أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية صباح اليوم الجمعة، بأن حركة حماس تقوي نفسها عسكرياً و سياسياً في هذه الفترة بهدوء، وعلى الصعيد السياسي تحاول فتح نافذة مع مصر و دحلان كي تخفف على نفسها الخناق.
جاء هذا الحديث في مقال كتبه المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل، في إشارة لصمت حماس وعدم الاكتراث المنظم بالتطور الحاصل على صعيد التسريع في بناء الجدار الأرضي حول القطاع و تقليلها هذه الأيام من تصريحاتها الهجومية.
واعتبر هرئيل أن هذه خطوة سياسية استراتيجية جديدة للتنظيم في القطاع.
في ذات السياق، بين هرئيل في مقاله أن هذا الهدوء من قبل حماس لن يكون مطلق وسيكون له حد، "لأن الحديث يدور حول القضاء على سلاح استراتيجي لدى حماس و هو الأنفاق التي أحرجت "إسرائيل" أكثر من الصواريخ التي إلى حد ما له إجابة، لذلك من المتوقع أن يتم البناء في ظل وجود عمليات قنص أو تفجير عبوات، لكنه و كما قال زمير أن البناء سيستمر حتى لو كل ذلك حرب جديدة".
وكشف المحلل العسكري أنه و في الوقت الذي تطارد فيه الصحافة القيادي الأول في "إسرائيل" نتنياهو فإن العسكريين من الاحتياط يستمرون بالتجمع في قاعدة "تساليم" كتيبة وراء كتيبة و لواء وراء لواء ويستعدون لسيناريو حرب جديدة مع غزة .
وقال: "في ظل الحرارة المرتفعة يقوم هؤلاء بالتدريب ليلاً بينما ينامون نهاراً في خيم كبيرة مكيفة بناها الجيش في تساليم . في هذه التدريبات تم إدخال وسائل لم تكن معروفة من قبل و لم يتم استخدامها في السابق و كل التدريبات التي تجري هذه الأيام هي ذات طابع غزاوي و جميعها معدة لتتلاءم مع الحالة الغزية".
وأوضح أن الجنود و معداتهم يتم تأهيلهم و تدريبهم على الأنفاق و الأماكن المبنية و المكتظة و هذا النوع من التدريب لم يكن متعارف عليه في السابق، "اليوم جميع الألوية حتى المدرعات تتدرب على المعارك داخل الأماكن المبينة و تحت الأرض في الأنفاق و هناك وحدات خاصة تم تدريبها على التعامل مع الأنفاق الدفاعية الموجودة داخل قطاع غزة".
كما بين أن الوضع الآن لا يستطيع أحد أن يتوقع ما سيحدث مع أن الطرفين حذرين ولا يريدان الحرب لكن أي حدث يمكن أن يغير التوقعات.
وكشف أن المجموعة الاستخباراتية الصهيونية رفعت إلى الجهات السياسية ملخص لما عليه الحال في القطاع حيث قالوا في اجتماعات مع المستويات السياسية أن الانهيار الكامل في القطاع من ناحية الصرف الصحي و الكهرباء و الماء سيكون نهائي في العام 2020 , لكن الـ 2020 موجودة الآن و قد حصل الآن الانهيار الكبير في البنية التحتية المدنية فلا يوجد كهرباء و الشبكات تالفة و لا يوجد ماء للشرب و لا يوجد إمكانية لتصريف المياه العادمة .
وتابع: "الانهيار السريع في البنية التحتية المدنية في القطاع هو التهديد الأكبر من طرف قطاع غزة و الذي قد يستغله قائد حركة حماس يحي السنوار من أجل المبادرة بحرب".