تمكنتا طالبتان من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة من تطوير قميص خاص بالذين يعانون من مرض التوحد.
ونفذت الطالبتان، سجى محمد أحمد عدوي، ورهام سامح ذيب خفش، المشروع في فرع جامعة القدس المفتوحة ،ويقوم المشروع على دائرتين إحداهما للإرسال تستشعر حركة المتوحد وترصدها؛ فعند حدوث اهتزازات ناتجة عن غضب الطفل المتوحد أو توتره فإنها تصدر صوتاً موسيقياً هادئاً يخفف حدة التوتر.
أما إذا تعرض لأذى، كوقوعه أو اصطدامه بشيء، فإنها ترسل إشارة لدارة الاستقبال وهي الأخرى التي تأتي هيئة سماعة، فتفعّل اللون الأحمر وتصدر صوتًا تحذر فيه الأهل وتنبههم لمراقبته حرصًا على سلامته.
وتحدثت الطالبتان، أن "لونها في الحالات الطبيعية للطفل يبقى لونًا أخضر، ثم إنها قد تتحول إلى لون أزرق في حالات الاهتزاز وذلك لجعل الأهل على معرفة تامة بحركة الطفل في غيابهم عنه"، موضحتان أن الهدف من وراء تطوير هذا المقترح هو وجود نحو مليون ونصف المليون ممن يعانون من مرض التوحد في الشرق الأوسط، الذي لم يشخص له علاج حتى الآن.
يمكن للمتوحدين أن يتمتعوا بنسبة ذكاء طبيعية مقارنة بأقرانهم، وربما يفوقونهم أحيانًا، لذا اخترناه لمساعدة المتوحد في التكيف مع الحياة الاجتماعية، ومساعدة الأهل في حماية أبنائهم ومراقبتهم.
وأفادتا بأن اختيارهم للمشروع، جاء لحل المشكلات المتعلقة بالمراقبة؛ فبعد أن كان وجود المشرف أو أحد الأقارب ضرورياً في غرفة المريض فإن هذا القميص يراقب المتوحد عن بعد وباستمرار من خلال رصد أنماط الحركة والصوت وضرورة انتباه الأهل.
وعن دوافع تطوير المشروع، ذكرت الطالبتان أن فكرة المشروع ليست جديدة، ولكن عمله من خلال تطبيق الهاتف الخلوي هو الجديد، إذ يمكن تسجيل أصوات أو موسيقى لتساعد في تخفيف توتر المتوحد، ويمكن استخدام التسجيلات لتعليمه ومساعدته على التكيف الاجتماعي، كما يمكن استخدام النظام لمراقبة حالات المتوحد دون الحاجة للبقاء معه في المكان نفسه، وذلك من خلال دارة إلكترونية بدلاً من تطبيق الهاتف النقال.
ويشار إلى أنه حاولت الطالبتان، التقليل من تكلفة استخدام التقنية، بهدف حماية المتوحدين والسيطرة على أنماطهم السلوكية قبل تعرضهم لأي خطر، ومنع حدوث حالات الاضطراب والتوتر لديهم، ومساعدتهم على التكيف الاجتماعي ومخالطة الناس، وكذلك مساعدة الأهل في حماية أبنائهم واتخاذ القرارات الصحيحة بشكل سريع.