إن من قَدر الله وحكمته، أنه قد جعل البشر خطائين، فلا بد لكل إنسان من الوقوع في الأخطاء والذنوب والمعاصي، وكل ذلك لحكمة بالغة من الله عز وجل، فإن وقوع المسلم في الأخطاء، وقيامه بالأخذ بالأسباب في تكفيرها، فيه إبراز وتحقيق للعديد من جوانب العبودية لله عز وجل، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد: « والذي نفسي بيده لو لم تُذْنِبُوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم » [رواه مسلم].
فالله سبحانه وتعالى قد قَدَّر لعباده أن يقعوا لا محالة في الذنوب والمعاصي، وذلك حتى يتخذوا في محو هذه الذنوب والمعاصي العديد من الأسباب الشرعية كالإستغفار الذي ورد في الحديث؛ وكل ذلك حتى يزداد العبد بواسطة هذه الأسباب صلةً بالله عز وجل وتقربًا منه.
لقد ورد ذكر المكفرات التي يستطيع المسلم أن يُكَفِّر ذنوبه بواسطتها في العديد من النصوص الشرعية في الكتاب والسنة، ويمكننا أن نعدد الكثير منها على النحو التالي: الإستغفار، فهو من أهم مكفرات الذنوب
التوبة النصوح الصادقة، والتي تتم بترك الذنب تركًا مطلقًا، والرجوع عنه، والاستغفار منه، والندم على فعله، والعزم على عدم المعاودة إليه، والإكثار من الأعمال الصالحة.
الإكثار من ذكر الله، بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، وخاصة بعد أداء الفرائض.
الموت في سبيل الله في ساحات الجهاد.
إسباغ الوضوء، وإسباغ الوضوء: هو إحسان الوضوء وإتمامه وتعميم الماء على كل أعضاء الوضوء، على النحو الذي كان يتوضأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم. كثرة الخُطَا إلى المساجد.
انتظار الصلاة بعد الصلاة.
صيام شهر رمضان إيماناً واحتساباً، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. » [متفق عليه].
قيام شهر رمضان، وبخاصة ليلة القدر.
صيام يوم عرفة، حيث ورد فيما صح عن رسول الله أن صيامه يكفر سنة ماضية وسنة باقية. صيام يوم عاشوراء، حيث أن صيامه يكفر سنة ماضية كما ورد عن رسول الله.
الصدقة. أداء فريضة الحج، حيث أن الحاج يرجع كيوم ولدته أمه، إذا أتم الحج والتزم بشروطه.
أداء العمرة، فالعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما.
أداء الصلوات الخمس وصلاة الجمعة.
إتباع السيئة بالحسنة، فالحسنات يذهبن السيئات. فالأعمال الصالحة كلها مكفرات للذنوب.
الإتيان ببعض الأدعية الخاصة، كدعاء كفارة المجلس، والذي نصه: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.د