حكاية الست الغزية أم حسن مع مرض "انفلونزا الطيور "

أم حسن
حجم الخط

لم تكن تعلم أم حسن البالغة من العمر 40 عاما من سكان مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة أن بركان خطير يسمي أنفلونزا الطيور سينفجر في وجه مستقبلها ومستقبل أسرتها المكونة من 9 أفراد.

ورصد مراسلنا حالة المعانة التي تعيشها هذه السيدة المريضة وحالة أسرتها التي تعتبر الأكثر لفتا للنظر في ظل الظروف المخيمة علي القطاع بأكمله.


وقالت أم حسن إن تربيتها للدواجن والطيور ليس هواية ولا مضيعة للوقت والتسلية بل واقع أجبرت علية لكسب الرزق لكي تستطيع من خلاله توفير قوت يومها وتلبية احتياجات أسرتها ولكي تستطيع أن تعيش حياه كريمة هي و أسرتها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة و الحصار المفروض منذ فترة طويلة واشتداده في الآونة الأخيرة علي القطاع اثر بشكل مباشر علي مثل هذه الأسر ذات الدخل البسيط والمتقطع.


ورغم مرضها واشتداده  إلي أنها تمارس حياتها الطبيعية وتعمل ليل نهار بجد ونشاط لتوفير القليل من المال اللازم لتلبية احتياجات أسرتها اليومية ،وذكرت أنها تعاني من جلطة في القدم  أصيبت بها  قبل عدده سنوات ولكن هذا الأمر لم يعيقها عن ممارسة عملها في تربة الطيور رغم ان هذا العمل يحتاج إلي مجهود كبير.


وأوضحت أم حسن أنها تقوم بتربية بعضا من أنواع الطيور والدواجن في نفس المنزل الذي تعيش هي وأسرتها  بداخله ،و نوهت ان المنزل مكون من غرفتين ومطبخ وغرفة ثالثة تقوم بتربيه الدواجن بداخلها.


وأشارت إلي أن  بعد العناء الكبير الذي تعاني منه خلال فترة النضوج للطيور تقوم بجهد اكبر عندما تذهب إلي الأسواق لكي تسوق  منتجها للمواطنين ،ورغم ان هذا العمل يحتاج الى قوة جسمانية كبيرة الا انها تقاوم هذا الضعف بالاصرار ،ولكنها تأكد أن دور المرأة في المجتمع لا يقتصر علي الأمومة فقط ،بل إن لها دور فعال ومهم في المجتمع وليس هناك فرق الرجل والمرأة في العمل كونها تعمل بإخلاص واجتهاد مثلما الرجل.


وذكرت أم حسن إن مرض أنفلونزا الطيور الذي انتشر في الآونة الأخيرة بالمدينة لم يصب دجاجة أو دجاجتين بل أصاب العشرات من حظيرتها ،مما جعلها عرضه للإتلاف من قبل وزارة الزراعة وأبادتها بالكامل،وبينت أن رأس مالها الذي لا يتجاوز ال500 شيقل أبيد مثلما أبيد طيورها ،وهي الآن عاجزة عن مواصلة عملها ليس خوفا من المرض فقط ،إنما لعدم توفر رأس مال جديد بحوزتها لاستكمال مسيرة عملها.


وناشدت أم حسن المسئولين والجهات المعنية بتقديم يد العون لها ولأسرتها  لانتشالهم من مأساتهم علي حد تعبيرها كما وأوصت بتوحيد الصف الفلسطيني كوننا أبناء شعب ووطن واحد ودين إسلامي مبني علي التسامح و الكرم.