القدس الدولية: الاحتلال يشن حملة استهداف للأقصى لم يشهد لها مثيلاً منذ 50 عاماً

انتهاكات الاحتلال بحق الاقصى.jpg
حجم الخط

أكدت مؤسسة القدس الدولية، أن ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من إجراءات قمع وتشديد وفرض قوانين جديدة يُعد احتلال إسرائيليّ ثانٍ بعد احتلاله الأول عام 1967، بهدف فرض سيطرته الكاملة على عليه.

وأضافت المؤسسة في بيان صحفي، صدر اليوم الثلاثاء، أن الاحتلال "أمعن في اعتداءاته الظالمة على الأقصى وروّاده وحرّاسه في حملة استهداف لم يشهد لها المسجد مثيلًا منذ نحو خمسين عامًا".

وأوضحت، أن إجراءات الاحتلال ضدّ الأقصى لم تبدأ منذ أربعة أيام فقط، إنما هي امتداد للتصعيد الخطير الذي تشترك فيه جميع أذرع الاحتلال بهدف فرض السيطرة الكاملة على الأقصى.

كما ورفضت تذرع الاحتلال بالعملية التي نفّذها الشبان الفلسطينيون الثلاثة، لتصعيد خطواته الهادفة للسيطرة على المسجد، مشيرة إلى أن الوقائع على الأرض تؤكد أن الاحتلال لا يدّخر مناسبة لتعزيز تقدمه باتجاه هدفه بالسيطرة على المسجد، وإخراج دائرة الأوقاف من معادلة إدارة المسجد أو تحويلها إلى مرجعية إدارية شكلية بينما يتحكم هو بكلّ شؤونه.

ولفتت المؤسسة، إلى أن جنود الشرطة أو الجيش موجودون في باحات الأقصى وعلى أبوابه بقوة الاحتلال، ومن حقّ أصحاب هذا المسجد من العرب والمسلمين أن يقوموا بكلّ ما تكفله الشرائع السماوية والقوانين الدولية للدفاع عن أنفسهم ومقدساتهم.

ودعت القدس الدولية، أهالي القدس وكل فلسطين وأبناء الأمة وأحرار العالم إلى مواجهة أي خطوات إسرائيلية تهدف إلى الانتقام من أهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948، أو فرض واقع احتلالي جديد على الأقصى يصبح بموجبه الاحتلال هو الجهة الوحيدة المتحكمة بمصيره وشؤونه.

وطالبت الجميع ببذل كل الجهود واستثمار فرصة المشاعر المتأججة في نفوس أحرار الأمة للضغط على الاحتلال وكل من يدعمه لإجباره على رفع يده بالكامل عن الأقصى، وعدم التدخل في عمل دائرة الأوقاف الإسلامية، الجهة الحصرية المشرفة عليه.

وناشدت الحكومات العربية والإسلامية بموقف عمليّ حازم يردع الاحتلال، ولا أقلّ من العمل على فرض عقوبات دولية على الاحتلال الذي ينتهك المقدسات، ويقتل الأبرياء، ويتغوّل في الاستيطان والتهويد.

وحول الموقف الأردني الرسمي الشعبي قالت إنّ الموقف بغاية الأهمية في هذا المنعطف الخطير الذي سيتحدد بعده مصير الأقصى، والمطلوب من الأردن قيادة وشعبًا رفع سقف المواقف والتحركات، وقد أثبتت التجارب أنّ الأردن يستطيع لجم الاحتلال بحكم وصايته على المقدسات في القدس، وامتلاكه أوراقًا قانونية ودبلوماسية قوية.

وقالت، إنّ الهيئات والأحزاب والقوى العربية والإسلامية أمام مسؤولية تاريخية، وإننا أمام هذا التهديد المصيريّ الخطير للمسجد الأقصى بما يمثل للأمة، ندعو هذه الجهات إلى تحريك الشارع، وتصدُّر الفعاليات الميدانية، والبدء بتحركات تعبوية وإعلامية وجماهيرية لا تتوقف إلا بإلزام الاحتلال بالتراجع، وكفّ يده عن مقدسات الأمة، وعدم التدخل أبدًا في أي شأن من شؤون الأقصى.

وتابعت أن آمالًا كبيرة نعقدها على القوى الشريفة في أمتنا، ونربأ بها أن تكتفي بمواقف الشجب والاستنكار على غرار المواقف الرسمية الباهتة، وآن الأوان لتستعيد هذه القوى التي نثق بحسّها الوطنيّ الأصيل دورها بين الشعوب التي فقدت الكثير من ثقتها بحكوماتها.

وطالبت هذه القوى باستثمار رمزية القدس والأقصى لبثّ روح الوحدة بين أبناء الأمة، وتنسيق الجهود في ما بينها لمواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي في هذه اللحظة التاريخية الحرجة.

ودعت المنظمات الدولية المختلفة لاتخاذ كل الإجراءات التي تردع الاحتلال عن مواصلة خطواته لتغيير الوضع التاريخي القائم في الأقصى، والعمل على ملاحقة الاحتلال قانونيًّا وفرض عقوبات عليه بعد تمرّده على كل القرارات الدولية التي رفضت محاولات الاحتلال لتهويد الأقصى، وتغيير الوضع القائم فيه.

كما طالبت وسائل الإعلام والإعلاميين بتكثيف تغطيتهم لقضية الأقصى خلال هذه الآونة، ونهيب بهم ألّا يتركوا المنابر الإعلامية للاحتلال ليُصدّر روايته المكذوبة للأحداث، ويسيء لنضال الشعب الفلسطيني، ويشوّه الحقائق التاريخية والسياسية والدينية المتعلقة بالأقصى.

ودعت إلى أوسع تحرك إعلامي مناصر للأقصى على المساحات والمنابر الإعلامية المختلفة، داعية الأمة العربية والإسلامية إلى اعتبار هذا الأسبوع "أسبوع التضامن مع الأقصى"، واعتبار يوم الجمعة القادم في 21/7/2017 يوم غضب ورفض لاعتداءات الاحتلال على الأقصى وروّاده.

وأكدت على ضرورة تخصيص خطباء الأمة في المساجد خطب الجمعة للمسجد الأقصى، داعية أهالي  القدس وأراضي 1948 إلى النفير العام للصلاة داخل الأقصى أو أقرب نقطة إليه، وأهالي الضفة الغربية وغزة إلى الخروج في الميادين والساحات رفضًا لسياسات الاحتلال بحق الأقصى.

وشددت على أن مصير الأقصى لا يحدده الاحتلال، بل يحدده موقف الأمة بكلّ مكوناتها ومستوياتها، وإنّ هذا الاحتلال الغاشم لهو أضعف من أن يقف في وجه موجة رفض عارمة تنطلق من كل أنحاء الأمة، وتوصل رسالة واضحة للاحتلال بأنّ أولى القبلتيْن أبعد من أن يسيطر عليه الاحتلال ما دام في عروق أحرار الأمة دماء تنبض بالكرامة.