توقعت منظمة الأغذية الأممية "الفاو"، اليوم الاثنين، حصول تباطؤ "كبير" في الطلب العالمي على المنتجات الغذائية والزراعية خلال العقد المقبل، مدفوعا بشكل أساسي بانخفاض مستوى الاستهلاك في الصين.
كما توقعت المنظمة في تقريرها الأخير، أنّ تنامي الطلب على المنتجات الزراعية منذ العام الحالي ولمدة عشر سنوات، "سيتباطأ بشكل كبير مقارنة بالعقد المنصرم".
وتضمن التقرير الذي شاركت فيه 34 قوة اقتصادية دولية وأعدته "الفاو"، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومقرها باريس، توقعات هامة تتعلق بالمنتجات الغذائية والزراعية الرئيسية حتى عام 2026.
وعزا التقرير أبرز أسباب التراجع إلى التباطؤ في النمو في الصين، حيث يتوقع أن تتجمد أي زيادات في المداخيل خلال السنوات العشر المقبلة، وهو ما سيتسبب بانخفاض الإنفاق على الأغذية.
وعززت الصين تقليديا الطلب على المنتجات الغذائية والزراعية في السابق، بما في ذلك خلال العقد الماضي حيث شهدت الأسواق الزراعية "ارتفاعا في الطلب بمستويات تاريخية،" مدفوعا جزئيا بالاستهلاك الكبير في الصين للحوم والأسماك، ولكن في وقت "يعتدل النمو في الأجور ويتراجع ميل الأسر إلى إنفاق نسب إضافية من المداخيل على الطعام،" ستنخفض معدلات النمو في الطلب على الأطعمة، بما فيها الحبوب واللحوم والأسماك والزيوت النباتية، "بحوالي النصف،" بحسب التقرير.
وأشارت "الفاو" إلى تباطؤ مشابه في الانتاج سيصيب استخدام الوقود الحيوي الذي كان استهلاكه "مدفوعا إلى حد كبير بالسياسات" الحكومية على خلفية المخاوف بشأن انبعاثات الغازات الدفيئة وهو ما عزز الطلب على الذرة وقصب السكر والزيوت النباتية خلال العقد الماضي.
وأفاد تقرير "الفاو" بأنه "يرجح أن تؤدي السياسات الحالية وأسعار النفط الخام التي يتوقع أن تكون بمستويات معتدلة، إلى انخفاض في نمو انتاج الوقود الحيوي من المحاصيل الزراعية مقارنة بالعقد الفائت".
وسيسمح هذا التباطؤ للمزارعين باستخدام الأراضي التي كانت مخصصة لإنتاج الوقود الحيوي لزراعة الأغذية.
وتوقع التقرير أن يؤدي الانخفاض في الاستهلاك في الدول المتقدمة إلى انخفاض عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية من 11% إلى 8% خلال العقد القادم، ما يخفض مجموعهم من أكثر من 788 مليون شخص إلى 650 مليونا.
وحذر التقرير من أنه "مع ذلك، سيظل انعدام الأمن الغذائي مصدر قلق عالمي في مستوى حرج، فيما يطرح سوء التغذية بجميع أشكاله تحديات جديدة في العديد من الدول".