قال الرئيس محمود عباس، إننا "لن نسمج بتركيب البوابات الإلكترونية على بوابات المسجد الأقصى المبارك، لأن السيادة على المسجد من حقنا، ونحن من يجب أن يراقب، ونحن من يجب أن يقف على أبوابه".
جاء ذلك خلال استقباله، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، اليوم الأحد، العلماء المشاركين في أعمال المنتدى الوطني الثاني للعلماء في فلسطين، الذي نظمه المجلس الأعلى للإبداع والتميز، بحضور أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، ونائب رئيس الوزراء زياد أبو عمرو، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الإبداع والتميز عدنان سمارة.
وتابع الرئيس: "أن هذه البوابات ليس من حقهم وضعها على أبواب الأقصى، لأن السيادة على المسجد الأقصى المبارك من حقنا، لذلك عندما اتخذوا هذه القرارات، أخذنا موقفا حاسماً وحازماً، وخاصة فيما يتعلق بالتنسيق الأمني، وكل أنواع التنسيق بيننا وبينهم".
وشدد على أن الأمور ستكون صعبة جداً، "لذلك نحن لا نغامر بمصير شعبنا، ولا نأخذ قرارات عدمية، وإنما قرارات محسوبة، نأمل أن تودي إلى نتيجة".
وأضاف: "إذا تحملنا وصبرنا، فبالتأكيد سنصل إلى ما نريد، وأن نوقف تركيب هذه البوابات الالكترونية، وأن نوقف هذه الإجراءات، وكذلك أن نوقف الاقتحامات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية في كل مدن الضفة الغربية".
ونوه الرئيس إلى أن "قرار وقف جميع أنواع التنسيق سواء الأمني أو غيره، ليس سهلاً إطلاقاً، ولكن على الإسرائيليين أن يتصرفوا، وأن يعرفوا أنهم هم الذين سيخسرون حتماً، لأننا نقوم بواجب كبير جداً في حماية الأمن عندنا وعندهم، ولدينا كدولة فلسطين، قناعة بأنه لا بد من محاربة الإرهاب في كل مكان، ولدينا ما لا يقل عن 83 بروتوكولا مع مختلف دول العالم من أجل محاربة العنف والإرهاب".
وأرد: "نحن كدولة حضارية نحارب العنف والإرهاب، أما إسرائيل فتريد محاربة الإرهاب من خلالنا وتعتمد علينا، ولا تقوم بواجباتها، فهذا ما لا نقبله، لذلك إذا أرادت إسرائيل أن يعود التنسيق الأمني بيننا وبينهم فعليهم أن يتراجعوا عن هذه الخطوات التي قاموا بها".
وأكد الرئيس على أن "الوضع الحالي ليس سهلاً، ونرجو من الله أن يعيننا على أن نقف ونصبر ونتخذ الموقف المناسب في هذه اللحظات الصعبة"، لافتاً إلى أن قرار وقف جميع أنواع التنسيق مع إسرائيل، اتخذ بالإجماع من قبل القيادة الفلسطينية خلال اجتماعها الأخير.
فيما يتعلق بالوحدة الوطنية، شدد على أنه يُبدياهتماماً كبيراً بهذه القضية، "والآن هناك فرصة حقيقية لتحقيق الوحدة الوطنية بين كل الفصائل الفلسطينية من خلال عقد المجلس الوطني الفلسطيني، والمجلس المركزي الفلسطيني".
وتابع الرئيس: "نحن أبلغنا حركة حماس بصراحة، أنه إذا تراجعتم عن الحكومة التي شكلتموها، والتي من خلالها شرعتم وقننتم الانقلاب، وسمحتم لحكومة الوفاق الوطني بممارسة مهامها، ووافقتم على الذهاب لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، فأهلا وسهلا، والإجراءات التي اتخذناها بشكل مبدئي وجزئي فيما بتعلق بالموازنة التي نقدمها، ستعود كما كانت عليه في السابق، لذلك الأمر الآن بيدهم".
وأكمل: "نحن الآن نعمل بأقصى جهودنا وفي كل الاتجاهات فيما يتعلق بالوحدة الوطنية وعلاقاتنا الدولية، وعلاقاتنا مع إسرائيل، واليوم هناك اجتماع لمجلس الأمن الدولي لبحث الموضوع، وكذلك مجلس الجامعة العربية سيعقد اجتماعاً طارئا، ومنظمة التعاون الإسلامي كذلك".
ولفت الرئيس إلى أن العالم انتفض لأنه أحس بخطورة الإجراءات التي اتخذناها، "ونحن ننتظر منهم أن يضغطوا على إسرائيل لكي تعود عن غيها، وتلغي القرارات التي اتخذتها بحقنا".
وأعرب الرئيس عن ترحيبه بالعلماء والمبدعين الفلسطينيين، قائلاً: "نحن سعداء جدا باستقبال هذه الكوكبة من العلماء، وأنتم أملنا الوحيد تقريباً، بتطوير بلدنا وتحسين أوضاعنا من خلال العلم والتكنولوجيا".
وأضاف: "أنتم أهل لهذا، ونحن أسسنا الإبداع والتميز، لأننا نريد للجيل الجديد أن يقدم ما لديه من اختراعات وإبداعات، وعلينا نحن أن ندعمه ونشد على يديه حتى ينتج المفيد لشعبنا وبلدنا".
وشدد الرئيس على أن "العالم ليس أفضل منا، فأنتم قادرون على الإبداع والاختراع، وتقديم شيء مهم جداً لخدمة الوطن، وأكرر أنكم أنتم الأمل الوحيد تقريباً لتطورنا وحصولنا على دولة مستقلة متقدمة، من خلال هذه النوعية من الشباب المبدع".
وأكد حرصه على أن يقدموا ما لديهم، وأنه سيقوم بدعمهم بقدر المستطاع من أجل أن تكون هذه العقول قادرة على إيجاد الإبداع والاختراع، "وأن تذهب بنا نحو المستقبل لنخدم أنفسنا ونخدم العالم".
وأنهي الرئيس، كلمته بالقول: "بارك الله فيكم، وأنا دائماً حريص على حضور المؤتمرات التي ينظمها الإبداع والتميز، ولكن هذه الأيام نعيش أوضاعاً صعبة".