يد إسرائيل "الليّنة".. تشجّع على استمرار العمليات في القدس

مستوطنين-القدس
حجم الخط

  26 أيار 2015

حاول عمران أبو دهيم من جبل المكبر، الاربعاء الماضي ، قتل رجال شرطة في الطور في شرقي القدس، ليس بعيدا عن الجامعة العبرية في جبل المشارف. لقد قاد سيارته بسرعة نحو مجموعة من رجال حرس الحدود، ممن كانوا يقفون على الرصيف، حيث أصيب اثنان منهم لم يتمكنوا من الهرب في الوقت المناسب. شرطي آخر أطلق عليه النار فقتله. لم تكن تلك هي العملية (كلمة مخففة لمحاولة قتل اليهود) الوحيدة، الاسبوع الماضي. قبل يومين من ذلك طعن «مخرب» عربي وجرح شابا يهوديا كان ينتظر في محطة في مفترق ميشور ادوميم، جراحا طفيفة. هرب «المخرب» ولم يتم القاء القبض عليه. قبل ذلك باسبوعين حدثت عملية دهس أخرى، ايضا في الطور، وهناك جرح عدد من رجال الشرطة. كان ذلك قبل عشرة ايام فقط من عملية الدهس التي قتل فيها شالوم شركي.
من جبل المكبر جاء ايضا «القتلة» الذين نفذوا عملية القتل المروعة والفريدة في الكنيس في هار نوف. أجريت مع والد أحد «القتلة» مقابلة في التلفاز الاسرائيلي بعد وقت قصير من عملية القتل، قال إنه مر يخمس جلطات، وفي كل مرة أنقذوه في مستشفى هداسا عين كارم. أنقذ اليهود خمس مرات حياته، ومع ذلك في بيته لم يكن هناك حب كبير لليهود، ولا حتى مجرد اعتراف بالجميل. بالمناسبة، حسب معرفتنا فان وضعه جيد. فهو يواصل الحصول على العلاج في مستشفى اليهود، مستشفى من أفضل مستشفيات العالم، منزله ما زال قائما، كبيرا وواسعا (شوهد في التلفاز)، خيمة العزاء الكبيرة فككت. من المثير للاهتمام هل يحصل على المنحة الخاصة التي يدفعها أبو مازن لعائلات «قتلة اليهود» (نحو 10 آلاف شيقل في الشهر)، أو أن بطاقة الهوية الزرقاء التي منحته إياها اسرائيل تحرمه من المبلغ المأمول (لكنها تمنحه التأمين الوطني. ربما في يوم الذكرى القادم سيدعى للتحدث عن ألم الثكل؟).
من جهة دولة اسرائيل، فان هذه العائلة هي عائلة شرعية من سكان اسرائيل. تعمل شقيقة «المخرب» في بلدية القدس. حقيقة أن جيرانه يمجدونه كشهيد وكمقاتل في المعركة المقدسة ضد اليهود لا تعني شيئا بالنسبة لنا. إن عائلة «المخرب» تسلمت جثته في الليلة ذاتها من اجل ألا يتم التشويش- لا سمح الله- على عملية دفنه وتحويله الى قدّيس معذب.
هذا ما كان لرئيس الدولة قوله عن العملية. لقد تطرق اليها بسطرين. بالمناسبة كان تطرقه أطول واكثر تفصيلا عندما تناول موضوع الفصل في الباصات في الضفة الغربية. «هذا الصباح تلقينا تذكارا مؤلما للتعقيدات الامنية التي تواجهها دولة اسرائيل، والثمن الذي ندفعه من اجل مبادئنا الاساسية».
عندما تتطرق قيادة الدولة لـ «الارهاب» العربي بصورة عمياء بهذا القدر فليس من المستغرب أن يستمر. «تعقيدات أمنية؟»، أي اسم هذا لمحاولات القتل اليومية لليهود على أيدي العرب؟.
«الغباء هو تكرار العمل ذاته وتوقع نتائج اخرى»، قال البرت آينشتاين. تتعامل دولة اسرائيل مع «الارهاب» العربي بالاسلوب ذاته مرة تلو الاخرى. تعاقب «المخربين» بعقوبات بسيطة ومضحكة وكأنهم خارجون على النظام وجنائيون وليسوا جنوداً من جنود العدو. أما بالنسبة لعائلاتهم ومحيطهم وطائفتهم التي أنبتتهم وهي تُقدسهم وترى فيهم وفي اعمالهم بطولة ومثالا فان الدولة لا تفعل شيئا. لا تتوقع نتائج مختلفة.

عن «معاريف»