ستـشـــتـــاق إســـرائيـــــل إلــــى أوبـــامــــا

أوباما
حجم الخط

منع رئيس الولايات المتحدة، براك اوباما، بحثاً دولياً في موضوع النووي الاسرائيلي، من خلال دخوله في صراع مع عدد من الدول العربية المعتدلة. 
لا يفهم اوباما ولا يدرك أنه لا احتمال لديه (خاصة مع الأخذ في الاعتبار اسمه وأصله) أمام شارع يهودي سارع للتصويت في الانتخابات الاخيرة لأنه خاف من العرب السيئين.
بشكل طبيعي ستزعم اوساط في اليسار أنه لا يرد بالمثل على نتنياهو. لكن يبدو أن اوباما لا يتم تحريكه بالنزوات، وأن وجود دولة اسرائيل يشكل قيمة مهمة في نظره. احيانا تكون ثمة رغبة قوية لتوجيه انتقادات على جزء من الخطوات الخارجية لاوباما، التي تبدو خاطئة أو مترددة، لكن الليبراليين في العالم سيشتاقون إليه. سيشتاقون الى رئيس يشكل نموذجا للتفكير المتطور، له مُثل، ويحاول بناء جسور ويناضل ضد العالم الرأسمالي الذي يتجاهل حقوق الفرد.
«اسرائيل اليوم» وسيدها شلدون أدلسون، كانوا محقين بدعمهم الحزب الجمهوري: من وجهة نظرهم، فانه من الافضل أن يأتي رئيس قوي. إنهم لا يؤمنون برغبة اوباما في خلق عالم أقل تفجرا مع احتمال منع حرب عالمية. لقد كانوا على حق، لأن رجال «حزب الشاي»، الواعظين من الأميركيين الصهاينة ومعارضي الاجهاض، مناسبون لوجهات النظر السائدة في اليمين الاسرائيلي، منها ما يتم التصريح به ومنها ما يُخفى.
لقد كانت هناك ايام كانت فيها الاختلافات بين الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة صغيرة. صحيح أن تحالفات الاقليات دعمت الديمقراطيين، وأرباب المال دعموا الجمهوريين، لكن الحزبين نجحا في إيجاد تعاون بين الرئيس والكونغرس. لا يوجد لاوباما مثل هذه الكماليات، ليس فقط لأنه أسود، ولأنه تجرأ على تحدي الطوائف في اركانسو ونبراسكا. نضاله من اجل قانون الصحة ومعارضة الجمهوريين لهذا القانون يبين القيم لكلا الجانبين.
أتمنى أن ينجح اوباما في خلق ارث الايمان بالانسان، الاهتمام بالمجتمع الأميركي كله وليس بأفراد أصحاب اموال في داخله. أتمنى أن من سينتخب بعده سيواصل دربه تجاه اسرائيل. اوباما يدعم اسرائيل من الناحية الامنية والسياسية، لكنه يدعو لاسرائيل اخرى، نقية من العنصرية وتتعيش بسلام مع جيرانها. سيكون هناك من سيقولون إنه يتدخل في شؤوننا الداخلية. لكن هذا لا يشبه تدخل نتنياهو الذي دعم علنا خصم اوباما، ميت رومني، ورفاقه الذين يشكلون نقيضا مدنيا ودينيا للتقدم.
اقوال دافيد بن غوريون عن اسرائيل كمجتمع مثالي تبدو وكأنها تستهزئ بالواقع القائم، لأن المجتمع المثالي يحتاج الى اشخاص للاقتداء بهم مثل بن غوريون وليس الى قيادة جبانة، ضالة وتنقصها الرؤية، قيادة بديلة يفضل أن تستلهم من الرئيس اوباما الذي يمثل الطموح والاهتمام، الحفاظ على مصالح دولته، ويبذل الجهود لمنع حروب تعرض للخطر مستقبل العالم.
لا يوجد بيننا الكثيرون ممن سيحترمون الولايات المتحدة واوباما على موقفه من موضوع الذرة في الشرق الاوسط؛ لأن اولئك المواطنين يعتقدون أن اوباما انتخب من اجل الدفاع عنهم، وحتى عن نزوات اليمين. لكننا نؤمن بقيادة تعمل من اجل الشعب، وتسعى الى المساواة والقضاء على العنصرية. هذه هي الوصفة الصحيحة.

عن «هآرتس»