ندد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، بإجراءات سلطات الاحتلال الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد وإزالة كل ما هو عربي وإسلامي من مدينة القدس الشريف.
وأشار حسين في بيان صحفي، اليوم الأربعاء، إلى نية سلطات الاحتلال إجراء تغييرات في منطقة باب العامود، من خلال تغيير الوضع القائم بشكل كامل فيها، عبر بناء نقاط مراقبة مرتفعة فيها، وتحديد مسارات ومداخل ثابتة وواضحة يسمح من خلالها فقط بدخول باب العامود والقدس العتيقة، إضافة إلى تركيب معدات وأجهزة تكنولوجية عديدة ومتنوعة ترفع من مستوى سيطرة الاحتلال ورقابته على المنطقة.
واستنكر مخطط الاحتلال لبناء طابق جديد أسفل ساحة حائط البراق الجدار الغربي للمسجد الأقصى، ومصادرة أجزاء من مقبرة اليوسفية الإسلامية، حيث قامت بوضع أسلاك شائكة حول أجزاء من مقبرة اليوسفية الإسلامية التاريخية الملاصقة لسور القدس الشرقي، وذلك لإقامة "حديقة تلمودية".
كما وبين، أن المقبرة اليوسفية من أقدم المقابر الإسلامية في القدس، دُفن فيها العشرات من علماء المدينة المقدسة وشهدائها ووجهائها، ناهيك عن طرح مزيد من العطاءات لبناء وحدات سكنية جديدة في القدس ومحيطها.
وقال، إن أعمال الحفر تحت الأرض وبناء المستوطنات فوقها تأتي بهدف تهويد المدينة، وإلغاء طابعها العربي والإسلامي، بالرغم من كل قرارات الأمم المتحدة حول القدس.
وشجب إقامة احتفالات ومهرجان "عيد الأنوار" اليهودي على سور القدس الذي يفصل بين المسجد الأقصى والقصور الأموية في بلدة سلوان، ساعين من خلال تركيز اللون الفني لطمس البعد التاريخي للمدينة، وذلك بتغيير الروايات التاريخية والتراث الإسلامي العربي فيها بما يتلاءم والروايات الإسرائيلية.
من جانب آخر، أدان حسين القرار القاضي بالسماح لأعضاء الكنيست والوزراء الإسرائيليين باقتحام المسجد الأقصى والتجوال فيه.
وقال، إن المسلمين يواجهون ضيقًا وعنتًا ومنعًا من الوصول إلى المسجد الأقصى، حيث تغلق أبوابه في وجه رواده وأصحاب الحق فيه، في حين تقوم سلطات الاحتلال بتأمين اقتحامات المتطرفين وحمايتهم.
وأكد، على أن الأقصى يتعرض لحملة إسرائيلية شرسة، في إطار مسلسل التطرف الذي تنتهجه سلطات الاحتلال للمس به، من خلال اعتداءاتها المتواصلة عليه، ضاربة عرض الحائط بالشرائع والأعراف والقوانين الدولية، ولا تحترمها، وتسير وفق خطة ممنهجة لطمس كل ما هو عربي وإسلامي في فلسطين، وتستبدله ببديل يهودي مزيف.
وأهاب بالشعوب العربية والإسلامية وقادتها، وشرفاء العالم جميعه التدخل لوقف الاعتداءات المتكررة والمتزايدة على المساجد والآثار الإسلامية، محذرًا من خطورة ما وصلت إليه اعتداءات الاحتلال والمستوطنون ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته وأرضه وإنسانيته.
كما ودعا كل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى إلى ضرورة إعماره وحمايته، محملًا سلطات الاحتلال عواقب هذا العدوان الذي يزيد من نار الكراهية والحقد في المنطقة ويؤججها، وينذر بحرب دينية يصعب تخيل عواقبها.