انطلاق فعاليات مؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين بالقاهرة

انطلاق فعاليات مؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين بالقاهرة.jpg
حجم الخط

رفض المتحدثون في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين في الدول العربية المضيفة في دورته الـ98 والمنعقد في القاهرة، الإجراءات الإسرائيلية في القدس خاصة في محيط المسجد الأقصى الشريف، وضرورة عودة الأمور كما كانت عليه دون تغيير.

وأعربوا عن تقديرهم الكبير للحراك المقدسي والفلسطيني المشرف، دفاعاً عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، الرافض لبوابات الذل والهوان ولمجمل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس وعموم فلسطين المحتلة.

وشددوا على  أن رباط المقدسيين لليوم الحادي عشر على التوالي عند الأزقة المؤدية للمسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة وأنحاء المدينة المقدسة، شكّل وما زال يشكل واحدة من أبرز ملاحم الصمود موجهين رسالة قوية لحكومة الاحتلال بأن إجراءاتها وممارساتها الباطلة ستواجه بمزيد من الصمود والمقاومة، مشددين على أن ما يقترفه الاحتلال الإسرائيلي في المدينة المقدسة، من حصار وإغلاق للأقصى، ووضع بوابات إلكترونية لتفتيش المصلين باطلة ومرفوضة.

ويمثل فلسطين بالمؤتمر المستمر لمدة أربعة أيام، رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير زكريا الأغا، ومدير عام الدراسات والإعلام بدائرة شؤون اللاجئين سعيد سلامة، وسكرتير أول جمانة الغول من مندوبية فلسطين لدى الجامعة العربية.

وبدأ الاجتماع بقيام مدير إدارة فلسطين بوزارة الخارجية المصرية بهاء الدسوقي بتسليم الرئاسة لرئيس وفد فلسطين الآغا، مثمنين العمل العربي المشترك من اجل فلسطين قضية العرب المركزية التي يتضمن الجميع في العمل من أجل تحريرها وتخفيف معاناة شعبها.

واستعرض الأغا في كلمته، صلابة الموقف الشعبي والرسمي الفلسطيني في مواجهة العدو الإسرائيلي، مؤكدا أن معركة الفلسطينيين لن تقف فقط عند أبواب المسجد الأقصى، بل ستمتد إلى أرجاء فلسطين المحتلة حتى بلوغ النصر والتحرر من الاحتلال الإسرائيلي.

وحذر، من استمرار استهداف المنطقة العربية بنشر الفوضى والطائفية لترويع شعوبها وتشريدها من أوطانها سعيا للسيطرة على مقدراتها والتي كان آخرها الجريمة البشعة مطلع الشهر الجاري التي استهدفت جنود الجيش المصري واستغلال حكومة الاحتلال للأوضاع الراهنة والمضي قدما في تفتيت الأراضي الفلسطينية  في الضفة الغربية وتعزيز الاستيطان وعملية عزل وتهويد القدس المحتلة لتكن عاصمة موحدة للدولة اليهودية.

وأضاف، أن البوابات الإلكترونية وما لحقها من كاميرات ذكية والتي وضعتها سلطات الاحتلال هي سبب الغضب الشعبي الفلسطيني الراهن، ولا بديل عن إزالتها، فالشعب الفلسطيني، وقياداته الدينية والسياسية مجمعون على رفضها، ووجوب إزالتها مهما كلف ذلك من ثمن، مشيرا الى إغلاق المسجد في إجراء غير مسبوق منذ احتلال القدس عام 1967، موكدا ان هذا السلوك يزيد التوتر والتصعيد في الاراضي الفلسطينية وان استمرار هذه الانتهاكات لحقوق الانسان والقانون الإنساني الدولي يتطلب اتخاذ إجراءات لإجبار اسرائيل على وقف جرائمها ووضع حد فوري لاستعمارها غير الشرعي لدولة فلسطين المحتلة .

ووصف الاغا، قطاع غزة بانه على حافة الهاوية بفعل الحصار، والأوضاع الاقتصادية تزداد سوءاً وكافة المؤشرات تحذر من الانهيار القادم في القطاع، مشيرا ان استمرار اسرائيل بإصدار قرارات جديدة ببناء الآلاف من الوحدات الاستيطانية تهدف لتقويض حل الدولتين مرحبا بقرار لجنة التراث العالمي في منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " اليونسكو" الذي يسقط مزاعم السيادة الاسرائيلية ويدين الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال .

كما طالب المجتمع الدولي بالضغط على دولة الاحتلال لمنع تدهور الأوضاع نحو مزيد من التوتر والعنف والتدخل العاجل لوقف التصعيد الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني، ومقدساته الدينية قبل أن تتدحرج الأمور نحو الأسوأ، وتصل نقطة اللاعودة، مضيفا ان استمرار الاحتلال لأرض دولة فلسطين هو سبب كل الأزمات التي تعانيها المنطقة، ولا بديل عن إنهاء الاحتلال، وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

 

وقال، ان اسرائيل ورطت نفسها بتركيب البوابات الالكترونية أمام مداخل وأبواب المسجد الأقصى،  وأخذت تتصرف بشكل عشوائي وهمجي ووحشي ضد المصلين المعتصمين في محيط المسجد الأقصى، والآن يبحثون عن بديل لحل المشكلة ولجأوا الى نصب كاميرات "ذكية" تُعلّق على الجسور الحديدية وهي على غرار الكاميرات المنصوبة في شوارع وأزقة القدس القديمة، من شأنها الكشف عن هوية الأشخاص وأدوات معدنية، منوها إلى أن الاحتلال هو الذي أخلّ بالأمن في القدس وليس أبناء المدينة الذين هم حريصون على الأقصى، كونه جزءا من إيمانهم ودينهم، مؤكدا رفضه القاطع للبوابات الإلكترونية وكل الإجراءات الاحتلالية كافة، والتي من شأنها أن تؤدي إلى تغيير الواقع التاريخي والديني في القدس ومقدساتها، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، وضرورة عودة الأوضاع الى ما قبل الرابع عشر من الشهر الجاري .

وأدان الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، وتأثير التقليصات في موازنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' على أوضاع اللاجئين في الدول المضيفة، مطالبا وكالة 'الأونروا' بتقديم مزيد من الدعم والخدمات للاجئين، وتابع: قضية اللاجئين الفلسطينيين هي جوهر الصراع ومفتاح السلام وتتعرض لمحاولة التهميش وتطرح بعض الدول الغربية حلولا للتوطين تتنافى مع القرار 194، الذي ينص على حقهم بالتعويض والعودة.

وقال: لن نقبل بالوطن البديل أو بمشاريع التوطين والتهجير، وحل قضية اللاجئين يكمن بالعودة فقط، ونجدد مطالبتنا بضرورة سد العجز في موازنة وكالة 'الأونروا' من خلال زيادة التبرعات السنوية، مطالبا إدارة وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين بالتحرك أكثر لتوسيع قاعدة المانحين، بما يسهم في التخفيف من معاناتهم الكبيرة إلى حين انتهاء مشكلتهم وعودتهم إلى ديارهم التي هجروا منها.

من جهته، أكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية السفير سعيد ابو علي، رفض الدول العربية القاطع لأي شكل من أشكال المساس بالحرم القدسي وحقوقه العربية والإسلامية او الوضع التاريخي القائم وعزم الأمة على مواجهة هده المحاولات والمخططات الاسرائيلية بالحرم القدسي والمدينة المقدسة في سياق النضال المستمر لإنهاء الاحتلال وتمكين الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .

وقال، ان سلطات الاحتلال تواصل سياستها الممنهجة لإفشال اي جهود لتحقيق تسوية سلمية تفضي إلى تطبيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وذلك من خلال استمرارها في فرض سياسة الامر الواقع من خلال تسريع بناء الاستيطان، والاستمرار بمصادرة أراضي الفلسطينيين لبناء جدار الفصل العنصري وتحدي إرادة المجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية والتي كان آخرها قرار مجلس الأمن بشأن إدانة الاستيطان رقم 2334 .

وعبر ابو علي، عن تقديره وترحيبه بالقرار الصادر عن اليونسكو بشأن مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي باعتبارهما مكان مقدس إسلامي وتسجيلهما على لائحة التراث العالمية وهو قرار يعكس نجاحا للدبلوماسية الفلسطينية والعربية، مشددا على مضاعفة المسؤوليات العربية رغم كل الظروف التي تعصف بكيانات هذه الأمة والتحديات الجسيمة التي تجابهها في الحفاظ على مركزية القضية الفلسطينية على رأس الأولويات والاهتمامات كما نصت على دلك قرارات القمم العربية وآخرها قمة عمان وان تضاعف موارد الدعم والإسناد السياسي والمادي لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.

وبشأن المؤتمر، أوضح ابو علي أنه يناقش ملفات مهمة في ظروف عصيبة يعيشها اللاجئون الفلسطينيون، وعموم الشعب الفلسطيني، نتيجة الممارسات الإسرائيلية العدوانية.

وقال: هذا العجز المتواصل للأونروا يهدد مستقبل عملها وخدماتها للاجئين، وجامعة الدول العربية تطالب المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين الفلسطينيين ومواصلته تمويل 'الأونروا' لتقديم خدماتها.

يشار إلى أن جدول أعمال هذه الدورة يشمل موضوعات تتعلق بقضية القدس خاصة ما يحدث في المسجد الاقصى وإغلاقه أمام المصلين، وكذلك الموضوعات المتعلقة بالاستيطان وتصاعد النشاط الاستيطاني الإسرائيلي وخاصة في القدس المحتلة، وموضوع جدار الفصل العنصري، ومصادرة الأراضي الفلسطينية لبنائه والأضرار الخطيرة الناجمة عنه على حياة المواطنين الفلسطينيين اجتماعيا واقتصاديا وقانونيا.

كما يستعرض المشاركون في الاجتماع جهود الأمانة العامة على المستوى الدولي لدعم الموقف الفلسطيني، اضافة الى بحث ومناقشة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية وآخر التطورات بشأن قيام الحكومة الاسرائيلية ببيع أملاك اللاجئين الفلسطينيين والتصرف بها.

ويشارك في الاجتماع ممثلون عن الدول العربية المضيفة للاجئين الفلسطينيين، بالإضافة الى ممثلين عن  المنظمات الإسلامية والعربية الخاصة بهذا الشأن.