تشهد الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية هجمة استيطانية جديدة، حيث كشفت مصادر إسرائيلية النقاب عن أن وزارة الإسكان الإسرائيلية تدعم مخططاً لبناء مستوطنة جديدة تضم 1100 وحدة سكنية استيطانية شمال شرق القدس المحتلة، من شأنها أن تفصل بين التجمعات السكنية الفلسطينية، وتمنع إقامة تواصل جغرافي بين أحياء القدس الشرقية، وبين الأطراف الجنوبية لمحافظة رام الله والبيرة".
وبموجب هذا البناء سيتم توسيع حدود البناء في القدس إلى الشرق، وتربط بين "نفيه يعقوف"، ومستوطنة "جيفات بنيامين" (مستوطنة "آدم") التي تقع شرق جدار الفصل العنصري.
وهذا الحي الاستيطاني الجديد يعتبر جزءاً من مستوطنة "جيفات بنيامين"، ويبدو المخطط في مراحل تخطيط متقدمة، حيث كشف وزير الإسكان الإسرائيلي يوآف غالانت عن تفاصيل المخطط ، وقال "سنكون في كل مكان يمكن البناء فيه، من أجل توفير الحلول للضائقة السكنية، وخاصة في محيط القدس".
وأشار إلى أنه "في القدس هناك أهمية أمنية خاصة للتواصل الإسرائيلي من "غوش عتسيون" في الجنوب، وحتى "عطروت" في الشمال، ومن معاليه أدوميم في الشرق، وحتى "غفعات" زئيف في الغرب".
ونقل عن رئيس اللجنة المحلية في المستوطنة قوله، إن المستوطنين سحبوا معارضتهم للمخطط، والآن يدعمونه، مضيفاً أن إقامة الحي الاستيطاني الجديد يعزز القدس، وتبقي المستوطنين في مواقعهم بدلاً من الانتقال إلى "معاليه أدوميم" و"موديعين".
وفي الوقت نفسه صادقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، على مخطط لبناء 900 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات القدس المحتلة، حيث صادقت على بناء 355 وحدة استيطانية في مستوطنة "غيلو" جنوب القدس المحتلة، و250 وحدة استيطانية في مستوطنة "راموت" شمال القدس المحتلة، كما صادقت على بناء 220 وحدة استيطانية في مستوطنة "النبي يعقوب"، و116 في "بسغات زئيف" شمال القدس المحتلة.
وفي سياق استفزازي، نفذ رئيس المجلس الإقليمي للمستوطنات في شمال الضفة الغربية المحتلة يوسي دغان جولة في المدينة القديمة بالقدس المحتلة، وفي مغارة الكتان، أو ما تسمى "مغارة صدقياهو" بحسب التسمية اليهودية وهي مغارة أثرية تقع أسفل البلدة القديمة في القدس و تمتد تحت سور المدينة بين باب العمود وباب الساهرة.
وأوضح دغان في تصريحات للقناة الإسرائيلية السابعة أنه يعتزم، في الأيام القادمة، تنظيم 'جولة خاصة في القدس الشرقية، برفقة كافة رؤساء المستوطنات' في الضفة الغربية المحتلة.
وكان برفقته رئيس جمعية 'عطيرت كوهانيم' الاستيطانية، ماتي دان، التي تعمل على تهويد أحياء قرية سلوان وتهجير سكانها الفلسطينيين من أراضيهم وبيوتهم.
كما نقلت القناة الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني عن دغان قوله: 'قدمنا إلى هنا للربط بين 'طلائعيي السامرة وطلائعيي أروشليم، أورشليم الحقيقية قلب إسرائيل'، مضيفاً: "على الجميع القدوم إلى هنا وتقديم الدعم للمحاربين المرابطين بالمكان".
إلى ذلك نقل المصدر عن ماتي دان، 'شكره' لرئيس مستوطنات الضفة الغربية المحتلة على 'تعزيز العملية الاستيطانية في المدينة القديمة'، مضيفاً أن "أورشليم والسامرة" تحررتا معاً، والرابط بينهما لن ينفصل، وستبقى إسرائيل دولة واحدة موحدة'، على حد تعبيره.
وكانت مواقع تواصل اجتماعية تابعة لما يسمى 'منظمات الهيكل' المزعوم، نشرت في الأيام الأخيرة، صوراً للاقتحامات، وكتابات أبرزها 'لحظة تاريخية بجبل الهيكل، لأول مرة منذ تحريره اليهود يدخلونه بحرية'.
وفي سياق متصل بآلية التحايل والاستيلاء على أراضي الفلسطينين، أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية أصحاب الأراضي الفلسطينية في غور الأردن الذين سيطر المستوطنون على أراض تابعة لهم، بإجراء مفاوضات مع الدولة والمستوطنين الذين يزرعون الأراضي، لدفع تعويضات لهم عن استغلال اراضيهم.
وحدد القضاة في الأمر الذي صدر في العاشر من تموز، أنه على المدعى عليهم، الدولة والمستوطنين، تقديم وثيقة تشمل تقييماً من قبل مخمنين، والمبلغ المقترح للتعويض في اطار التسوية، مقابل تقديم وثيقة مماثلة من قبل أصحاب الأراضي، وذلك حتى 30 تموز الجاري".
يشار إلى أن تلك الأراضي قدم أصحابها الفلسطينين" التماساً للعدل العاليا"اقترح خلاله القضاة التوصل إلى تسوية، تم تقديمه في عام 2013 من قبل مجموعة من الفلسطينيين في غور الأردن، في أعقاب نشر تقرير في "هآرتس"، وطالب الفلسطينيون باستعادة أراضيهم الواقعة بين السياج الحدودي الإسرائيلي والحدود الأردنية، وإخراج المستوطنين الذين قاموا بزراعتها.
وكانت "هآرتس" قد نشرت في حينه بأنه تم في سنوات الثمانينيات تسليم هذه الأراضي للهستدروت الصهيونية، وفقاً لوجهة نظر أعدتها النيابة العامة وبمصادقة قائد المنطقة الوسطى في حينه، عمرام متسناع.
وقامت الهستدروت في حينه بتسليم الأراضي للمستوطنين، وبعد نشر التقرير في "هآرتس" تبين للفلسطينيين الذين تم منعهم من دخول هذه الأراضي في 1969، أنّ الأراضي التي تم إغلاقها بادعاءات أمنية، تم تسليمها للمستوطنين، فالتمسوا إلى المحكمة مطالبين باستردادها.
وفي سياق مشاريع الضم والتوسع الإسرائيلية وافقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون التشريع، على مشروع قانون يمنع تقسيم مدينة القدس، استباقاً لأية تسوية سياسية و تم التصويت لصالح مشروع القانون بالإجماع من قبل اللجنة.
وينص القانون على أنه يمنع تقسيم القدس إلا بموافقة 80 عضوا في الكنيست حتى ولو كان ذلك في إطار تسوية سياسية مع الفلسطينيين.
وعلى صعيد ذي صلة، أدان المكتب الوطني للدفاع عن الأرض إقامة دولة الاحتلال ستة مخيمات تتنافس على تعليم أساليب الفتك بأبناء الشعب الفلسطيني، حيث نشرت نشرته صحيفة "كاربونيتد" الإنجليزية حول مخيمات "الرعب الخيالي" الإسرائيلية التي تقدم للسّياح فرصة للعب دور جنود احتلال يطلقون النار على أهداف تجسد صور مواطنين فلسطينيين وقامت إسرائيل بانشاء معسكرات في أماكن مختلفة، بعضها في مستوطنات الضفة الغربية، تقدم للسياح الفرصة لقتل "الإرهابيين"، حيث ينضم الشخص للمعسكر الصيفي مقابل 115 دولار امريكي وأحد هذه المعسكرات يسمى بـ "كاليبر 3" ويقع في مستوطنة "غوش عتصيون"، وهي أشهر معسكر للسياح "لمكافحة الإرهاب"، أسسها الكولونيل بالجيش الإسرائيلي شارون غات عام 2003، ما دفع آخرين لاحقاً لإقامة نفس المعسكر في مناطق مختلفة.ويقول الكولونيل انه من 15 الى 25 الف شخص سنوياً يزورون معسكر "كاليبر3"، والاغلبية من يهود أمريكا.
وعلى صعيد الانتهاكات الأسبوعية التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض فقد كانت على النحو التالي في فترة إعداد هذا التقرير:
القدس: هدمت جرافات تابعة لبلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس، منزلاً في قرية الزعيّم شرق القدس المحتلة، بحجة عدم الترخيص، ورافقت طواقم البلدية خلال عملية الهدم، قوة من جنود الاحتلال.
وأصدرت سلطات الاحتلال "الإسرائيلية" إخطارات بهدم ست منشآت سكنية فلسطينية، بتمويل أوروبي، في تجمع "جبل البابا" البدوي "شرقي مدينة القدس المحتلة"، حيث اقتحم جهاز "الإدارة المدنية" التابع لجيش الاحتلال التجمع برفقة قوات عسكرية "إسرائيلية ، وسلّم أوامر هدم إدارية لعدد من المنشآت السكنية المقامة فيه وعددها ستة "كرفانات مقدّمة من الاتحاد الأوروبي"، في محاولة لتهجيرها لصالح مشاريع استيطانية تابعة لـ "معاليه أدوميم" "مقامة على أراضٍ فلسطينية شرقي القدس" ضمن مشروع E1.
ويستهدف مشروع "E1" نحو 12 ألف دونم من أراضي القدس والضفة الغربية، كما يُعد من أخطر المشاريع الاستيطانية التهويدية، وتستهدف فصل المدينة المقدسة عن الضفة الغربية.
الخليل: أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مواطنين بوقف العمل في منزليهما، بمخيم العروب شمال الخليل، حيث داهمت قوات الاحتلال و"الإدارة المدنية" الإسرائيلية المخيم، وسلمت المواطنين أحمد عيسى غانم، وعبد الفتاح جوابرة إخطارين، لوقف العمل في منزليهما.كما صوّرت تلك القوات بكاميرات كانت بحوزتهم، منزلي المواطنين أحمد موسى عيايدة، وإدريس عبد الله منصور، في المخيم .
من جهة أخرى أكدت تقارير إسرائيلية على أن الجيش الإسرائيلي يعمل على فرض مزيد من القيود الصارمة على تحركات الفلسطينين من سكان البلدة القديمة في الخليل حيث قطع الأحياء عن بعضها ومنع تنقل المواطنين من مناطقهم إلى مناطق أخرى وعمل على توسعة السياج الفاصل بين مسار المشاه الخاص بالفلسطينين واليهود في الشارع الرئيسي لحي السلايمة كما ويمنع مرور المارة والمركبات من الدخول إلى منطقة واد النصارى بحجج أمنية مختلفة، وإلى تعمد الاحتلال إغلاق بوابات دخول وخروج الفلسطينين من وإلى البلدة القديمة.
بيت لحم: نصب مستوطنون عدداً من البيوت المتنقلة "كرفانات" فوق أراضي المواطنين في بلدة الخضر جنوب بيت لحم حيث قامت مجموعة من المستوطنين بنصب خمسة بيوت متنقلة "كرفانات" في قرنة وادي الغويط في منطقة "عين القسيس" غرب بلدة الخضر، بمحاذاة البؤرة الاستيطانية "سيدي بوعز"، في أراض تعود لمزارعين من عائلة صبيح .
ويأتي هذا الإجراء بهدف توسع استيطاني للبؤرة الاستيطانية "سيدي بوعز"، حيث جرى قبل عدة أشهر شق طريق استيطاني في المنطقة المذكورة، يمتد من البؤرة الاستيطانية إلى حدود أراضي قرية نحالين غرب بيت لحم، كما استولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، على عشرات الدونمات من أراضي قرية الجبعة، جنوب غرب بيت لحم سلطات الاحتلال وأعلنت وضع اليد على 70 دونماً في منطقة واد الغول من أراضي القرية لـ”أغراض عسكرية”، تعود لمواطنين من عائلة مشاعلة، من خلال قرار وضعته في الأرض المذكورة.
قلقيلية: أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، جسر كفر لاقف – عزون، بالأتربة والصخور الكبيرة، ومنعت المزارعين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية عبر الجسر.
وقال رئيس مجلس قروي كفر لاقف، إن جرافة تابعة لقوات الاحتلال، وتحت حراسة جنود الاحتلال، قامت بإغلاق الجسر وتدميره، ما أدى إلى حرمان عشرات المزارعين من البلدة والبلدات المجاورة من الوصول إلى أراضيهم.
وأضاف أن هذه الطريق تخدم، إضافة إلى أهالي عزون وكفر لاقف، المواطنين والمزارعين من قريتي جيوس وصير المجاورتين.
نابلس: قامت جرافات الاحتلال بتجريف أراض مساحتها 20 دونما في قرية جالود، وهي قريبة من مستوطنة " شفوت راحيل"، بهدف إقامة حي استيطاني جديد على أراضي تقع في حوض رقم 13، وتعود ملكيتها لورثة أحمد عبد الحاج محمد.
الأغوار: قام مستوطنون بتجريف أراضٍ، وتسهيلها بالقرب من مستوطنة “روتم”، في الأغوار الشمالية تبلغ مساحتها تقريباً خمس دونمات.
وفي الوقت نفسه استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي على مضخات وخزانات مياه في الأغوار الشمالية، كما جرفت خط مياه بمنطقة أم الجمال.
وداهمت طواقم ما تسمى بـ"الإدارة المدنية"، ترافقها قوات من جيش الاحتلال، "نبع الحمّة"، واستولت على مضخات مياه وخزانات، في إطار مضايقة المواطنين الفلسطينيين في المنطقة ودفعهم إلى إخلائها لصالح المشروع الاستيطاني.