بالفيديو : “لآخر نفس”.. الحب و العمل وسط مشاكل وصراعات اجتماعية!

“لآخر نفس”.. الحب و العمل وسط مشاكل وصراعات اجتماعية!
حجم الخط

هل نقول بأن الدراما اللبنانية استطاعت أن تمضي خطوة إلى الأمام وسط تنافس يشهده ماراثون رمضان الحالي؟ سؤال نتركه مفتوحاً وقابلاً للجدل بعد أن تابعنا أكثر من نصف مسلسل “لآخر نفس”،  تأليف وسيناريو وحوار كارين رزق الله وإخراج أسد فولادكار، ومن بطولة كارين رزق الله، بديع أبو شقرا، رودني حداد، رندة كعدي، ريتا عاد وغيرهم.

يناقش المسلسل البحث عن لحظات الشغف هرباً من ملل العلاقة، البحث عن علاقات محرمة، أو البحث عن طريقة ما للخروج من الوحدة التي تفرضها حياتنا المعاصرة… الأم الأرملة تبحث عن الحب رغم عمرها المتقدم، فتجد جارها الوحيد ملاذاً لكسر برد العلاقة، الجار الذي تصل به الوحدة  بأن يقوم هو نفسه بقرع جرس بابه كي يؤنس وحدته المريرة، الأم وبناتها في صراعهن مع الحياة وقيم المجتمع.

 

وعلى طرف آخر، هناك شخصيات أخرى لرجال هم الوجه الآخر في البحث عن الحب لمواجهة كساد الحياة، وهو ما يطرحه العمل  بجرأة  تفرضها الحياة وثقافة الانفتاح والسفر المأزومة.

ينتمي المسلسل إلى الدراما التي تخاطب الأسئلة الفلسفية للحياة والوجود، والتي تبدأ من الحب، الحب كحلّ والحب كمشكلة، حلم البنت العانس بأن تكون أمّا حتى لو حملت من أي رجل لتسميه على اسمها، معبرة عن مشكلة من مشاكل المرأة، في مجتمع مهما بلغ فيه الخرق والخروج يبقى محافظاً في العمق.

من هنا، فإن فكرة وقصة المسلسل جريئة بالنسبة لمجتمعنا وهي تدور حول صدفة تجمع هزار “كارين رزق الله بغسان “بديع أبو شقرا” وتُشعل الشرارة بينهما لتبدأ بعد ذلك رحلة مليئة بالمشاعر لكنها تصطدم بالواقع… العمل الإعلامي، السفر وخلق صدفة اللقاء بينهما والكيمياء التي يشعلها الحوار والصراع والدخول في عمق الذات، لماذا نحن بحاجة إلى حب، إلى لحظات مسروقة، وما تبعات هذا؟

 

بالتأكيد سيكون نتيجة هذه العلاقة مشاكل، فهزار سيدة متزوجة تجمعها بزوجها نديم (رودني حداد) علاقة تفاهم ومحبة، وترفض تشويه نظرة أمها واختيها لها، خصوصا أنها الإبنة المثالية في عائلة غريبة بتركيبتها.

صراع يأخذنا دائما إلى سؤال اللحظة، ماذا نريد، ماذا يريد المجتمع، ولماذا تتسع أسئلة الضياع؟

يشهد العمل معالجة لإشكالية اجتماعية… القصّة جريئة، تشبه ما نختزنه في نفوسنا، إشكالية قد تتكرر في المنازل، بين الأصحاب وغرف الجيران، وبالتأكيد فإن النجاح يكون من خلال الاقتراب من الواقع ومن يوميات الناس.

كما أن المخرج أسد فولادكار استطاع أن يضبط أداء الممثل، من خلال رؤيته الإخراجية وقراءة الروح من خلال الصمت، الحركة، الموسيقى، ولغة الحوار…

في “لآخر نفس”، بدت كارين رزق الله حاملةً لعدد كبير من المشاكل المركبة والمتداخلة، إلى جانب الملفات الشائكة على الصعيدين السياسي والاجتماعي، طرح مشكلة الصحافة الورقية، والإنجاب بلا زواج، وإشعال برود العلاقة الزوجية بشغف علاقة أخرى.

فهل هذه الأزمات حكر على مجتمع بعينه، أم هي سؤال نواجهه في مدننا العربية؟