كشفت آخر الأرقام ان دول الخليج العربي الغنية بالنفط التي تعهدت بالإسهام في اعمار قطاع غزة بمبلغ اجمالي قوامه ملياري دولار بعد الحرب الأخيرة، لم تقدم لغاية الآن سوى جزء صغير من هذا المبلغ.
وكشف البنك الدولي أن المملكة العربية السعودية التي تعهدت بتقديم 500 مليون دولار للمشاركة في إعادة اعمار قطاع غزة، لم تقدم لغاية الآن سوى48.5 مليون دولار. اما قطر التي تعهدت بتقديم مليار دولار فهي كذلك لم تقدم لغاية الآن سوى قسطا بسيطا من هذا المبلغ لا يتعدى 102 مليون دولار.
أما الكويت، التي وعدت بالإسهام بمبلغ 200 مليون دولار، فلم تدفع حتى الآن أي شيء للفلسطينيين في حين أنه من غير الواضح ما إذا كانت الإمارات العربية المتحدة قد سلمت أي قسط من مبلغ 200 مليون دولار تعهدت بها للسلطة الفلسطينية كمساهمة في اعمار قطاع غزة. من ناحية أخرى، دفعت تركيا لغاية الآن مبلغ 500 ألف دولار من أصل 200 مليون دولار تعهدت بتقديمها لإعمار قطاع غزة.
وشهد قطاع غزة خسائر جسيمة بين المدنيين ودمر القسم الأكبر من البنية التحتية في ارجاء القطاع خلال الحرب التي استغرقت 50 يوما في صيف العام الماضي كان الطيران الإسرائيلي خلالها يقصف بصورة مكثفة قطاع غزة حتى دمر أحياء بأكملها وكذلك محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. وقد تم تقدير تكلفة اعادة الاعمار ما بين ثماني الى عشرة مليارات دولار.
وقد تم التعهد بتقديم هذه الأموال إلى السلطة الفلسطينية وليس لحركة حماس، وكان من المقرر ان يتم انجاز إعادة الاعمار قبل نهاية عام 2017. وهذه ليست المرة الأولى التي تتعهد الدول بمبالغ للإسهام في اعمار القطاع ثم تتقاعس في تقديم المبالغ للسلطة الفلسطينية.
وعلى ضوء ذلك فإن نسبة لا بأس بها من المبالغ التي تعهدت بها دول اجنبية قد وصلت السلطة الفلسطينية وبدأ العمل على استثمارها في اعمار قطاع غزة.
فقد حولت بريطانيا وأمريكا قسما كبيرا مما تعهدت به من مبالغ اثناء مؤتمر القاهرة. فقد سلمت المملكة المتحدة أكثر من 80٪ من مبلغ 32.16 مليون دولار تعهدت بها في حين سلمت الولايات المتحدة 84 مليون دولار من اصل 277 مليون تعهدت بها.
اما روسيا واستونيا وجمهورية التشيك والبرازيل والأرجنتين فلم تحول أي مبلغ من الاسهامات المالية التي تعهدت بها لإعادة الإعمار في قطاع غزة، بينما سلمت كل من اسبانيا وايطاليا ما نسبته 15٪ و14٪ على التوالي من تعهداتها في الوقت الذي قدمت اليونان التي تمر بضائقة ديون خانقة، نصف ما تعهدت به من مبلغ. فقد قدمت 600 الف دولار من اصل 1.2 مليون دولار في المساعدات.
وقد بلغ اجمالي ما تعهدت به الدول من مساعدات لإعادة اعمار قطاع غزة اثناء مؤتمر القاهرة قد بلغ 5.4 مليار دولار، وكان معظمها مساعدات مالية مباشرة في حين كان قسم منها على شكل قروض ودعم فني ومساعدات غذائية.
من ناحيته، أعرب صندوق النقد الدولي الأسبوع المنصرم عن قلقه من بطء إعادة إعمار قطاع غزة وذلك بسبب عدم احترام التعهدات التي قطعتها الأسرة الدولية. وأشار صندوق النقد الدولي في تقريره الجديد حول الاقتصاد الفلسطيني إلى أن "عملية إعادة الإعمار في غزة تتقدم ببطء أكثر من المتوقع