استقبل سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية التونسية هايل الفاهوم، اليوم السبت، عدداً من قادة الأحزاب التونسية، وأطلعهم على آخر مستجدات وتطورات الأوضاع في الساحة الفلسطينية، وخاصة ما يجري في محيط المسجد الأقصى المبارك.
وشملت لقاءات السفير الفاهوم، رئيس حزب "حركة النهضة" راشد الغنوشي، ورئيس المؤتمر التأسيسي لحزب "تونس أولا" رضا بلحاج، والأمين العام للحزب الدستوري الحر عبير موسى، ورئيس حزب "حركة نداء تونس" حافظ قائد السبسي، ورئيس "حركة مشروع تونس" محسن مرزوق، في مقارهم الحزبية في العاصمة تونس كل على حدة.
وأوضح الفاهوم لمضيفيه، وقفة شعبنا البطل بكل مكوناته، وموقف القيادة الفلسطينية الشجاعة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، في الدفاع المستميت لصد اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى.
كما وشدد على الأهمية الاستراتيجية لتونس، بانفرادها في تجربتها الديمقراطية النموذج الذي يحتذى به والمرجعية لدول الشمال والجنوب، وإلى النظرة المتنورة للإسلام لبناء المجتمعات المدنية المبنية على السلم والتنمية والحرية والديمقراطية، مضيفا بأن انتصار تونس سوف يزيل العبء عن كاهل شعبنا بنسبة عالية لأننا في خندق واحد ومصيرنا واحد.
وقال الفاهوم: "إن نزعة بعض دول العالم ذات النظرة الاستعمارية والفوقية لتجهيل الشعوب العربية والاسلامية وجعلها ضحية لرؤية تلك الدول في السيطرة على المنطقة بكاملها، وعلى رأسها مساعي دولة الاحتلال الإسرائيلية لزرع فيروس الانقسام داخل الجسد الفلسطيني والعربي نظرا لفشلها في كسب المعركة سياسيا"، مشددا على جهود القيادة الفلسطينية لإنهاء الانقسام لتحصين قضيتنا من كافة فيروسات الفرقة.
من جانبهم، شدد الأمناء العامون ورؤساء الأحزاب التونسية، على مركزية القضية الفلسطينية في توجهات وفكر أحزابهم، مؤكدين مواصلة دعمهم ومساندتهم اللامشروطة لنضال الشعب الفلسطيني العادل من أجل الدفاع عن حقوقه الوطنية ومقدساته الإسلامية والمسيحية، وتراثه وحضارته الإنسانية في وجه آلة القمع والفتك الإسرائيلية التي ما انفكت تمعن قتلا وتهويدا واستيطانا فوق أرض فلسطين.
كما حيوا صمود شعب فلسطين البطل واستماتته في الدفاع عن مقدساته، وخاصة ما قام به أبناء شعب فلسطين في التصدي للهجمة التهويدية التي حاول الاحتلال ومستوطنيه فرضها على المسجد الأقصى مؤخرا، مشيدين بحالة التوحيد الفلسطينية التي استماتت دفاع عن الاقصى والمقدسات وفرضت شروطها وانتصرت في معركتها.
وطالب الجميع، بضرورة استثمار هذا النصر المؤزر في ابتداع السبل الجديدة والكفيلة بمواصلة حشد الدعم والتأييد للنضال العادل لشعب فلسطين، وضرورة التنسيق المشترك على أعلى المستويات بين الجانبين.
ورأى الامناء العامون ورؤساء الأحزاب التونسية، أن فلسطين تمتاز عن غيرها من الدول العربية التي حدثت بها ثورات، بأن الإرهاب والتطرف لم ينتشر بفلسطين نتيجة الظلم المسلط على شعب فلسطين والذي يعيشه يوميا، باستثناء حالة الانقسام التي تستغلها بعض الدول لمآرب معينة.
يذكر، أن جولات السفير الفاهوم ستتواصل على بقية رؤساء الأحزاب التونسية، وكذلك على منظمات المجتمع المدني التونسية، والنقابات الأساسية التونسية، في إطار سعيه لتكثيف التعاون الثنائي الفلسطيني التونسي وتحصين العلاقة الوطيدة بين البلدين من أي اختراقات.