حرصت إسرائيل على تسريب معلومات حول إجرائها أخيراً تدريبات في أجواء اليونان تحاكي هجوماً على إيران، فيما يبدو كضغط على الإدارة الأميركية لأخذ المواقف الإسرائيلية بعين الاعتبار من الاتفاق المستقبلي مع إيران.
فقد كشفت مجلة "إسرائيل ديفنس" أنه ضمن استعدادات تل أبيب لشن هجوم على منشآت إيرانية، أجرى سلاح الجو الإسرائيلي تدريبات على مهاجمة منظومة الدفاع الجوي الروسية الأكثر تطوراً في العالم "أس 300"، التي وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخيراً على تزويد إيران بها.
وأشارت المجلة إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي استغل امتلاك اليونان منظومات "أس 300" في تنفيذ تدريبات تحاكي هجمات يمكن أن ينفذها ضد هذه المنظومات في إيران.
وأوضحت أن هذه التدريبات، التي جرت بين العشرين والثلاثين من شهر أبريل/نيسان الماضي، نُفذت تحت إشراف قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال أمير أيشل، مشيرة إلى أن طائرات حربية من طراز "أف 16" شاركت بشكل خاص في هذه التدريبات. وأوضح الموقع أن أيشل شارك شخصياً في تنفيذ طلعات جوية فوق مواقع منظومات "أس 300" اليونانية.
وحسب المجلة، فقد شاركت في التدريبات 10 طائرات من طراز "أف 16" وطائرة مسؤولة عن تزويد الطائرات بالوقود في الجو، مشيرة إلى أن طائرات من سلاح الجو اليوناني شاركت في المناورة.
وتفترض إسرائيل أن إيران ستنصب منظومات "أس 300" بعد تسلّمها في محيط المنشآت النووية لحمايتها، ولتقلّص من قدرة أي طائرات معادية على إصابتها، مما زاد من أهمية ضرب هذه المنظومة.
وأوضحت المجلة أن إسرائيل حصلت على معلومات استخبارية مهمة حول منظومات الدفاع الجوية التي تستخدمها إيران في الدفاع عن منشآتها النووية، لافتة إلى أن الطيارين تدرّبوا بشكل خاص على آليات التملص من الصواريخ التي يمكن أن تطلقها منظومات الدفاع الجوية الإيرانية.
وأشارت إلى أن الطائرات الإسرائيلية اتخذت خلال التدريبات من قاعدة سلاح الجو اليوناني "إندربيدا" مقراً لها.
يُذكر أن إسرائيل سبق أن وظّفت تسريبات حول قيامها بإجراء تدريبات على شن عمليات عسكرية ضد إيران، في الضغط على الدول العظمى لفرض عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على طهران. ومما يدل على أن الحرص الإسرائيلي على تسريب هذه المعلومات يأتي تحديداً للضغط على الإدارة الأميركية، حقيقة أن جميع رؤساء هيئة أركان الجيش وقادة الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية في السنوات الخمس الماضية قد جاهروا بمواقفهم الرافضة لتوجيه ضربة عسكرية على إيران، على اعتبار أن مثل هذه الخطوة تفضي إلى نتائج عكسية.
وكشف معلّق الشؤون السياسية في قناة التلفزة الإسرائيلي الثانية، أودي سيغل، المقرّب من ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن أحداً في إسرائيل لا يؤمن أنه بالإمكان توجيه ضربة عسكرية لإيران يمكن أن تصفي أو تؤجل البرنامج النووي الإيراني إلى أمد بعيد.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "معاريف" أن هناك خلافاً بين كل من روسيا والولايات المتحدة بشأن العقوبات التي يمكن فرضها على إيران في حال تبيّن أنها خرقت الاتفاق النهائي الذي يُفترض أن تتوصل إليه مع الدول العظمى في نهاية يونيو/حزيران المقبل.
وحسب الصحيفة، فخلال اللقاءات التي أُجريت أخيراً في نيويورك بين ممثلي الدول العظمى وإيران، طالبت واشنطن بتضمين الاتفاق النهائي بنداً ينص على استئناف فرض العقوبات على إيران بشكل تلقائي، في حال تبيّن أن إيران خرقت بنود الاتفاق، من دون الحاجة إلى إجراء نقاش جديد في مجلس الأمن الدولي. ولفتت الصحيفة إلى أن ممثلي روسيا أوضحوا أن فرض عقوبات على إيران بعد الاتفاق تستدعي إصدار مجلس الأمن الدولي قراراً جديداً بهذا الشأن.
من جهة ثانية، يدل تواصل التعاون الاستراتيجي بين إسرائيل واليونان على أن مخاوف تل أبيب المسبقة من أن رئيس الوزراء اليوناني الجديد أليكسيس تسيبراس ذا التوجهات اليسارية سيتخذ مواقف أكثر عدائية من إسرائيل، في غير محلها.
فقد تعاظمت مظاهر التعاون الأمني والاستراتيجي بين أثينا وتل أبيب مع تولي تسيبراس منصبه، إذ إنه في أقل من أربعة أشهر على بدء عهد تسيبراس أجرى الجيشان الإسرائيلي واليوناني مناورتين عسكريتين.
يشار إلى أن إسرائيل تجري تنسيقاً استراتيجياً مع دول حوض البحر الأبيض المتوسط ذات العلاقة الإشكالية مع تركيا، وهي بالإضافة إلى اليونان، كل من قبرص ومصر.