ظهرت النتائج الرسمية للانتخابات التمهيدية لحزب العمل الإسرائيلي المعارض، هزيمة نكراء لزعيم الحزب إسحاق هرتسوغ، بعد أن فشل بالانتقال للجولة الثانية من الانتخابات التي تنافس فيها 7 مرشحين على زعامة الحزب.
ونجح كل من عمير بيرتس وآفي غاباي بالانتقال الى الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية على زعامة الحزب. وتشير النتائج الى حصول بيرتس على 10 آلاف و141 صوت، فيما حصل غاباي على 8 آلاف و395 صوتا، فيما حصل هرتسوغ على 5 آلاف و204 صوتا فقط.
وأشارت الإحصاءات الرسمية أن 60% من أصحاب حق الاقتراع في الانتخابات أدلوا بأصواتهم، وهو زيادة بنحو 10% من نسبة المشاركين في الانتخابات التمهيدية السابقة لحزب العمل في "إسرائيل". ويبلغ أصحاب حق الاقتراع 50 ألف منتسب للحزب.
وكان من المقرر عقد الانتخابات الاثنين ولكن تم تأجيل عقدها ليوم واحد لتزامنها مع موعد إحياء نجمة البوب الاميركية بريتني سبيرز حفلة في مدينة تل ابيب.
وكان مسؤولون من الحزب قالوا إن عقد الانتخابات التمهيدية مع موعد الحفل نفسه سيؤدي الى مشاكل لوجيستية، مع احتمال إغلاق طرق رئيسية في تل أبيب مؤدية إلى الموقع.
وعمير بيريتس، هو زعيم سابق للحزب شغل في السابق منصب رئيس نقابة الهستدروت العمالية ووزير الحرب وزعيم الحزب في الفترة بين 2005-2007.
يشار الى ان حزب العمل قاد الحركة الصهيونية وحكم "إسرائيل" بلا انقطاع لمدة 29 عاما من 1948 حتى 1977 مع الفوز التاريخي لليمين برئاسة مناحيم بيغن. وتراجع تأثير الحزب كثيرا على امتداد 25 عاما، مع تغيير في القيادة شمل 10 زعماء.
وكان ايهود باراك آخر رئيس وزراء من حزب العمل وشغل المنصب بين عامي 1999-2001. ويتوقع أن يعود باراك على رأس حزب جديد للمعترك السياسي في "إسرائيل".
وقبيل عقد الانتخابات التشريعية عام 2015، انضم حزب العمل الى حزب "الحركة" بقيادة وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني لتشكيل "المعسكر الصهيوني" الذي حصل على 24 مقعدا في الانتخابات ليصبح أكبر جبهة معارضة لحكومة اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو.
ويقول استاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس جدعون راهط انه بالإضافة الى حالة عدم الاستقرار الداخلي التي تسود حزب العمل، فأنه يواجه تحديات من أحزاب وسطية مثل "يش عتيد" (هناك مستقبل) بزعامة يائير لابيد. وقال "يواجه حزب العمل تحديا أكبر من ذي قبل ليس فقط من الليكود بل ايضا من الوسط".
واعتبر راهط أن اختيار زعيم جديد للحزب مثل بيرتس، وهو من أصول مغربية، قد يشكل عاملا جاذبا لأصوات الاسرائيليين من أصول شرقية (سفارديم). ولكنه اشار إلى ان بيرتس قد يؤدي إلى خسارة اصوات يهود من أصول غربية (اشكناز).
واكد المعلق يوسي فيرتير في صحيفة هآرتس أن هذه "الفرصة الأخيرة" امام حزب العمل "لإعادة تقديم نفسه حتى لو كان بشكل جزئي". ولكنه قال انه حتى لو قام بعض الناخبين الوسطيين باختيار حزب العمل فإن الحزب "لن يصبح اكثر أهمية" مشيرا ان "امراضه وعيوبه ونقاط ضعفه وانشقاقاته الداخلية لن تختفي مساء الثلاثاء".