هل تعزز "إسرائيل" علاقاتها العسكرية بقبرص واليونان من أجل مواجهة تركيا؟

هل تعزز "إسرائيل" علاقاتها العسكرية بقبرص واليونان من أجل مواجهة تركيا؟
حجم الخط

قالت دراسة إسرائيلية إن العلاقات العسكرية بين "إسرائيل" وقبرص واليونان تتنامى لمواجهة خصم مشترك لهم جميعا يتمثل في تركيا.

وأضافت الدراسة -التي أصدرها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب- أن سلسلة مناورات عسكرية مؤخرا بين "إسرائيل" وقبرص، بمشاركة خمسمئة من كتائب الكوماندوز والطيارين المقاتلين، تعطي مساحة جغرافية واسعة للجيش الإسرائيلي، وتعمل على تهيئته لخوض معارك حاسمة من خلال التدريب في مناطق أجنبية خارج نفوذ "إسرائيل".

وقال الجنرال غابي سيفوني، أحد المشاركين في الدراسة، والقائد السابق في لواء غولاني، إن الجيش الإسرائيلي دأب في السنوات الأخيرة على إجراء مناورات وتدريبات عسكرية مع جيوش دول أجنبية صديقة، ومنها مناورات العلم الأحمر مع جيش الولايات المتحدة.

وأوضح سيفوني أن المناورات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في قبرص كانت تحاكي حربا قد يخوضها الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله في لبنان وضد حركة حماس في قطاع غزة؛ فالطبيعة الطوبوغرافية لقبرص تشبه كثيرا نظيرتها في تلك المناطق، مما يوفر للقوات العسكرية الإسرائيلية ميزة في التدريبات تفتقر إليها هنا في "إسرائيل"، التي تحوز على مساحة جغرافية ضيقة، بعكس ما تتمتع به قبرص واليونان من مساحات واسعة.

وأشار إلى أن "التدريبات التي يخوضها الجيش الإسرائيلي خارج أراضيه تمنحه القدرة على تحقيق عقيدته العسكرية، على أنه جيش هجومي ومبادر، وتجعله قادرا على تنفيذ اجتياحات في أرض العدو، ثم يعود أدراجه إلى داخل الحدود الإسرائيلية".

أما الضابط الإسرائيلي في لواء المظليين غال بيرل فينكل -المشارك في الدراسة- فأكد أن التعاون العسكري بين "إسرائيل" وقبرص لا يقتصر على المناورات الميدانية، بل هناك اتفاقات ثنائية للعمل بحالات الطوارئ.

مع العلم بأن التعاون العسكري الإسرائيلي مع اليونان وقبرص تزايد بصورة واضحة عقب التدهور الذي حصل بين "إسرائيل" وتركيا منذ أحداث سفينة مرمرة عام 2010 قرب شواطئ قطاع غزة.

وأضاف فينكل أنه رغم توقيع اتفاق المصالحة بين تل أبيب وأنقرة عام 2016، وعودة سفراء البلدين، فإن قيادة حماس ما زالت تتخذ من تركيا معقلا لها، مع أن هناك بندا في الاتفاق يقضي بمنع تركيا أي نشاط معاد لـ"إسرائيل" على أراضيها، بما في ذلك جمع الأموال والتبرعات، لكنها لم تلتزم بهذا البند بصورة كاملة، وتجاهلت حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان احتجاجات إسرائيل بهذا الخصوص.

وخلصت الدراسة إلى القول إنه إلى جانب التدريبات العسكرية المشتركة بين "إسرائيل" وقبرص واليونان فقد أخذ التعاون بينها أبعادا إقليمية حين شهدت نيقوسيا في يناير/كانون الثاني 2016 قمة جمعت زعماء هذه الدول الثلاث بهدف إيجاد كيان جيو-سياسي جديد في شرق البحر المتوسط، ومن ضمن أهدافه غير المعلنة مواجهة تركيا.