مشكلة بيني وبين زوجي أدت إلى مقاطعة أهلي

مشكلة بيني وبين زوجي أدت إلى مقاطعة أهلي
حجم الخط

السؤال

سيدة متزوجة منذ 17 عامًا، بينها وبين زوجها مشكلاتٌ أدَّتْ إلى الذهاب لبيت أهلها، وعندما صالَحَها زوجها وعادتْ إليه قاطعها أهلُها.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوجة منذ 17 عامًا، أعمل مُوظَّفة، ولديَّ أولاد، زوجي كان يتعامَل معي بهدوءٍ شديد مع غُموضٍ في بعض التصرُّفات مع تصيُّد للأخطاء، كما أنه انطوائيٌّ لا يُحب الزيارات، لدرجة أن أهلي كرهوه!

حصَلَتْ بيني وبينه مشكلاتٌ كثيرة، وخرَجتُ من بيته إلى بيت أهلي وبقيتُ عندهم شهرين، حاول أن يُصْلِحَ عن طريق مَعارِفه، ولم يتواصَلْ مع أهلي مباشرةً لأنه يعرف رأيهم مُسبقًا.

كنتُ أعمل وأعطيه مالي برضًا ومحبة، لكنه لم يكنْ يراعي كل ذلك، وسببُ خروجي في الأساس تصرُّفاته الغامضة، وشكِّي فيه أنه يبحث عن غيري للزواج منها، مما جعلني أنْهارُ وأخرُج من البيت، وهو لا يعرف سبب غضبي وحزني!

حاوَلَ كثيرًا إصلاحَ الأمور، وأهلي كانوا يَرفُضون، بل طلبوا مني صراحةً طلَبَ الطلاق للتهديد، وأنا ملتُ إلى الصُّلح، فتركوني لأذهبَ إلى بيتي، وللأسف غضبوا مني وقاطعوني؛ لأني لم أُبرِّد قلوبهم ولم أحل المشكلة مِن الأساس.

لعلي فعلًا أخطأتُ في رد فعلي تجاه زوجي، وكان يجب عليَّ ألا أذهبَ إلا بمشورة أهلي، لكن كل ما أردتُ ألا تزيدَ المشكلة وألا أطَلَّق، وأردتُ أن أفتحَ صفحةً جديدة معه لأني متأكِّدة أنه سيكون أفضل بعد هذه المشكلة.

حاولتُ الاتصال بأمي فرفضت الحديث إليَّ، وقالتْ: أنا بريئةٌ منك، فقد خرجتِ من بيت أهلك بلا كرامة!!

أحبُّ أهلي لكن موقفهم مني أحزنني، وكان الأفضلُ أن يرشدوني إلى ما يُسعدني وليس ما يُرضي الناس!

منذ فترةٍ وأنا أحاول الاتصال بهم، لكنهم لا يَرُدُّون عليَّ، ولا أدري ماذا أفعل؟

هل أتجاهلهم قليلًا حتى تهدأَ الأمور؟!

الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فأعانك ربي، وأنتِ قد أحسنتِ التصرُّف، وعادةً ما تكون مواقفُ الأهل شديدةً؛ لذلك أنا دائمًا أفضِّل ألا تتعدَّى الخلافاتُ الزوجيةُ حدودَ البيت، حتى في حال اضطرار الزوجة للخروج، فبإمكانها التحفُّظ على خصوصيات العلاقة.

تقولين: هل أتجاهلهم قليلًا؟!

وأقول لك: نعم، تَجاهَلي الأمرَ، ولكن لا تُقاطعي والدتك، وإنما اتصلي للسلام عليها فقط، وإن وجدتِ منها إعراضًا فاسلُكي طريقًا آخر؛ كالرسائل الصوتية أو الكتابية، كوني هادئةً حين النقاش، وأخبريها بأنك اضطررتِ لذلك حِفاظًا على بيتك وأبنائك مِن الضياع، واطلبي منها أن تصفَحَ عنك، لعل ذلك يُهَدِّئ مِن غضَبِها.

وإن رأيتِ ردة فعل شديدة، فلك أن تبتَعدي قليلًا حتى تهدأَ الأمورُ.

أحضِري لها هديةً مناسبةً لعله يلين قلبُها، ولو استطعتِ إقناعَ زوجك بالاتِّصال بها والاعتذار منها، أو على أقل حال أن يطيبَ خاطرها بلين القول، لكن لا تجبريه.

لا تنسَي الدعاء، فكم مِن العُقَد لم تُحَل إلا به، وكم أراح نفوسًا تملَّكها اليأسُ

أَصْلَحَ اللهُ حالكم، وسَخَّر لك والدتك، وكفاك ما أَهَمَّك