كثرت الرسائل والنداءات للرئيس

التقاط.PNG
حجم الخط

 

في خلال ايام قليلة سابقة كثرت الرسائل الموجهة للرئيس من كتاب يلومون الرئيس لسوء خياراته في التعامل مع حماس وغزة ينذرونه بفشل خطته واخرين ينصحونه بخطوات وبنود لإعادة الوحدة الوطنية ، ومنهم يلومه بان تلك الخطوة اتت متأخرة وبعد الخلاف الفتحاوي الفتحاوي ولو كان من قبل ذلك لأتت خطته باكلها وثار قطاع غزة على حماس ، وهنا اذكر حملة تمرد التي دعمتها جهات مختلفة من فتح واجهزة عربية ، واذكر محاولات تمت لإسقاط حماس بإثارة مناخات امنية . وفشلت تلك المحاولات بما فيها تجمعات انهاء الانقسام الموالية بشكل او باخر لرام الله .

اعتقد ان اهل غزة برغم التفكك في بنيتهم الاجتماعية والثقافية نتيجة التعبئة الثقافية من كل الاطراف استوعبوا درس كبير من ما يسمى الربيع العربي وويلاته واستوعبوا ان أي فتنه ناتجه من الصراع على السلطة سيتحملها ابناء الشعب ويتحمل تبعاتها والتاريخ لا يرجع للوراء ، وكما اسست رام الله اجهزتها ومؤسساتها السيادية فقد قامت حماس ايضا بتأسيس مدرستها ومؤسساتها السيادية في غزة وبفارق ان السلطة في رام الله تقريبا تفتقر للحاضنة الشعبية بعكس حماس التي تمتلك حاصنة شعبية في غزة تزيد عن 35% من اهل غزة وهنا العبث بالسلم الاهلي في غزة له مخاطرة الذي يسبب كارثة بل كوارث، بالإضافة ان الوطنية الفلسطينية في غزة قد تتفاوت مع مناطق اخرى ثقافيا وان كان الكثيرين لا يرغبون في حكم حماس ولكن ما زالت متأصله في نفوسهم مقاومة الاحتلال وهذا ما يجمع عليه غالبية ابناء غزة .

ولذلك الواقع يتجاوز كلمة "لو " وليش، ولو كان، ويجب ان يفعل ، وكل ما يأتي من مصطلحات في هذا الاطار ، والتراجع مش عيب ولا خطيئة ، يا اخوان القضية ليس قضية عواطف وتقاس كذلك، القضية اعقد من حسن النوايا في الخيارات المطروحة للرئيس عباس ، ولذلك سقطت كل الاطروحات والمبادرات والاتفاقيات من جده الى القاهرة الى الدوحة الى بيروت الى الشاطئ والى عواصم اوروبية وافريقية ، فلم يستطيعوا مواراة جثة الانقسام ويفعلوا كما فعل الغراب على الاقل ، او يتعظوا من دروس التاريخ وتجارب الامم فالثورة الجزائرية توحدت رايتها تحت جبهة التحرير الجزائرية وكان تعدادها ما يقرب 76 فصيل ، وكذلك الفيتنامية ، والسبب كان هناك مشروع تحرير جاد وليس تحريك وخلخلة للمستوطنين الفرنسيين .؟ او تنازل عن اجزاء من الارض الجزائرية او الفيتنامية ، قد تحدث تراجعات ولكن برمجيا يجب ان لا تؤثر على الهدف الاستراتيجي وقد يتغير التكتيك ولكن ليس على حساب الاستراتيجية .

من درس التجربة الفلسطينية او عاصرها لن يجد غرابة من سلوك ونهج عباس تجاه غزة بل تجاه الضفة الغربية ايضا والوطنية الفلسطينية بشكل عام ، فالرئيس عباس اراد ان يغير من الثقافة الفلسطينية بل استطيع القول ان القيادة الفلسطينية ومنذ اواخر السبعينات عملت جديا على تغيير الثقافة الفلسطينية وروافدها السياسية والامنية المتعلقة بالصراع مع اسرائيل ، الفراغات لا يمكن ان تبقى فراغات بل ستجد من يملأها ، وهنا خسرت فتح وما زالت تخسر في البلديات والجامعات وخسرت في التشريعي وملأت حماس فراغ تركته فتح والحركة الوطنية وهذا لا يؤخذ على حماس بقدر ما يؤخذ على قيادة فتح فالجندي الذي ترك سلاحه للأخرين يجب ان يحاكم .

اجزم ان مشكلة عباس ليست مع حماس وان كانت حماس تمثل جزء من النسيج الوطني والاجتماعي والديموغرافي أ استطاع عباس ان يسحق الحركة الوطنية في الضفة بواسطة اجهزته والاحتلال وهذا لم يتمكن منه في غزة ، ولذلك المستهدف من قرارات عباس الحركة الوطنية بكل منابعها الفكرية ، والمتمرس والدارس لنهج عباس لن تم عليه الحجج والمبررات التي يطلقها هو ومن حوله من اجل تركيع حماس ، بل شعائر عباس معروفه وما يصرح به على الهواء وميوله لتنفيذ متطلبات الامن الاسرائيلي سواء بفصل غزة او جعل غزة بلا مواطنين ووطنية وملحق يتم التعامل مع مواطنين غزة من الدرجة الثانية وتقليص تمثيلهم على مستوى قيادة الوطن .. كما حدث بعد الانقسام عام 2007م

عباس يا سادة يعقل ما يفعل ... بل هو يعمل بذكاء مع غزة وعلى مشروعين متوازيين وكلاهما ينهي المشروع الوطني ووحدة ما تبقى من ارض الوطن ، وخاصة ان الضفة الغربية التي سماها قادة اسرائيل يهودا والسامرة وبمقاومته السلمية قاب قوسين او ادني من ضم 45 % من مساحتها التي تشكل المستوطنات وما حولها ولم يعد مشروع حل الدولتين قائما ونتجه لروابط مدن في الضفة الغربية .

قد يكون اكبر المستهدفين في الحركة الوطنية هو التيار الفتحاوي الاصلاحي بقيادة دحلان الى جانب حماس وهذا ما عبر عنه رئيس الشاباك السابق امس عاموس يدلين بان التقارب بين حماس ودحلان يهدد استراتيجيا امن اسرائيل ، ومن هنا نقول لكل الذين يتعاملون برسائلهم لعباس بحسن النوايا قد اخطأتم الطريق فعباس ماض في نهجه وباخر اوراقه التي تدمر الحالة الوطنية التي من بعده سيكون من الصعب اصلاح ما دمره، اما غزة فعليها ان توحد حضنتها الشعبية وهناك تجارب للشعوب كتجربة مانديلا ومارتن لوثر كنج وغاندي قد يكون من الصائب دراستها والاستفادة منها فالصاروخ له قوة ردع ولكن قد تكون اسلحة اخرى في ايدي الشعب اكثر جدوى.