينة للأطفال وهم يتحلقون حول أضواء الشموع لأداء واجباتهم المدرسية، وحرائق البيوت التي راح ضحيتها العديد من العائلات وهم نائمون، وتعطل شبكات مياه الشرب والصرف الصحي عن العمل، ومعاناة المرضى بالمستشفيات لعدم توفر الكهرباء.. أمام هذا الواقع الإنساني الأليم، جاءت استجابة الفرج سريعة من قطر، حيث أمر الأمير حمد بسرعة إرسال "وقود الإغاثة"، حيث تحركت سفينة وقود تحمل ما يكفي لتشغيل المحطة لمدة شهرين، مساهمته في إنهاء أزمة كهرباء غزة، والتخفيف من معاناة الفلسطينيين في القطاع، وخاصة طلاب الثانوية والجامعات.

هل النخوة والمشاعر القومية إرهاباً؟!

هذا بعض ما عرفناه عن قطر في مجال النخوة والكرم والدعم لأهل قطاع غزة، فهل يعتبر هذا إرهاباً، أو دعماً للإرهاب؟! كما أن قطر بحسها القومي والعروبي احتضنت قيادة حركة حماس، عندما قررت الأخيرة أن تنأى بنفسها عن الصراعات الداخلية في سوريا تحت ما يسمى بالربيع العربي، ولجأت إلى قطر، فهل هذه النُصرة والمروءة هي إرهاب؟! سؤال نتركه لشعوب أمتنا العربية والإسلامية للرد عليه.