ما لبث أن أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن إنهاء كافة الإجراءات التي اتخذتها مؤخراً في محيط المسجد الأقصى عقب عملية القدس الفدائية، حتى تعالت الأصوات الإسرائيلية المنددة بالقرار.
ونقلت القناة العبرية العاشرة، بعد ظهر اليوم الخميس، صوراً لنشطاء يحملون نعشاً وُضع عليه علم "إسرائيل"، مرددين هتافات بأن ما أسموه الشرف الوطني الإسرائيلي قد دُفن في أعقاب هزيمة الأقصى.
كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي العبرية، هجوماً عنيفاً على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية، وذلك على خلفية تفكيك آخر معالم تغيير الوقائع بالأقصى وهي جسور الكاميرات.
وبدا أن الشعور الإسرائيلي العام يفيد بفشل المنظومة الأمنية والقبضة الحديدية في إخضاع المقدسيين، وأن الحكومة اضطرت "لجر الذنب" والتراجع عن جميع الإجراءات التي أعقبت عملية الأقصى أواسط الشهر الحالي.
وأعرب كثيرون عن خيبة أملهم من الحكومة الحالية، والتي رأوا فيها المخلص المنتظر في السابق، أما الآن فلا يرونها سوى حكومة الهزائم، حيث نقل عن أحد المعلقين ويدعى "كوبي بار" قوله إنه لا يتخيل كيف كان رد نتنياهو وأقطاب اليمين لو كانت الحكومة بيد أحزاب يسارية، وأقدمت على تراجع وهزيمة بهذا الشكل.
ومنعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم الخميس، مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، وحراس المسجد، من دخوله على الرغم من قرار إزالة البوابات الإلكترونية والجسور الحديدية من مداخله.
وأفاد مراسلنا، بأن جيش الاحتلال وشرطته المنتشرة في محيط المسجد منعت المصلين من دخول المسجد، لافتاً إلى أن المقدسيين رفضوا دخول المسجد بمفردهم دون دخول حراسه وعلى رأسهم الشيخ عمر الكسواني.
وأشار إلى أن الأوضاع في محيط المسجد قابلة للانهيار، حيث أن باب "حطة" لا يزال مغلقاً، كما تم إبعاد المقدسيين عن محيطه، ووضع جيش الاحتلال سواتر حديدية من الخارج.
وكانت سلطات الاحتلال قد شرعت منذ ساعات الفجر الأولى بإزالة الجسور الحديدية التي وضعتها لتركيب كاميرات ذكية عند مداخل وبوابات المسجد الأقصى، وذلك بعد موجة غضب فلسطينية عمّت كافة أرجاء الوطن، وعمليات فدائية نصرةً للأقصى.
ويذكر أن عشرات المقدسيين رابطوا لمدة 12 يوماً على التوالي أمام أبواب المسجد الأقصى، رفضاً لدخوله في ظل الإجراءات الإسرائيلية الجديدة التي تحد من حريتهم في العبادة، وأقاموا الصلوات أمام بوابات المسجد، في حين قابل جيش الاحتلال ذلك بقمع المعتصمين بالقوة.