ثائر أبوعطيوي
يأتي عيد الفطر السعيد على جموع المواطنين في قطاع غزة ، وهم يتبادلون الأحاديث عن واقع غزة ، وما تحمله الأيام القادمة بعد التفاهمات التي جرت في العاصمة المصرية القاهرة ، والتي شعر المواطن بمعالمها الأولية والتي منها ادخال الوقود لمحطة توليد الكهرباء، والحديث عما سينبثق عن تلك التفاهمات بالمستقبل القريب ، من انفراجة حقيقية للواقع الانساني بكل تفاصيله .
تفاهمات القاهرة تعتبر حالة وطنية جديدة يكسوها التفاؤل الحذر ... لأنها التجربة الوطنية الأولى منذ سنوات الانقسام السياسي البغيض ، لأن الواقع السياسي الفلسطيني لم يعهد على امتلاك زمام المبادرة الوطنية من زمن ...!؟
تفاهمات القاهرة والتي جرت برعاية الأشقاء المصريين ووفدي حركة حماس والتيار الاصلاحي داخل حركة فتح بقيادة محمد دحلان ، كسرت حاجز الصمت والتخوفات بشكل كبير، كان له مدلولاته وتأثيراته على الحالة النفسية للمواطنين في قطاع غزة ، وايمانهم بدرجة كبيرة لا بأس بها ، بأن تفاهمات القاهرة هي نقطة تحول ايجابية ستطرأ على واقعهم الانساني والسياسي معا، والتي ستكون الخطوة الأولى والمتزنة اذا كتب لها النجاح ، على طريق استعادة الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام السياسي .
المواطن في قطاع غزة كان ينتابه دوما شعور بعزلة على كافة الصعد والمستويات ، بسبب الملفات الشائكة والعالقة التي يعلمها المسؤول وبتهرب من العمل على حلها ، وهنا لن نسوق الأمثلة لأنها كثر، وحدث ولا حرج ...!؟
في العودة لحديثنا عن عنوان المقال وما دفعنا لاختيار عنوانه " حديث العيد ... محمد دحلان " لا يخضع للمحاباة أو للمجاملة ، أو بهدف تزيين الأمور وفق هوى الكاتب ورؤياه الشخصية ، ولكن من خلال ملامستنا لحديث المواطنين وما سمعناه من أعينهم الحالمة بواقع أفضل ، والذي لسان حالهم يعبر عن النائب محمد دحلان ، وطروحاته ومبادراته المستمرة الداعمة للمضمون الوطني وغرسه من جديد في الواقع السياسي الفلسطيني، والعمل بكل قوة وعلى كافة الصعد والمستويات من أجل انقاذ ما يمكن انقاذه ، لمفهوم الحياة الانسانية التي يتطلع لها المواطن في قطاع غزة بعين الأمل والرجاء.
المواطن البسيط في قطاع غزة بحاجة الى أدنى مقومات الحياة الانسانية الكريمة من لقمة خبز وكهرباء وماء ودواء ، ويحلم بالأمن الوظيفي في ظل قطع الرواتب واستمرار الخصومات ، ويحلم شبابه في عدم ذهاب سنين العمر هباءا منثورا ، جالسا على قارعة الطرقات محسورا دائم التفكير والانتظار.
رسالة النائب محمد دحلان ، هي رسالة المواطن البسيط الذي يريد أن يوصلها لكافة من يدعون المسؤولية والشرعية ، فهي رسالة وطنية لا شخصية ، عنوانها المواطن الحالم بغد أفضل قادم ، على أسس تكفل له حق المواطنة والحياة الكريمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى .
تزينت وتوشحت شوارع غزة في عيد الفطر السعيد بصور النائب محمد دحلان ، والمواطن ينظر لها بابتسامة تنبض من القلب النازف الجريح ، ويدرك جيدا بأن صاحب الصورة لا يريد ابتغاء مرضاة أنصاره ومؤيديه ، بل يريد أن يحقق حلما كاد أن يكون مستحيلا في اعادة اللحمة الوطنية ، ووضع حجر الأساس لبناء الانسان الفلسطيني الذي دمرته سنوات الانقسام العجاف ، ولم يعد يقدر على الاستمرار في حياة مرهونة بمزاج الساسة والمسؤولين.
نأمل أن تكتب لتفاهمات القاهرة المضي في التقدم والنجاح على أسس وطنية للكل الفلسطيني عنوانها كما أرادها النائب محمد دحلان ، شركاء في الدم والمصير.