داهمت لجان التنظيم والبناء الإسرائيلية القرى غير المعترف بها بالنقب، حيث قامت الجرافات التي تسندها قوات كبيرة من الشرطة، صباح اليوم الأحد، بمداهمة قرية سعوة ومحاصرتها، وذلك تمهيدا للشروع في تنفيذ العديد من أوامر الهدم أربعة منازل بذريعة انعدام التراخيص.
ويأتي ذلك في سياق الحملة المسعورة للجان التنظيم والبناء على القرى العربية في النقب، إذ تواصل لجان التنظيم والبناء توزيع أوامر لهدم المنازل العربية بذريعة انعدام التراخيص، وتم بغضون الأسابيع الأخيرة إلصاق إخطارات الهدم لمئات المنازل في قرى طويل، وادي النعم، عوجان، اللقية، أبو جروال، السره والقرين.
وقامت أذرع المؤسسة الإسرائيلية معززة بقوات كبيرة من الشرطة، أمس الاثنين، بعملية دهم في قرية سعوه بالنقب، حيث تم توزيع اخطارات بهدم عشرات المنازل في القرية التي ترفض إسرائيل الاعتراف بها.
وتأتي حملة إخطارات الهدم الجديدة في أجواء إصرار الحكومة الاسرائيلية على تنفيذ مخطط ' برافر' الذي يقضي بمصادرة زهاء 800 الف دونم من أراضي النقب، وتهجير نحو 30 ألف مواطن فلسطيني من قراهم في النقب وتجميعهم في القرى والبلدات القائمة.
وواصلت الجرافات الإسرائيلية التابعة لما يسمى 'دائرة اراضي إسرائيل'، ومنذ مطلع العام الحالي، في تدمير وإبادة المحاصيل الزراعية للعرب في النقب، حيث واصلت الجرافات تساندها قوات كبيرة من الشرطة ولليوم الثاني على التوالي على حرث وتدمير آلاف الدونمات الزراعية التابعة للمواطنين في منطقة اللقية وأبو كف ورهط وعشيرة الهزيل والقرى التي لا تعترف بها إسرائيل.
وتشكل إبادة المحاصيل الزراعية للعرب في النقب حلقة أخرى في سياسة المؤسسة الإسرائيلية وملاحقتها لعرب النقب في إطار سعيها الحميم للسيطرة على الأرض والهيمنة عليها، وفي كل عام وقبيل الحصاد وبعد أن تتزين الأرض باللون الأخضر تتقدم جرافات عملاقة تابعة لما يسمى بدائرة الأراضي لتحدث خرابا ودمارا واهلاكا وإبادة للمحاصيل الزراعية لتتحول الأرض من خضراء يافعة إلى صفراء قاحلة في مشهد مؤلم يدمي القلب.
والحديث يدور عن إلحاق الأذى بعشرات آلاف الدونمات في كل عام في كافة أرجاء النقب، بحجة أن الأرض التي تم زرعها ليست ملكا لأصحابها حتى وأن ملكوها من الآباء والأجداد منذ عقود طويلة من الزمن، ويبدو المشهد مؤثرا للغاية في نفوس أصحاب الأرض وهم يرون آليات الدمار والخراب تعيث في أرضهم فسادا بعد أن كانوا ينتظرون بفارغ الصبر حصاد زرعهم وتوفير الاعلاف لمواشيهم وما هي إلا سويعات قليلة حتى تبدو حال الأرض جرداء.
هدم ألف بيت في النقب كان حصاد عام 2014 من الظلم والاذى الذي الحقته وزارة الداخلية الإسرائيلية وأذرعها بحق العرب في النقب، وعادة ما تتباهى الشعوب والمؤسسات بسرد انجازاتها وفعالياتها خلال العام غير أن الأمر في النقب مختلف تماما.
وتشير الدلائل والمعطيات إلى مزيد من الأذى الذي تلحقه المؤسسة الاسرائيلية بحق السكان الفلسطينيين في النقب من خلال اتساع دائرة هدم البيوت واستفحال سياسة التضييق على أهل في النقب في محاولة بائسة لثنيهم عن مواصلة صمودهم الأسطوري في بيوتهم وأرضهم وقراهم.