هل تريدون أن تخطئوا وتغلقون النوافذ؟

19642472_1377323428989595_3335658001764998702_n.jpg
حجم الخط

ان الفكر الجامد أو المتخشب أو المتكلس غير المتطور أو المتفاعل أو المتقبل للجديد هو فكر آسن كما المستنقع الراكد المياه تنمو على جوانبه الطحالب وتموت فيه الأسماك.

فكر التجدد هو فكر الانفتاح وفكر الحركة الثورية التي تقرن الإبداع بالنقد والتي لا تخاف دواهم الأحداث، ويدور تجددها في إطار الأهداف وتغير الوسائل.

مبرر عدم الخوف هنا ليس اليقظة فقط وليس الإعداد والتخطيط المسبق فقط (في حالتنا هناك آراء متعددة) وليس القدرة على إدراك المتغيرات فقط ، وليست مرتبطة بالمساءلة والمراجعة وحُسن التواصل والمتابعة فقط وإنما أيضا مرتبطة ب(التجرد) من الأنا العليا والهوى.

في التجرد من الهوى ما يؤسس لقدرة الأشخاص و التنظيم على تحقيق (النقد الناجح) فأضع الأصبع على الجرح ولا أتركه نازفا وأتحلى بفضيلة الاعتراف بالخطأ ما لا يشكل سُبّة ولا عارا ولا عيبا بل شجاعة وقوة ومهابة واحترام.

منذ أيام عقدنا جلسة للحركيين من الكتاب والأدباء برئاسة مفوض المنظمات الشعبية بالحركة ودار الحديث حول هموم الاتحاد إلا أن عددا من الإخوة تصدوا للأخ توفيق الطيراوي بالنقد المباشر ومنهم ما قاله د.سمير شحادة، وهنا كان الحال إما إن يتوتر أو يتم الرد على النقد بمنطق الدفاع عن النفس والهجوم على الآخر، إلا أن فضيلة (الاعتراف) بالخطأ بالموقف المذكور غلبت على الأخ ابوحسين فاعتذر وانتقد نفسه بوضوح، فسارت الجلسة في الإطار النقدوي رغم تَرِكَة من الإشكالات.

الفكر المتجدد يفتح النوافذ بل يشرعها فلا يخشى الأنواء، والفكر المتجدد يتقبل من الشمس تغير أحوالها، والفكر المتجدد يقود السفينة باتجاه أفضل السبل فيتخير.

مجرد (التخيير) يعني أن هذا السبيل أو ذاك يحتاج لتمحيص ودرس ولنقد فيكون للوقت والمال والجهد البشري أن يحدد أي السُبُل أصلح وأي أتى أوانه.

إن خِطئيّة الإنسان هي كما قال سيد الخلق (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) والتوبة تلي عملية الاعتراف والنقد لأنها تعني الامتناع عن العودة للفعل أو القول الخاطئوإلا ما الفائدة؟

هنا تكتمل أركان التجدد في الفكر الرحب فهو يعترف وينتقد (وحين ينتقد لا يعود لذات المثلبة) ويتجدد ويبدع ويتخير السبل.