جدد ريال مدريد هيمنته على القارة العجوز، بفوزه بكأس السوبر الأوروبي على حساب مانشستر يونايتد الإنجليزي، في حصة من كرة القدم الجمالية، بقيادة المايسترو إيسكو ألاركون، توافرت فيها عناصر حاسمة، مثل التفوق الخططي لزين الدين زيدان على جوزيه مورينيو، وتغيير عقلية الريال والجندي المجهول كاسيميرو.
وفيما يلي استعراض لأهم عوامل حصد ريال مدريد للقب كأس السوبر الأوروبي:-
مقطوعة إيسكو الفنية
يطلقون عليه لقب الساحر في غرف ملابس الريال، وقد كشف سبب هذا اللقب بلعبه، فبتمركزه في قلب الملعب يحظى بحرية التحرك، ويستمتع بلعب كرة القدم وجعل زملائه يستمتعون أيضا.
وفي مواجهة القوة البدنية وخشونة الفريق الإنجليزي، انتصرت الموهبة، ونجح إيسكو في إبطال مفعول محاولات مورينيو للسيطرة على الأمور، وكلل جهوده بهدف رائع، وحصل على لقب رجل المباراة.
تغيير العقلية
رغم فترة الإعداد غير المرضية، التي أثارت الكثير من الشكوك، حيث لم يفز الفريق بأي مباراة ودية، لكن في أول لقاء رسمي، ومستهل ست فرص للفوز بالألقاب، استعاد الميرينجي هويته ليؤكد أفضليته في النهائيات.
ولم يخسر ريال مدريد أي نهائي أوروبي منذ 2002، ما يعزز مكانته بين العمالقة.
عقلية الفوز تضاف إلى الشهية المفتوحة لدى هذه المجموعة من اللاعبين، لتحقيق المزيد من النجاحات.
الجندي المجهول
أصبح كاسيميرو ركيزة أساسية في أي تشكيلة، نظرا للتوازن الذي يضيفه للفريق، لكن دور البرازيلي لم يتوقف عند سد الثغرات بتغطية تحرك زملائه.
تمكن اللاعب من التسجيل في نهائي دوري الأبطال الأوروبي بكارديف، ليحقق الفريق لقبه الـ12، وكرر نفس الأمر في نهائي السوبر الأوروبي، بسكوبيه، حيث زاد تقدمه نحو حدود منطقة جزاء المنافسين، ليتحول إلى لاعب لا غنى عنه بالنسبة لزيدان.
نجح كاسيميرو في التجديد بتحركه لمركز المهاجم وتقمص دور القاتل، وكانت هذه محاولته الثالثة، أكثر من باقي زملائه.
تفوق زيدان الخططي
كانت خطة مورينيو تشبه تلك التي اعتمد عليها يوفنتوس في نهائي التشامبيونز ليج، لكنها قوبلت بقرار زيدان سحب كريستيانو رونالدو، للحفاظ على طريقة 4-4-2، وإتاحة الحرية لإيسكو في العمق.
وحينما كان يمتلك الريال الكرة، كان يمارس الضغط العالي الذي جعل مانشستر يونايتد يعاني حتى عند استحواذه على الكرة، حيث لم يتألق ضمن صفوفه سوى أندير هيريرا.
فضل مورينيو اللعب المباشر والكرات العالية، وراهن على إرهاق لاعبي الريال بدنيا، لاستغلال الدقائق الأخيرة، لكنه كان قد خسر بالفعل المعركة التكتيكية أمام زيدان، الذي تسلح بخط وسط لا يشق له غبار، مكون من كاسيميرو وكروس ومودريتش وإيسكو.
كيلور نافاس.. من مخطئ إلى منقذ
مثلما حدث معه بالفعل في الموسم الماضي خلال عدة لقاءات، كانت هناك رهبة لدى الحارس الكوستاريكي في النهائي.
جاء هدف اليونايتد من تعامل سيء مع تسديدة بعيدة المدى، من ماتيتش، ولم يتحل لوكاكو بالرحمة.
لكن إذا كان هناك شيء يميز نافاس، فهو عدم الاستسلام مطلقا، فبعد دقائق تقمص دور المنقذ في توقيت حاسم أمام راشفورد.
وبدلا من أن يفتح على نفسه نقاش المقارنة مع ديفيد دي خيا، الذي قدم أداءً طيبًا، نجح الحارس في انتزاع الإشادات بتصدٍ رائع.