افتتح وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس وأمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، الشاعر مراد السوداني، اليوم الأحد، أعمال الدورة الخاصة برفع قدرات وتأهيل ذوي الاختصاص في المؤسسات الثقافية الفلسطينية في مجال ترميم المخطوطات وحفظها، في مقر مؤسسة إحياء التراث بالقدس.
وأشاد عميد مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية خليل كراجة، في كلمته، بالجهود الداعمة لمركز إحياء التراث وعلى رأسها جهود محافظ القدس ووزارة الأوقاف واللجنة الوطنية، داعيا كل المؤسسات المحلية والعربية والدولية إلى تقديم المزيد من الدعم لحفظ الإرث والتراث ومخطوطات فلسطين من الضياع، في ظل استهداف الاحتلال لكل مكونات الثقافة الفلسطينية وتحديداً المخطوطات التي تحتاج للعناية والترميم والحفظ .
من جانبه، قال السوداني إن دعم هذا المشروع يأتي انطلاقا من حرص اللجنة الوطنية على دعم المشاريع والأنشطة التربوية والثقافية والعلمية في مدينة القدس المحتلة، بما يعزز الصمود ويحافظ على الهوية العربية والإسلامية من المحو والتهويد، ويحقق الاتصال الفكري والثقافي بين فئات الشعب الفلسطيني في الوطن وجميع أماكن تواجده.
وأكد أهمية المخطوطات العربية والإسلامية، التي تعتبر كنزا حضاريا وثقافيا ذات قيمة علمية وتاريخية عالية، بما تحتويه من دلائل وحقائق وإثباتات تتعلق بالإرث الحضاري للشعب الفلسطيني ولهوية المكان العربية والإسلامية.
وأشاد السوداني بدور مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في حملها إرث المدينة المقدسة ونجاحها في دحض كل الروايات الاحتلالية المفبركة، التي يحاول من خلالها تزوير التاريخ ومحو الحقائق وكي الوعي لشعبنا الفلسطيني ومحو اللغة العربية وذاكرة المكان.
وشكر السوداني منظمة "اليونسكو" لاهتمامها ودعمها المتواصل لمؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية واحتضانها لها، بما يعزز المحافظة على الموروث الثقافي والأرشيف لذاكرتنا، في ظل ما تتعرض له مدينة القدس وهويتها العربية والإسلامية من اعتداءات وانتهاكات يومية بحق مقدساتها وتراثها العربي والإسلامي، التي كان آخرها إغلاق المسجد الأقصى بالكامل لليوم الثالث على التوالي والعبث بكل محتوياته وتخريبه.
بدوره، ثمن الوزير ادعيس دور مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في تصديها لمحاولات الاحتلال تزوير التاريخ لفلسطين ومقدساتها، ونجاحها في توفير الإثباتات التي تؤكد أن فلسطين عربية والقدس عربية والمسجد الأقصى هو إسلامي، ودحض رواية الاحتلال المفبركة .
وأكد أن لدى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية خطة استراتيجية تستند لاتفاقيات دولية مع أرشيف القاهرة وأرشيف الدولة العثمانية، من أجل تعزيز دور وصمود هذه المؤسسة العريقة لتبقى شاهدة على هوية فلسطين العربية والإسلامية، بما تحتويه من موروث ثقافي وحضاري يعزز صمود شعبنا وقضيته في وجه الاحتلال الغاشم.
من ناحيته، شدد وزير شؤون القدس ومحافظها عدنان الحسيني على أهمية توفير الدعم للمؤسسات المقدسية في ظل ما تتعرض له المدينة وسكانها من تهويد ممنهج يهدف إلى أسرلة المدينة بشكل كامل وتغيير معالمها وهويتها العربية والإسلامية، والسطو على كل ما فيها من موروث ثقافي وحضاري، وضرورة تكاتف الجهود من كافة الأطراف للتصدي لسياسات الاحتلال التي كان آخرها إغلاق المسجد الأقصى لأول مرة منذ قيامه قبل 1400 عام.
وأعرب الحسيني عن شكره لكل من ساهم في تطوير هذه المؤسسة، إلى أن وصلت لهذا المستوى المتميز وأصبحت مصدرا مهما للجامعات والمراكز البحثية والدراسات التي تتعلق بالقدس والمسجد الأقصى، مثمنا دور وزارة الأوقاف واللجنة الوطنية ومنظمة "اليونسكو" لدعمهم المتواصل لهذه المؤسسة الوطنية.
بدوره، شكر رئيس جامعة القدس عماد أبو كشك، وزير الأوقاف وعميد مؤسسة إحياء التراث وكافة العاملين فيها، ومحافظ القدس، وأمين عام اللجنة الوطنية، لاهتمامهم ودورهم في تعزيز مكانة مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية، التي أصبحت واحدة من أهم المصادر التي تؤكد وتثبت هوية فلسطين العربية والإسلامية، وكنزا غنيا للباحثين والمهتمين في شؤون القدس والمقدسات الإسلامية.
وأكد أبو كشك استعداد جامعة القدس لتقديم المزيد من الدعم وتعزيز شراكتها مع مؤسسة إحياء التراث، للحفاظ على ما تحتويه من موروث ثقافي وحضاري مهم لفلسطين وشعبها.
وحضر الافتتاح سفير منظمة التعاون الإسلامي لدى فلسطين أحمد الرويضي، ووكيلا الوزارة زياد الرجوب وخميس عابدة، والعديد من الشخصيات الثقافية والإعلامية.