بعد تضاءل فرص التهدئة في اليمن مع تأجيل محادثات جنيف إلى أجل غير مسمى، تواصلت الاشتباكات في جنوب اليمن بعنف غير مسبوق وخصوصا في مدينة تعز. في غضون ذلك تحدث سكان محليون عن أول انتكاسة كبيرة للحوثيين في الضالع.
تواصلت الاشتباكات العنيفة في جنوب اليمن لاسيما في مدينة تعز بين الحوثيين والمقاتلين الموالين لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى. وحسب مسؤول محلي فإن 35 شخصا قتلوا بينهم 30 مسلحا من المتمردين الحوثيين ومن عناصر قوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح في معارك بمناطق متفرقة من مدينة تعز.
وذكر المسؤول أن المعارك بين الحوثيين وحلفائهم من جهة، وبين المقاتلين الموالين للرئيس هادي من جهة أخرى، احتدمت خصوصا في شارعي الستين والخمسين وفي حوض الإشراف بوسط المدينة وفي أطرافها الشمالية والغربية. وأفاد سكان أن قوات الحوثيين وصالح قصفت أحياء سكنية بالدبابات وقذائف الهاون منذ ساعات الصباح الأولى. وتحدث بعضهم عن "مجزرة بحق أبناء هذه المدينة (تعز) التي تعد نواة للانتفاضة التي أطاحت بحكم صالح وهو اليوم مع الحوثيين ينتقم منها".
هزيمة للحوثيين في الضالع
في غضون ذلك، أكدت مصادر محلية في مدينة الضالع الجنوبية لوكالة فرنس برس أن مواقع عسكرية ومعسكرات تابعة لميليشيات الحوثيين وقوات صالح سقطت بيد المقاتلين الموالين لهادي بعد معارك شرسة. وأضافت المصادر أن موقع المظلوم ومبنى الأمن العام وموقع القشاع وموقع الخزان الرئيسي التابع لمعسكر الجرباء، كلها سقطت بيد "المقاومة الشعبية".
وقال أحد المقاتلين المحليين لرويترز "نجح مقاتلو المقاومة الجنوبية في تطهير مدينتنا من العناصر الحوثية بعد معارك عنيفة استمرت من الفجر وحتى بعد الظهر." وذكر مصدر في القوات الموالية للرئيس هادي أن المقاتلين المناوئين للحوثيين سيطروا على ست دبابات من داخل معسكر الجرباء. وكانت مدينة الضالع معقلا للانفصاليين الجنوبيين قبل أن يستولي الحوثيون على أجزاء كبيرة منها.
ودخلت العملية العسكرية الجوية التي أطلقها التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين وقوات صالح، اليوم الاثنين شهرها الثاني. تزامن ذلك مع إرجاء محادثات جنيف التي كانت الأمم المتحدة قد دعت إليها إلى أجل غير مسمى.
قصف منزل نجل صالح
وفي تطور ذي صلة شن طيران التحالف العربي غارتين جويتين على منزل نجل الرئيس اليمني السابق أحمد علي صالح في العاصمة اليمنية صنعاء. وقال سكان محليون لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن غارتين جويتين شنها طيران التحالف على منزل أحمد علي صالح في شارع حدة، حيث سمعت دوي انفجارات عنيفة، كما تصاعدت أعمدة الدخان بكثافة من على موقع التفجير.
وبحسب المصادر، فإن تلك الغارات أدت إلى تدمير المنزل بشكل كبير، دون التأكد من وقوع ضحايا، إلا أن سيارات الإسعاف هرعت إلى المكان بحسب المصادر ذاتها. وكانت طائرات التحالف بقيادة السعودية شنت عدة غارات جوية مطلع الشهر الجاري، استهدفت من خلالها منزل الرئيس السابق علي عبد الله صالح الواقع في شارع صخر بصنعاء، كما استهدفت منزله في قريته بسنحان.