"أورن بيتون" جندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي خدم في وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود الإسرائيلي في فترة الانتفاضة الفلسطينية الأولى، الاغتيالات والاعتقالات كانت جزء من حياته اليومية.
وقالت القناة العاشرة العبرية، بعد أن أنهى خدمته العسكرية اكتشف إنه يعيش ما يعرف بصدمة المعركة، وفي وصف حياة الجندي المستعرب، 16 عاماً بعد الخدمة لم تتركه أزقة مدينة جنين، فقط بعد أن حاول قتل ابنته وهو في حالة من الاضطراب النفسي والكابوس الذي أصابه بدأ بعلاج نفسه، والآن يكتب كتاباً عن كل شيء.
"بيتون" تجند لوحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود الإسرائيلي في العام 1989، كان ممنوعاً عليه أن يتحدث عن وجود مثل هذه الوحدة، في هذه الأيام كانت الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وكان الأراضي الفلسطينية مشتعلة، وزملاؤه كانوا الأوائل الذين عليهم الدخول للهب.
عن طبيعة وحدة المستعربين قال "بيتون": "في الوحدة علمونا أن نصمت، وأن لا نتحدث عن أي شيء، حملت نفسي مسؤولية مقتل الضابط المسؤول عني، كان من المفروض أن أكون الأول في الوحدة المقتحمة، دفعني للخلف ودخل مكاني، قررت الانتحار، وضعت مسدسي على رأسي، حينها أمي صرخت وقفزت عليّ فسقط المسدس من يدي على الأرض، خرجت منه رصاصة، كنت على دراية إنني بعد ثواني لن أكون بين الأحياء، كانت هذه المرّة الأولى في حياتي التي حاولت فيها الانتحار".
بعد أن أنهى الخدمة في وحدة المستعربين، لم يستطع أن يجلس بهدوء (بدون عمل) كمصفف شعر، فتح "بيتون" صالونات تصفيف شعر في لندن وباريس، شارك في الكثير من المعارض الدولية، وشارك في تصفيف شعر مسابقة ملكة جمال العالم، ووصل لكل هذا بفضل الشركات التي أسس مع فاروق الشامي من مواليد رام الله، وصاحب شركة مختصة في منتجات الشعر.
حتى قبل حوالي 8 سنوات، "بيتون" كان يعيش في حالة من الكوابيس والهلوسة، كل الوقت يتجول وهو يحمل سلاحه الشخصي، يشعر طوال الوقت أن هناك من يبحث عنه حتى أثناء وجوده في البيت، بعد أن خضع للعلاج أدرك إنه يعيش في عالم من الكوابيس والاضطرابات، حينها قرر كسر الصمت وأن يتحدث عن ذلك.