لاشك أن اللحظة الصادقة هي لحظة الخلوة مع النفس حينما يبدأ ذلك الحديث السري، ذلك الحوار الداخلي وتلك المكالمة الانفرادية، وقد تأتي تلك اللحظة في العمر مرة فتكون قيمتها بالعمر كله، فما بالك إذا ضيعها منك شريكك الثرثار الذي يأخذ الكلام لحسابه ولا يعطيك فرصة للكلام وتشعرين وقتها بأن دماغك يتآكل من فرط الصداع الذي سببه هو بكثرة الحديث.
كثيراً ما يحدث أن يتحدث شريكك لساعات طويلة مع إحدى صديقاتك ما يسبب لك الحرج، وتكون النهاية شعورك بالملل من هذه الحياة.
قبل أن نتكلم عن شريكك الثرثار نعرض بعض الطرق التي تساعدنا على تحليل السبب وراء هذه المسألة حتى لا نقفز إلى استنتاجات سريعة تفقدنا استقرارنا والعلاقة برمتها.
هل هو اجتماعي متفتح؟
بعض الناس يفضلون الصمت في حين يفضل آخرون كثرة الحديث والثرثرة ما يشعرهم بالسعادة، أما الإنطواء فيشعرهم بالتعب والملل فهم يحبون التفاعل مع الناس في معظم أوقاتهم، لذا عليك فهم طبيعة زوجك فهو اجتماعي منفتح وليس بيديك تغيير هذه الطبيعة.
هل شريكك نرجسي؟
بمعنى أنه يتحدث عن نفسه معظم الوقت، فهؤلاء الأشخاص يتخيلون أنفسهم مركز الكون ومحور الاهتمام، وبالتالي تكون نفسه فقط هي الموضوع الرئيسي في جميع المحادثات.
لبق وفصيح اللسان؟
يمتلك بعض الناس فن الحديث ويعرفون كيف يعزفون على أوتار الكلمات، إذ يمكنهم اختيار الكلمات المناسبة وتكون عباراتهم منمقة ومعبرة، ومعظم هؤلاء الناس يعرفون أنهم يمتلكون هذه المقدرة من اللباقة ويحاولون إظهارها بالكلام الكثير.
هل للثرثرة علاقة بالشعور بعدم الأمان؟
بعض الناس يعانون من الخوف وانعدام الأمان ولديهم بعض المخاوف الخفية، ومن ثم يميلون إلى إخفاء مشاعرهم الفعلية عن طريق تشتيت أنفسهم بالتحدث مع الآخرين.
هل هو الإجهاد؟
يتخلص بعض الناس من التوتر من خلال التحدث باستمرار مع الآخرين حول مشاكلهم، لكنهم لا يفعلون ذلك إلا كردة فعل عندما يتعرضون للإجهاد.
كيفية التعامل معه؟
أولاً، حددي السبب الذي يجعل زوجك ثرثاراً، ومعرفة ما إذا كان يفعل ذلك معك فقط أم مع كل الناس دون استثناء، إذا كان يتحدث مع الجميع فهو يحتاج لبعض العلاج النفسي، أما إذا تعمد الكلام معك وأنت مشغولة فأخبريه بأنك لا تملكين الوقت الكافي للاستماع، ولا تخجلي من ذلك لأنك باستجابتك لكلامه في كل الأوقات ستستنفذين طاقتك دون فائدة.