مظاهرة في باريس احتجاجاً على استمرار الحصار عن غزة

مظاهرة باريس.jpg
حجم الخط

نظمت جمعية "فرنسا- فلسطين" للتضامن، مساء أمس السبت، تجمعاً للتذكير بأن غزة لا تزال تتعرض لأبشع أنواع الحصار، وللمطالبة برفعه، في ساحة الجمهورية بباريس.

وحضر المئات من الفرنسيين والعرب هذا التجمع، بمشاركة جمعيات وأحزاب سياسية عديدة، حيث ألقيت خلاله كلمات عديدة دانت جميعها الحصار المتواصل لغزة، ودعت إلى وضع حدّ له، وممارسة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية.

ونددت بعض الكلمات، ومنها كلمة جمعية "الحركة ضد العنصرية ومن أجل الصداقة مع الشعوب" (مراب)، بتصويت البرلمان الأوروبي الأخير على قرار يوشك أن يَعتبر أيَّ انتقاد لسياسات الحكومات الإسرائيلية بمثابة معاداة للسامية.

وقال رئيس جمعية فرنسا-فلسطين برتران هيلبرون، إن ما يقرب من مليوني فلسطيني من سكان غزة يتعرضون إلى حصار شامل، وهذا يعود إلى أغسطس 2007، وأن هذا الحصار الإسرائيلي تفاقم مع إغلاق الجار المصري لحدوده مع القطاع.

وأشار إلى أن "إسرائيل" شنت في مثل هذا اليوم هجومًا جديدًا على غزة، ابتدأ بغارات جوية، خلّف 240 شهيدًا، في اليوم الأول من الهجوم، وأما المحصلة النهائية فكانت ما يزيد على 2200 شهيد فلسطيني.

وذكَّر أنّ الهجمات الإسرائيلية لم تتوقف منذئذ، مشيرا إلى غارات الطيران الإسرائيلي على غزَّة ليلة السادس والعشرين من يونيو/حزيران الماضي.

ورسم رئيس جمعية فرنسا-فلسطين صورة كئيبة ومقلقة عن الوضع في غزة، الذي ازداد سوءًا بعد القرار الإسرائيلي بقطع إمدادات الكهرباء، وعدم السماح إلا بساعتين كهرباء كل يوم، مبينًا أن هذا الانقطاع للكهرباء يؤثر سلبًا على التزود بالماء ويهدد إمكانات العلاج الطبي.

وأضاف "على الرغم من تقرير للبنك الدولي يشير إلى أن استمرار الحصار على غزة سيجعل العيش فيها غير ممكن، خصوصًا أن الماء في غزة في معظمه غير صالح للاستهلاك، إلا أن إسرائيل، المسؤول الأول، باعتبارها قوة احتلال، ومصر الجارة، المسؤولة الثانية".

وتابع "لا يُعيران الأمر الأهمية التي يستحقها"، وإضافة إلى هذين المسؤولين المباشرين "يقف المجتمع الدولي، منذ عشر سنوات، متفرجًا على الموت البطيء لسكان غزة".

وأردف قائلًا "فلسطينيو غزة لا يريدون أن يظلوا دومًا في وضع من ينتظر المساعدات"، وحيّا دينامية سكان غزة ومستواهم التربوي وإرادتهم وروحهم الخلاَّقة.

وأوضح أنهم لم يعودوا قادرين على البقاء في وضعية من لا يستطيع إعادة بناء بيته المتهدم، ولا وضعية من لا يستطيع الحصول على العلاج، ولا وضعية من لا يشتغل ولا يصطاد ولا يزرع أراضيه، ولا وضعية من لا يستطيع أن يُرفّه عن نفسه.

واستعرض تاريخ غزة، قائلًا "مرت خمسون سنة من مراقبة إسرائيلية كاملة على قطاع غزة، وخلال عشرين سنة دمّرت إسرائيل اقتصادَه، وفي عشر سنوات دفعت سكانه لليأس من خلال حصار شامل، وجعلتهم في حالة تبعية كاملة للإمدادات الإسرائيلية، التي يتوجب عليهم أن يدفعوا ثمنَهَا غاليًا".

وأكد هيلبرون دعوة جمعيته وجمعيات ومنظمات فرنسية وعربية وأحزاب سياسية عديدة للشعب الفرنسي للتضامن وتقديم الدعم لفلسطينيي وفلسطينيات غزة.

وطالب فرنسا والاتحاد الأوروبي بالعمل، بقوة وإخلاص، بعيدًا عن التصريحات المعتادة، على رفع الحصار عن غزة، عبر ممارسة ضغوط حقيقية على "إسرائيل"، وبشكل خاص، تعليق اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي و"إسرائيل"، حتى يتم وضع حدّ للحصار اللا قانوني واللاإنساني ضد فلسطينيي قطاع غزة.

من جانبه، أكد الرئيس الشرفي لجمعية "فرنسا-فلسطين للتضامن" توفيق التهاني، تنظيم جمعيته لأنشطة أخرى قادمة في أماكن مختلفة من فرنسا، لفضح تصرفات "إسرائيل" في غزة وفي كل فلسطين.