لا يمكن ليوم واحد مقداره ( ٢٤) ساعة أن يعوّض (الأم) عن حَمْلٍ وإرضاعٍ استغرقا (٣٠) شهرًا، وحب وحنان ملآ قلبها حتى فارقت الحياة.
ومن يريد الاحتفال بـعيد الأم يومًا واحدًا ثم يقطع صلتها باقي الأيام هو عاق لها وليس بارًا .
إنها صحبة العمر وسيرة الإحسان والبر لا يمكن اختزالها في يوم وليلة.
هكذا علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم عندما سأله أحدهم فقال من أحق الناس بحسن صحابتي؟، قال: (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أمك) ، قال: ثم من؟ قال: (أبوك) متفق عليه.
فنحن كمسلمين علينا أن نعتز بديننا وبنبينا صلى الله عليه وسلم وأن لا نقلد غير المسلمين في ( تخصيصهم يومًا واحدًا كعيد للأم) ، وإنما يجب أن نجعلهم يقلدوننا ببر الأم .
فالذين ابتدعوا عيد الأم يعيشون في مجتمعات تفككت فيها الروابط الأسرية ، فلا يعرفون حقوق الأم ومكانتها ولا يتفقدونها ويزورونها سوى في الأعياد والمناسبات.
أما عند المسلمين فالأيام كلها أعياد للأم .
قال لي أحدهم : توفيت أمي منذ أكثر من سنتين ومازلت - بين الفينة والأخرى- أُمسك الجوال لأتصل بها ناسيًا أنها فارقت الحياة .
فأسعدوا أمهاتكم قبل أن تفقدوهن ففراقهن أمرُّ من طعم العلقم.
ولتعلموا أنه عند رحيلها من الدنيا يُغلق دونكم باب من أبواب الجنة.
فتذكر ذلك أيها الابن وبادر ببر أمك .
وربما يشعر المرء دائمًا أنه يأخذ أكثر مما يعطي من الحنان ما دامت أمه على قيد الحياة لأنها نبع الحنان الذي لا ينضب معينه.
فإذا ماتت الأم انعكس ذلك الشعور.
فلا يوجد بعدها من يمتلك تلك الطاقة العظيمة من مشاعر الحنان ومن العطف والاهتمام.
* أيها الابن كم من كرامة ساقها الله لك كانت بدعوة من أمك، وربما أنت غافل عن ذلك.
فما أجمل دعواتهن وما أرقَّ قلوبهن .
يربين دون كلل ويقدمن بلا منة ولا ملل.
تنام أيها الولد لتنسى آلامك ، وتسهر أمك عند رأسك لتطمئن عليك وتدعو لك وتذرف دمعًا لمصابك وغيابك.
هي ترعاك صغيرًا وتأمل بقاءك وأنت تبرها كبيرة وتنتظر فراقها.
فالزم - رعاك الله - رجلها فثَمّ الجنة ، واطلب رضاها فهو السبيل لرضا رب العالمين عنك.
((وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)) [سورة لقمان]
اللهم اغفر لأمهاتنا وآبائنا وارحمهم كما ربونا صغارًا
اللهم من كان منهما على قيد الحياة فأمد في عمره
ومن توفيته منهما فاغفر ذنبه وتجاوز عن سيئاته وأسكنه الجنة .
لبنان.. 319 خرقًا "إسرائيليًا" لوقف النار في 32 يومًا
28 ديسمبر 2024