كشف مركز حقوقي فلسطيني، اليوم الاحد، عن تفاصيل تعرض قاصرين فلسطينيين اثنين للضرب والمعاملة غير اللائقة أثناء اعتقالهما من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتعرضهما للتهديد أثناء التحقيق معهم من المحققين.
جاء ذلك على لسان القاصرين مصلح حاتم عديلي (17 عاما)، وسيف أنور عديلي (17 عاما) من قرية أوصرين قضاء نابلس، واللذين اعتقلا في سجون الاحتلال قبل قرابة عام، وأفرج عنهما مؤخرا بعد انقضاء محكومياتهم.
وقد روى القاصران، بحسب تقرير مركز أحرار للأسرى وحقوق الإنسان ما جرى معهم خلال الاعتقال والتحقيق وفي مرحلة وجودهم داخل السجون الإسرائيلية.
ويتحدث القاصر مصلح حاتم عديلي قائلا: "جاءت قوات الاحتلال لمنزل شقيقتي لاعتقالي بتاريخ (23 42014) قرابة الساعة الثانية والنصف ليلا، ولم أكن موجودا هناك فتركوا استدعاء لي لمقابلتهم، فتوجهت أنا ووالدي للارتباط، فتمّ احتجازي وأخبروا والدي أنني معتقل".
وخلال التحقيق أخذ المحققون يوجّهون أسئلة للقاصر مصلح باللغة العبرية، وعندما أخبرهم أنه لا يفهم العبرية شرعوا بضربه، ومن ثم جاء أربعة جنود وقاموا بضربه بأرجلهم على رأسه بعد أن أوقعوه على الأرض.
ويقول مصلح كان برفقتي قاصر آخر من قريتي أخذ الجنود بضربه بأعقاب أسلحتهم على قدمه، ولم يتمكن بعدها من السير عليها لمدة شهر أثناء وجوده داخل الأسر.
وخلال التحقيق يشرح مصلح ما كان يجري معه في معسكر "سالم" قرب جنين؛ حيث تعرض للضرب على صدره ورأسه من المحقق أثناء توجيه أسئلة له، وقام المحقق بضربه على وجهه باستخدام "الماوس" الخاصة بجهاز الحاسوب.
ويقول: "خلال وجودنا في سجن "مجدو" إذا تعرض أي أسير قاصر لمرض، فإن إدارة السجن والسجانين يجرون له تفتيشا غير عادي، ويتم تقييده قبل نقله لعيادة السجن".
أما سيف عديلي (17 عاما) فقد اعتقلته قوات الاحتلال بتاريخ (18 82014) بعد توجهه مع والده لمعسكر حوارة جنوب نابلس بناء على استدعاء وُجّه له.
يتحدث هو الآخر عن بعض ما تعرض له وعاشه داخل السجون؛ فيقول إن جنود الاحتلال والمحققين في معسكر "سالم" قرب جنين كانوا يتعمدون توجيه إهانات وشتائم لفظية للأسرى القاصرين بغرض الضغط عليهم للاعتراف.
وكذلك كانوا يضربوننا على الوجه والبطن والظهر والأيدي والأرجل، وكانوا يستخدمون أي أداة أو وسيلة موجودة كالكراسي وحتى بأعقاب البنادق، بحسب سيف.
ويؤكد سيف أن المحققين كانوا يهددون الأسرى القاصرين باعتقال الأم أو أخواتهم، أو اعتقال باقي أفراد العائلة بغرض الضغط عليهم للاعتراف والإدلاء بمعلومات يريدها المحققون منهم.
ويضيف: من خلال وجودنا في قسم 3 المخصص للأشبال في سجن "مجدو"، كنا نشاهد معاناة وخوف الأسرى القاصرين من المحققين والسجانين، وكيف كانوا يخشون التهديدات الموجهة لهم بالضرب أو اعتقال الأهل.
ويؤكد أن إدارة السجون كانت تتعامل مع الأسرى القاصرين بطريقة لا تليق بهم، سواء من ناحية الخدمات المقدمة كالطعام والدواء، أو حتى بتعمد ضرب الأسرى القاصرين.
ومن جانبه يوضح مدير مركز "أحرار" للأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش أن كل ما يتعرض له الأسرى الأطفال والقاصرون في سجون الاحتلال هو منافٍ لكل النصوص والتشريعات الدولية التي حفظت حق الأطفال ونصت على ضرورة التعامل معهم كما يليق بسنهم وأعمارهم الصغيرة.