طرطشات

د. فتحي أبو مُغلي.jpg
حجم الخط

 • للنصر ألف أب
قديماً، قيل للنصر ألف أب، أما الهزيمة فيتيمة، كان هذا هو المنطق الذي ساد وطغى بعد أن سجل المقدسيون أروع صور الإصرار والتلاحم خلال دفاعهم عن الأقصى وحرية العبادة والصلاة فيه، ولولا صمودهم الأسطوري ودقة تنظيمهم وسلمية تحركهم، الذي ذكرنا بمقاومة غاندي السلمية ضد الاحتلال البريطاني للهند، لما شاهدنا هذا الحجم من الاهتمام والتحرك لنصرة من أعلنوا النفير من أجل الأقصى ورابطوا وصمدوا فكان النصر حليفهم.

• الإشاعة
الإشاعة ولها تعاريف عديدة وأنواع مختلفة وأسباب متعددة، وأخطر الإشاعات ما ينتشر في زمن الحروب أو الصراعات، داخلية كانت أم خارجية، وحيث إن الإشاعة عبارة عن معلومات أو أفكار يتناقلها الناس دون أن تكون مستندة إلى مصدر موثوق وقد تكون خبراً مختلقاً لا أساس له أو يحتوي جزءاً ضئيلاً من الحقيقة، فإن استعمالها في الصراعات أو الحروب يهدف منها أحد الأطراف إلى بث الإرباك أو الإحباط أو روح الهزيمة لدى الطرف الآخر، ولقد ساهم انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتعددها في سهولة انتشار الإشاعات وازدياد استعمالها، ولقد عايشنا مؤخراً حرب الإشاعات في الانتخابات الرئاسية الأميركية، كما لاحظنا في الأيام الأخيرة لجوء وسائل الإعلام الإسرائيلية وبعض وسائل التواصل الاجتماعي المحلية للأسف إلى تناقل أخبار مشوهة ومغرضة حول صحة الرئيس محمود عباس، الذي راجع المستشفى، وأمضى في قسم العيادات الخارجية زمناً أقل من ساعتين؛ لإجراء بعض الفحوصات الدورية، وأنا شاهد على ذلك، غادر المستشفى بعد أن طمأنه الأطباء وهو بكامل صحته وعافيته، وهو أمر يقوم به أي مواطن يريد أن يطمئن على صحته، ومع ذلك انتشرت الشائعات خلال ساعات على بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية وبعض وسائل التواصل الاجتماعي المحلية، سيئة السمعة، بدأت تنشر أخباراً عن أن صحة الرئيس سيئة، لتبدأ بعد ذلك التحليلات والتأويلات رغم أن الرئيس غادر المستشفى الاستشاري وهو يحيي المواطنين والصحافيين الذين سمعوا بخبر وصول الرئيس إلى المستشفى، فسارعوا لتطويق المستشفى بكاميراتهم وميكروفوناتهم التي بثت الخبر اليقين، وكذّبت كل الإشاعات بالصوت والصورة، لتعلن أن الرئيس في تمام الصحة والعافية.

• الحق في الصحة
لا يختلف اثنان على أن لكل إنسان الحق بل واجب الحفاظ على صحته، وكذلك الحق في الوصول اليسير إلى الخدمات الصحية عند اعتلال صحته، لكن الواقع عندنا وفي الغالبية العظمى من دول العالم غير ذلك، فالخدمات الصحية مكلفة، بل باهظة الثمن، وأصبح العلاج، مع تقدّم التكنولوجيا واقتحامها مجال الصحة في تطوير قدرات التشخيص أكثر كلفة، وأصبح العديد من الأنظمة الصحية يعجز على تلبية الاحتياجات المتنامية، ولقد تمكن العديد من الدول من بناء أنظمة تأمين صحي شامل يتم خلاله توزيع المخاطر وتأمين حق المواطن في الوصول إلى الخدمات الطبية التي يحتاجها، دون تحميل خزينة الدولة أعباء كبيرة، فالجميع يدفع في صحته ليستفيد عند مرضه، وهذا هو مضمون الرعاية الصحية الشاملة والتي تنادي به منظمة الصحة العالمية، من خلال رفع شعارات عديدة أبسطها "الصحة للجميع".