أسير محرر يطالب بالتحقيق في إصابة الأسرى بأمراض خطرة

أسرى مرضى
حجم الخط

طالب أسير محرر مريض من نابلس، بتشكيل لجنة طبية دولية للكشف على أوضاع العديد من الاسرى والأسرى المحررين المرضى، الذين أصيبوا بأمراض خطيرة وهم في السجون، بمن فيهم هو نفسه، مؤكد أن "هذه الامراض لم تأت صدفة".

وقال الأسير المحرر المريض زاهي عادل الزلموط (47 عاما) من بلدة بيت فوريك، شرق نابلس، والذي قضى اكثر من 6 سنوات متفرقة من عمره في سجون الاحتلال على خلفية انتمائه للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بأن أعداداً متزايدة من الأسرى يجري اكتشاف إصابتهم بأمراض خطيرة بما فيها السرطان، بعد استفحال المرض في أجسادهم، وهو ما يضع ألف علامة استفهام حول هذه القضية، مطالباً الجهات المختصة والإعلام بتسليط الضوء بشكل قوي على هذه القضية الخطيرة.

وأضاف الزلموط، بأن سلطات الاحتلال تذهب إلى أقصى حد في إهمال الأسرى المرضى، ومضايقتهم وحرمانهم من العلاج حتى بعد الافراج عنهم، كما حصل معه هو حيث منعته سلطات الاحتلال في الآونة الاخير من السفر إلى مصر لاستكمال العلاج برقة شقيقه الذي حضر من الخارج خصيصاً لاصطحابه معه في رحلة علاج الى مصر.

وقال بأن سلطات الاحتلال قد أعادته عن معبر الكرامة عند الحدود مع الاردن، وذلك بحجة انه ممنوع من السفر حتى وان كان الامر يتعلق بالعلاج في الخارج.

وحول طبيعة مرضه وظروفه الصحية قال الزلموط : "خلال اعتقالي الاداري الاخير الذي امتد من تاريخ 26 آب 2014 وحتى 25 شباط 2015 شعرت بمشاكل صحية في المسالك البولية، لم اشعر بها من قبل، ولدى مراجعتي طبيب سجن "مجدو" تم إجراء فحوصات لي، لكن الطبيب أخبرني وبكل بساطة أنه لا مشاكل عندي، ووصف لي بعض الأدوية المضادة للالتهابات واخرى موسعة للشرايين".

وأضاف: شعرت أن الطبيب لم يقل الحقيقة وكان يخفي عني شيئاً، خاصة عندما قال لي: "عليك مراجعة طبيبك بمجرد خروجك من السجن"، علماً أنه كان متبق فترة شهرين للإفراج عني مع احتمال تجديد الاعتقال الاداري.

وتابع الزلموط: "عندما خرجت من السجن توجهت لأحد مستشفيات نابلس، واجريت فحوصا طبية شاملة، وتبين وجود كتلة سرطانية في المثانة، ومنذ ذلك الوقت وانا اتلقى جرعات لمقاومة البكتيريا وعلاجات متواصلة في قسم الاورام في المستشفى الوطني الحكومي".

 

أسباب انتشار الأمراض

وحول تفسيره لأسباب انتشار الامراض الخطرة بين الأسرى، يتحدث الزلموط عن عدة اسباب من بينها، الاهمال الطبي المتعمد الذي يتعرض له الأسرى، وعدم إعطائهم العلاج الملائم في وقت مبكر، اضافة الى كثرة تناول الاسرى للمعلبات التي يشترونها على نفقتهم الخاصة، كما انه يتحدث بنوع من الشك عن طبيعة الادوية والعلاجات التي تعطى لهم داخل السجن.

ويشير الزلموط الذي كان يعمل قبل اعتقاله في مجال المقاولات، الى ان الاحتلال يعمل على تدمير الاسير صحياً ونفسياً، وكذلك اقتصادياً.

ويوضح هنا بأنه قد تعرض بسبب اعتقاله لخسائر تقدر بنحو 200 ألف شيكل، وهي عبارة عن مشاريع كان قد استلمها قبل اعتقاله، ولكنها توقفت أو نفذت بشكل خاطيء في غيابه. ويقول بأنه اضطر لبيع قطعة أرض يملكها لسداد الديون المتراكمة عليه، ومن أجل استكمال دراسة أبنائه وخصوصة ابنته الكبرى التي تدرس الطب الموازي في جامعة النجاح الوطنية.

ويؤكد الزلموط الذي يتمتع بروح معنوية عالية، رغم مشاكله الصحية والمالية والنفسية، بأنه سيلجأ للمؤسسات الحقوقية من أجل رفع حظر السفر المفروض عليه حتى يتمكن من استكمال علاجه في الخارج.