عقدت جامعة القدس المفتوحة بمدينة طولكرم، وجمعية الإغاثة الزراعية الفلسطينية، اليوم الأربعاء، مؤتمر "الحركة التعاونية في فلسطين.. الواقع وآفاق التطوير"، لدعم التعاونيات في المناطق "ج".
وكان المؤتمر برعاية كلاً من وزير العمل مأمون أبو شهلا، ومحافظ طولكرم عصام أبو بكر.
وشدد المشاركون خلال المؤتمر، على ضرورة تنظيم الجوانب القانونية والتشريعية لعمل التعاونيات الزراعية بحيث تجعلها أقل اعتمادا على البرامج الأجنبية، وتحويلها إلى عمل اجتماعي فلسطيني من خلال توضيح جوانب الاستفادة التي يمكن أن تقع من خلال التعاون بين القطاع العام في الدولة والقطاع الخاص في المجتمع والمزارع الفلسطيني.
وأوصى المشاركون بضرورة وضع رؤية مشتركة للتعاونيات الزراعية الفلسطينية لتحقق توافق وجهات النظر بين التعاونيات الزراعية وقاعدتها بشتى المجالات بهدف الوصول إلى قاعدة عمل مشتركة ممنهجة، ومن ثم تحويل الرؤية والاستراتيجيات لعمل التعاونيات الزراعية إلى برامج وآليات عمل مدروسة تسعى إلى تقديم أفضل الخدمات للمزارع الفلسطيني مع مراعاة الاختلاف الطبقي والثقافي والتوزيع الجغرافي.
كما وشددوا على ضرورة إقرار قانون التعاون الجديد تحت عنوان هيئة تنظيم العمل التعاوني، وضرورة زيادة حصة القطاع الزراعي في الموازنة العامة لدولة فلسطين وتخصيص جزء منها للتعاونيات، وإعفاء منتجات الجمعيات التعاونية من الضرائب والجمارك.
وأكدوا، على أهمية قيام كليات الزراعة في الجامعات الفلسطينية بتضمين مناهجها الدراسية مقررات علمية تتعلق بالحركة التعاونية ودورها في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وضرورة التنسيق والتعاون بين الجهات المانحة بهدف دعم التعاونيات العاملة في فلسطين وتطويرها، وضرورة توثيق الممارسات الجيدة والتجارب الناجحة المحلية والعربية والدولية للاستفادة منها بهدف توليد الدافعية تجاه التعاونيات، ثم ضرورة دعم التعاونيات النسائية من أجل تفعيل دورها ومساهمتها في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وشدد المشاركون على ضرورة تعزيز التعاون في مجال تطوير الحركة التعاونية الفلسطينية الأردنية بعقد اتفاقيات تعاونية في مختلف المجالات، وأهمها تفعيل التسويق الزراعي للمنتجات الفلسطينية والأردنية، وضرورة مساندة التعاونيات في ترويج منتجاتها في الأسواق المحلية، وتقديم الدعم المالي لها، وتشجيع الأبحاث والدراسات العلمية المتعلقة بمجال تنمية التعاونيات والنهوض بها اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، وضرورة الاستفادة من التجارب الفلسطينية والعربية السابقة والحالية في مجال الصناديق التنموية، بغض النظر عن نتائجها بكل شفافية وموضوعية.
ودعوا إلى تفعيل التنظيم والتنسيق بين الاتحادات التعاونية ومكونات الحركة التعاونية في فلسطين، بما يؤدي إلى تطوير التواصل والتنسيق بين الاتحادات التعاونية والمؤسسات الداعمة للعمل التعاوني.
وقال أبو بكر في افتتاح المؤتمر، إن الرئيس محمود عباس كان داعما للعمل التعاوني وللمؤتمرات التي تسهم في تنمية هذا العمل، مشيرا إلى أهمية المؤتمر الذي يهدف إلى تطوير واقع العمل التعاوني في فلسطين.
وتابع: "يحمل المؤتمر بعدا اقتصاديا تنمويا للمساهمة في التخفيف من ارتفاع مستويات البطالة في صفوف الشباب والباحثين عن العمل، وإن الوعي التعاوني يمارسه شعبنا الفلسطيني فكرا وأسلوبا منذ قديم الزمان لدعم صموده في وجه الاحتلال".
وبدوره، قال نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية سمير النجدي في كلمة ألقاها نيابة عن رئيس الجامعة يونس عمرو، إن عمرو يتمنى أن يحقق هذا المؤتمر أهدافه، لأنه يأتي انطلاقا من إيمان جامعة القدس المفتوحة بالشراكة مع القطاعات الحكومية والعامة والخاصة لتحقيق التنمية الاجتماعية في فلسطين، ذلك أن المؤتمر منبثق عن اتفاقية التعاون بين الطرفين.
على أن الجامعة تدرك الدور الذي يمكن أن تلعبه التعاونيات في تعزيز صمود شعبنا؛ فهي عنصر أساسي من عناصر التنمية الاقتصادية والتمكين، والعمل التعاوني ذي جذور عميقة في ثقافة أبناء شعبنا، ويعزز صموده في وجه سياسات الاقتلاع الإسرائيلية.
وأكد النجدي، على أن جامعة القدس المفتوحة هي جامعة الكل الفلسطيني، منتشرة في كل ربوع الوطن من رفح إلى جنين، وها هي اليوم وبعد حصولها على اعتراف وزارة المعارف الإسرائيلية تقدم خدماتها للطلبة في الداخل الفلسطيني، وثمة عدد لا بأس به يدرس الآن في فروع الجامعة كافة، وتحديدا الفروع الواقعة شمال الوطن.
وقال: إن الجامعة تتبنى التعليم الإلكتروني الذي أصبح منتشرا على مستوى العالم، وحصلت الجامعة على العديد من الجوائز العالمية في هذا المجال، وها هي اليوم تستقبل طلبة امتحان الثانوية العامة "الإنجاز" وبمقدورهم أن ينهوا دراستهم في أقل من أربع سنوات.
ومن جانبه، قال رئيس اللجنة التحضيرية، رئيس فرع الجامعة بطولكرم سلامة سالم، إن المؤتمر يعقد بشراكة واعية بين مؤسسة علمية خطت وخطّت نهجاً في الريادة والإبداع والتميز في مجال العلم والتعليم والمسؤولية الاجتماعية وهي "القدس المفتوحة"، وجمعية أمدت شريان الوطن بالبذل والعطاء لتحقيق العدالة والتنمية للفئات المهمشة وهي الإغاثة الزراعية.
وأوضح، أن القدس المفتوحة والإغاثة الزراعية ارتأتا عقد هذا المؤتمر تأكيدا على أهمية الحركة التعاونية والعمل الجماعي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ما يعود بالنفع والفائدة على أكبر شريحة في المجتمع الفلسطيني، حيث استقطبت اللجنة العلمية للمؤتمر الباحثين على مستوى فلسطين والعالم العربي لرفده بالأبحاث والأوراق العلمية البناءة، وقد قبلت (10) أبحاث في صميم الفكرة بعد تحكيم علمي موضوعي.
كما وأشار، إلى أن الأبحاث تتناول التحديات التي تواجه واقع قطاع التعاون في فلسطين، وسبل دعم هذا القطاع وتطويره وتحفيز المشاريع الصغيرة التي تسعى للنهوض بالطبقات الفقيرة، شاكرا كل من أسهم في إنجاح هذا المؤتمر من اللجنة العلمية إلى اللجان والمؤسسات العاملة في الوطن وفي محافظة طولكرم.
من جهته، قال نائب رئيس مجلس إدارة الإغاثة الزراعية محمد بريغيث، إن المؤتمر جزء من معركة الصمود والبناء، فجذور العمل التعاوني في فلسطين عميقة في تجربة المواطن وممارساته، وكان لها دور أساسي في النهوض بواقع الفئات المختلفة على امتداد رقعة الوطن بمواجهة الإجراءات الإسرائيلية الهادفة لاقتلاعه من جذوره، وأصبحت الحركة التعاونية أداة للتنمية السياسية.
وأشار إلى أن الأزمات الاقتصادية العالمية أثبت أن الاقتصاديات الصغيرة ذات القاعدة العريضة كانت أكثر قدرة على مواجهة الهزات، ما يعني أن التعاونيات تسهم في دعم الاقتصاد الفلسطيني بشكل أفضل من أية دعائم أخرى.
ومن جانبه، بين ممثل وزير العمل يوسف الترك، أن التعاون ظاهرة اجتماعية قديمة، فالإنسان يتعاون مع الآخرين لتحقيق ما يصبو إليه، والقطاع التعاوني الذي تديره وزارة العمل من خلال الإدارة العامة يعد من القطاعات الاجتماعية والاقتصادية المهمة، نظرا لدوره في توفير فرص العمل والحد من البطالة والفقر وتحقيق الأمن الغذائي.
وأوضح أن هذا القطاع يسهم في التصدي لإجراءات الاحتلال المتمثلة في مصادرة الأراضي، والاستيلاء على الآبار، وفرض حواجز على الصادرات والواردات المتعلقة بالإنتاج الزراعي، وجدار الفصل العنصري، واقتلاع الأشجار، ومنع البناء في المناطق (ج)، وهو قطاع يحظى باهتمام من الحكومة، لبناء قطاع تعاوني منتج وريادي مستقل بذاته.
وأشار الترك إلى ان الإدارة العامة للتعاون بدأت بسن قوانين خاصة بالتعاون، تسهم في تطوير هذا القطاع انطلاقا من تشخيص التحديات والصعوبات ومحاولة تجاوزها، لافتا إلى أن المؤتمر النوعي الأول حول واقع التعاونيات، متمنيا من القائمين على المؤتمر أن يزودوا جهات الاختصاص، خاصة وزارة العمل، بنتائج وتوصيات المؤتمر لجعلها حيز التنفيذ والتطبيق.
وتناولت الجلسات العلمية في المؤتمر واقع الحركات التعاونية الفلسطينية ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودور القطاعين الخاص والحكومي في دعم هذه الحركات، إضافة إلى عرض التجارب المحلية والإقليمية في قطاع التعاونيات.
وجاءت الجلسة الأولى بعنوان: "واقع الحركات التعاونية الفلسطينية ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية"، ترأسها معن شقوارة، وكان مقررها عمر أبو عيدة، وتحدث خلالها حسن النابلسي خبير الحركة التعاونية في الأردن عن "التعاون تنمية وعدالة"، فيما تحدث مجيد منصور من الجامعة العربية الأمريكية، وهنادي عواد من جامعة فلسطين التقنية، عن "التحديات التي تواجه الجمعيات التعاونية في فلسطين".
وتحدث محمد مصطفى الأعرج من وزارة العمل عن "واقع تحديات الجمعيات التعاونية الزراعية في فلسطين، تلاه علائي البيطار من جامعة القدس المفتوحة عن "الحركة التعاونية في فلسطين: واقع وآفاق التطوير"، وأخيرا تحدث بدر شحدة حمدان من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية عن "دور الجمعيات التعاونية في التنمية المجتمعية الاقتصادية والاجتماعية في قطاع غزة".
في الجلسة الثانية التي عقدت تحت عنوان: "دور القطاعين الخاص والحكومي في دعم الحركة التعاونية" وترأسها معن سمارة، فيما كان مقررها ناصر دويك، تحدث خلالها محمد توفيق أبو شرية من الجامعة الأمريكية في جنين الذي قدم مقترحا لبناء صندوق تنمية التعاونيات في فلسطين، فيما تحدث عز الدين أبو طه عن "دور مأسسة العمل التعاوني في الاتحادات في تنمية الحركات التعاونية"، وعقبه عمر طبخنا من اتحاد لجان العمل الزراعي متحدثا عن "أثر التدخلات على استدامة التعاونية النسوية".
أما في الجلسة الثالثة التي حملت "واقع الحركات التعاونية الفلسطينية ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية" وترأسها خليل شيحة وكان مقررها نظمية حجازي، تحدث عصام العاروري عن "الحركة التعاونية الفلسطينية والواقع والاحتياجات التمويلية"، وقدم إياد ملوح قصة نجاح من جمعية ذنابة التعاونية، ثم تحدث رندة عبد ربه عن "التسليف والتوفير باعتبارهما فكرة رائدة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية".
وفي الختام، عرض منجد أبو جيش مدير دائرة الضغط والمناصرة في الإغاثة الزراعية وعضو اللجنة التحضيرية، توصيات المؤتمر وقرأ البيان الختامي، فيما تولى عرافة جلسة الافتتاح محمود صبري. ثم كرم المشاركون في المؤتمر من الباحثين واللجان العلمية والتحضيرية، واللجان الفنية والتنظيمية، ودائرتي العلاقات العامة والإعلام، وفضائية القدس التعليمية.