"التباهي بالإنتماء التنظيمي"

سامي.jpg
حجم الخط

نحن شعب فلسطين منذ مئة عام ونحن نناضل ونقاوم وتأتي قيادة وتذهب اخرى , لم تكن قيادتنا في يوم من الايام على مستوى وحجم قضيتنا الوطنية المقدسة وبمستوى قدسية هذه الارض الغالية المقدسة.

فمنذ قيادة الحاج امين الحسيني ومعارضة النشاشيبي كانت المناكفات السياسية بين العناصر وصلت حد التفاهة السياسية والعملية والنظرية فأنصار هذا يذهبون لتكسير اشجار البرتقال في بيارة هذا وانصار الاخر يقتلون حيوانات الاخر وهكذا , لم تصل العلاقة بين الحاكم والمعارض درجة من درجات الديمقراطية وقبول الاخر..لا .. ابداً .. اما ان اكون انا كل شيء او لا اكون , هذا هو فهمنا للعمل السياسي حتى العمل العسكري ..!!

والان يقف كل اعضاء فصيل فلسطيني وخاصة الفصائل الكبيرة على زبانته , فكل شخص يعتبر  نفسه هو كل شيء يمثل الشعب ويمثل نفسه وهو المقاوم وهو الصح وغيره خطأ ولا يعرف شيء ومراهق سياسي , فها هي تجربة فتح في الحكم كانت وما زالت تجربة لم يتعلم منها ابناء فتح ولا قيادة فتح أي شيء من اخطاء الماضي بل يصرون دائماً ان يبقوا كما كانوا ويعتبرون انفسهم هم اصحاب القضية وهم الشرعية وهم اول الرصاص واول الحجر واول المنتصر واول المنهزم واول كل شيء ولا يؤمنون ابداً بالشراكة السياسية واحترام الاخر ودليلنا على ذلك الانتخابات الفلسطينية الاخيرة عندما فازت حماس لم تقبل فتح بهذا الفوز وسمعنا كثير من تعليقات قيادة فتح على عدم رغبتها في تقبل ذلك , وكذلك الحال بالنسبة لحماس بعد فوزها في الانتخابات لم تصبر على ان تتسلم السلطة بحربة مطلقة بل قامت بعمل عسكري سيطرت من خلاله على غزة , صحيح انها تعرضت لكثير من المضايقات بعد فوزها ولكن كان عليها ان تتحمل ولا تمتشق السلاح في وجه الاخر وذلك  على كافة الفصائل حتى ان عناصر فصيل ممكن ان تتهم فصيل كامل بعناصره وقيادته بالعمالة للكيان الاسرائيلي.

ولكن لو نظرنا الى تجربتنا السابقة بتجرد وبطريقة علمية ووضعنا ما قدمته تلك الفصائل للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني في الخمسين سنة الماضية على ميزان الربح والخسارة او على ميزان الفشل والنجاح ماذا نرى, سوف نرى اننا بعد خمسين سنة من النضال وتقديم الاف الشهداء والجرحى والاسرى , فقضيتنا في تراجع وليست في تقدم
, لماذا هل بسبب ايدلوجية فصائلنا ام بسبب عجز قيادتنا وفشلها في تحويل هذه التضحيات الى نصر كما حدث مع كل الثورات في كل ارجاء العالم , ام لأن ثورتنا لم تكن ثورة بمعنى الكلمة بل كانت مؤسسات اقتصادية تقدم رواتب لموظفيها فقط , والدليل على ذلك انظروا الى فدائيي الامس كيف اصبحوا اليوم , يتقاضون الاف الشواكل رواتب ويضعون على صدورهم اعلى الرتب العسكرية مع ان جزء كبير من لم يدخل أي كلية حربية ومع ذلك يحمل رتبة لواء , فأصبح كل همهم الحفاظ على هذا الانجاز المالي ولا يهم أي شيء بعد ذلك.

لم يقف أي فصيل فلسطيني وقفة نقدية ذاتية لتجربته النضالية السابقة حتى يعرف اين يقف فصيله الان وكيف اصبح ولماذا اصبح هكذا .؟

لذلك تحتاج كل تجربتنا الى وقفة نقدية ذاتية لتقييم تجربتنا السابقة ونخرج بمقترحات بناءة تستطيع تقويم عملنا السياسي والتنظيمي لفترة قادمة.

فليسأل نفسه كل انسان ينتمي الى فصيل معين سؤال واحد فقط , ماذا قدم هذا الفصيل للقضية الفلسطينية حتى وصلت الى هذا الحد المزري ؟؟ قبل ان يقول انا ابن التنظيم الفلاني او العلاني..