ما أن تخفت حملة حتى تتبعها حملة أخرى ضد شركة الاتصالات الفلسطينية الخلوية "جوال" في قطاع غزة، التي تواجه منذ بضعة أعوام اتهامات بالاحتكار والتفرقة بين القطاع والضفة الغربية، فضلاً عن ارتفاع أسعار الاتصال والخدمات الأخرى مقارنة بدول الجوار.
وأطلق صحافيون ونشطاء في غزة خلال الأيام الماضية هاشتاغ احتجاجي ضد شركة "جوال"، لاقى تجاوباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الصحفي وسام نصار الذي أطلق الهاشتاغ بعنوان "الله لا يصبحك بخير يا شركة جوال" ويستخدم صباحاً، وآخر "الله لا يمسيكي بخير يا شركة جوال" ويستخدم مساءً، إنه لامس معاناة الناس في غزة، وأراد بأسلوب احتجاجي بسيط أن يعبر عن مدى الاستياء من شركة "جوال" وهي المزود الوحيد لخدمة الاتصال الخلوي في القطاع.
يذكر أن “إسرائيل” تقف حجر عثرة أمام انطلاق خدمات شركة الوطنية في القطاع، في حين تعمل الشركة في الضفة الغربية، الأمر الذي خلق تنافساً بين الشركتين بما يصب في صالح المستخدمين، وهو ما لا يتمتع به مليون و800 ألف نسمة في غزة.
وكان نشطاء نظموا اعتصاماً أمام مقر شركة "جوال" الرئيسي في مدينة غزة، قبل نحو أسبوع، احتجاجاً على تنصل الشركة من مسؤولياتها المجتمعية، في الوقت الذي تجني فيه أكثر من نصف أرباحها من القطاع المحاصر.
واتهم نصار شركة "جوال" بالاستخفاف بحقوق مشتركيها في قطاع غزة، الذين تجبي من ورائهم أكثر من نصف أرباحها السنوية وذلك استناداً لتقاريرها المالية والادارية.
وطالب الشركة بخفض أسعارها فوراً بما يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية المتردية والحصار المضروب على القطاع، وتغليب مصلحة المواطن على المصلحة الربحية، من دون خدمة حقيقية وجيدة.
بدوره، قال الناشط في الحملة الصحفي سامي زيارة إن االحملة انطلقت من أجل رفع الظلم عن مواطني غزة، وليس هناك أي مصالح خاصة تربط بين هذه الحملة ومطالبها.
وأوضح أن مطالب الحملة تتلخص تحسين الخدمة، وخفض الأسعار، ووقف التمييز في الحملات التي تعلن عنها ما بين غزة والضفة الغربية، وكذلك دعم المشاريع الوطنية بصفتها شركة وطنية، فضلاً عن منح الصحفيين خصوصاً الشباب منهم برامج اتصالات وخدمات بما يتلاءم مع عطائهم وتضحياتهم في الميدان.
وأكد زيارة "لن نغير مطالبنا أو نتراجع عنها، بل سنستمر في حملتنا حتى تلبية مطالبنا المشروعة"، غير مستبعد أن يتم اللجوء للشارع وتنظيم اعتصامات جماهيرية، يتقدمها الصحفيون، ضد هذه الشركة الاحتكارية.