نظمت مؤسسات أرثوذكسية فلسطينية في مدينتي القدس وبيت لحم المحتلتين، وقفة احتجاجية أمام كنيسة المهد في بيت، للمطالبة بإقالة بطريرك القدس وفلسطين والأردن ثيوفيلوس الثالث، بسبب دوره في تسريب أملاك الكنيسة للإسرائيليين، وتم من خلالها بيع مئات الدونمات في القدس.
وعرفت الصفقة التي تكشفت تفاصيلها الأسبوع الماضي باسم "صفقة رحابيا" نسبة إلى حي بالقدس، وتتضمن بيع نحو 528 دونمًا من أملاك البطريركية في القدس لشركات إسرائيلية، وفق ما تقول السلطة الفلسطينية.
وطالب المجلس المركزي الأرثوذكسي والشباب العربي الأرثوذكسي في فلسطين، بعزل ومحاكمة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بسبب تفريطه بأراضي الكنيسة وبيعها للمشاريع الاستيطانية، وطرد كل من تعاون معه.
وقال المجلس في بيان صحفي "إننا نقف اليوم أمام عملية بيع كاملة ومسلسل تصفية شامل لأوقافنا من قبل مجمعٍ وبطريرك غريبين عن هويتنا وانتمائنا، لم نختارهما ليمثلونا، لأن القانون المتبع لا يعطي أبناء الوطن الحق في اختيارهم، بل فُرِضًا علينا كأسلافهم منذ الهيمنة الهيلينية على كرسي الرسول يعقوب أول بطريرك على المدينة المقدسة".
وأضاف البيان "أيها المتآمرون على وجودنا الوطني المسيحي في الأرض المقدسة، لقد خنتم كنيستكم ورسالتها الدينية والوطنية بثلاثين من الفضة قبل خيانة رعيتكم وبعتم تاريخ وهوية بلادنا المقدسة، فاستمرار رسالة الكنيسة يتطلب الحفاظ على الأرض وهويتها العربية والمسيحية فمن لا أرض له لا وجود له".
وناشد بالتدخل الفوري لإبطال الصفقة الباطلة ومحاسبة ومحاكمة المتورطين والمتآمرين في بيع تاريخنا وأوقافنا بحكم القانون الفلسطيني والأردني بعد أن نكثت البطريركية بكافة التزاماتها الموقعة.
وطالب كلاً من الرئيس محمود عباس والملك الأردني عبدالله الثاني لرفع الظلم التاريخي والمستمر والواقع علينا وإنهاء هذا البلاء العنصري المستمر منذ 500 عام الذي أضاع مجد كنيستنا وفرط بمقدراتها.
وأضاف المجلس المركزي الأرثوذكسي والشباب العربي الأرثوذكسي في فلسطين "نعاهدكم بالاستمرار في نضالنا لتحرير كنيستنا من الطغاة واللصوص والسماسرة ونيل حقوقنا".
بدوره، قال نائب رئيس المجلس المركزي الأرثوذكسي نبيل مشحور إن هناك مسلسل طويل من الصفقات والتسريبات، قوبل بمقاومة حقيقية من جانب الأرثوذكس العرب.
وأضاف أن "الصفقة الأخيرة هي جزء من صفقات متوالية، وقد حان الوقت لنا الأرثوذكس العرب أن نصرح بكل البساطة أن تنتهي هذه الفئة الفاسدة التي تدمر حقوق الأرثوذكس العرب في أوقافهم الموجودة منذ مئات السنين".
وكانت الكنيسة أجرت في الماضي سلسلة صفقات باعت بموجبها عقارات وممتلكات في فلسطين، كان آخرها بيع 900 دونم في مدينة قيسارية الساحلية مقابل سعر زهيد.
ويطالب العرب الأرثوذكس منذ فترة طويلة بتعريب قيادة الكنيسة، التي يقودها حاليًا بطاركة من اليونان.