ميلادينوف: تدهور الوضع في غزة سيكون له تبعات أمنية على إسرائيل

ميلادنوف.jpg
حجم الخط

حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، من أن استمرار تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة سيكون له تبعات أمنية على "إسرائيل"، وأن عدوانا "إسرائيليا" آخر على غزة سيدمر أية إمكانية لاستئناف عملية سياسية بين "إسرائيل" والفلسطينيين، كالتي تحاول الإدارة الأميركية تحريكها في الفترة الأخيرة.

وقال ملادينوف لصحافيين "إسرائيليين" في القدس، اليوم الأربعاء، إن "الخطر الأكبر على أية محاولة لتحريك عملية هو الوضع في غزة".

وعقد المبعوث الأميركي الخاص، جيسون غرينبلات، لقاء مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، وكان قد التقى وفدا فلسطينيا، أمس، للتباحث في استئناف العملية السياسية. 

وأضاف ملادينوف أن "الوضع في غزة يجعلني أبقى مستيقظا في الليل، وفي نهاية الأمر سيصل إلى أبواب إسرائيل أيضا. ويوجد تدهور دراماتيكي في الأشهر الثلاثة الأخيرة. أزمة الكهرباء. جهاز الصرف الصحي في غزة انهار، ويتدفق 100 ألف طن من مياه الصرف الصحي إلى البحر المتوسط يوميا، وأسعار الخضراوات ارتفعت 50%، والمستشفيات أمام وضع بالغ الحساسية، والسبب الوحيد الذي يمنع تدهور كامل الآن هو نقل الوقود المصري إلى محطة توليد الكهرباء".

لكن ملادينوف اعتبر، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية، أن "حل أزمة الكهرباء ليس بأيدي إسرائيل الآن، وإنما بأيدي الفصائل". ورفض التطرق إلى تقارير تحدثت عن بلورة صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة "حماس"، لكنه توقع أن يلتقي مع عائلات الجنود الإسرائيليين الأسرى في غزة. ووفقا لتقارير إسرائيلية، فإن "حماس" تحتجز جثتي جنديين قتلا أثناء العدوان على غزة في صيف العام 2014، وجندي على قيد الحياة كان قد تسلل إلى القطاع. 

ويتوقع أن يطلع ملادينوف مجلس الأمن الدولي على الأوضاع في قطاع غزة من خلال محادثة عبر الفيديو يجريها من "إسرائيل".

وتطرق المبعوث الأممي إلى المحاولة الأميركية لتحريك عملية سياسية بين "إسرائيل" والفلسطينيين، فيما من المزمع عقد اجتماع غدا بمشاركة سفراء الرباعية الدولية، الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، مع غرينبلات.

وقال ملادينوف إنه "ينبغي أولا القيام بخطوات لبناء الثقة من أجل منح الأمل، وفقط بعد ذلك مواجهة قضايا الحل الدائم... ويدرك الأميركيون الحاجة إلى العمل ببطء من أجل بناء أجواء تسمح باستئناف المفاوضات". واستبعد المبعوث الأممي احتمال ما تروج له إسرائيل حول سلام إقليمي قبل التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، مشددا على أنه "ليس بالإمكان القفز فوق رأس الفلسطينيين وإجراء عملية مع الدول العربية فقط".

وانتقد ملادينوف البناء في المستوطنات، وقال إن "أعداد المستوطنات في نصف السنة الأخيرة مقلقة،وأنا أدرك الاهتمامات السياسية والائتلافية (داخل حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية)، وهي جزء من أي مجتمع ديمقراطي، لكن تبعات هذه الخطوات لا تساعد في إنشاء أجواء داعمة لمحادثات وتسوية، وثمة سبب للقلق في الجانب الفلسطيني أيضا: تأييد الإرهاب وتسمية مراكز على اسم إرهابيين، يجب مواجهة التحريض".