الكل يترقب زيارة الوفد الامريكي الى الاراضي الفلسطينية و"اسرائيل " في نهاية آب الجاري ، بالرغم ان معظم الشعب الفلسطيني لا يعول على تلك الزيارة ليقينهم الذي لا شك فيه وهو انحياز الولايات المتحدة الامريكية الى جانب اسرائيل .
البعض يرى ان تلك الزيارة قد تكون الفرصة الاخيرة لرئيس السلطة الفلسطينية لتحريك عملية السلام التي جمدت منذ عام 2014 ، وتوقفت سلسلة المفاوضات التي استمرت اكثر من عشرون عاما دون حلا عادلا للقضية الفلسطينية بل العكس زاد التوغل الاستيطاني ، والذي قوَض حل الدولتين من خلال مفاوضات عبثية " مدمرة " للقضية الفلسطينية .
زيارة الوفد الامريكي الى الاراضي الفلسطينية وإسرائيل والذي يضم المستشار البيت الابيض كوشنر ، ومبعوث الرئيس الامريكي لعملية السلام غرينبلانت ، ودينا باول نائبة مستشار الامن القومي بالبيت الابيض للشؤون الاستراتيجية ، لن تكون طوق نجاة للطرف الفلسطيني فهذه الزيارة سوى لاحتواء الازمة الفلسطينية الاسرائيلية ضمن ادارة الازمات ، فالولايات المتحدة الامريكي غير معنية حاليا بإيجاد حل للقضية الفلسطينية، فهي الان مشغولة بجانبين ، كوريا الشمالية وتحضيرات جيشها بإطلاق صواريخ قرب غوام استعدادا للحرب على اميركا ، وإيران التي اصبحت قوى اقليمية لها نفوذ لا يستهان به في منطقة الشرق الاوسط وأفريقيا ، دون اهتمام للقضية الفلسطينية .
بل زيارة الوفد تأتي في سياق حشد الدول العربية " السعودية ، الامارات ، مصر ، الاردن ، قطر ، السلطة الفلسطينية ، اسرائيل "، ضد الخطرين ايران وكوريا الشمالية ، وليس لإنقاذ القضية الفلسطينية .
وبالتالي اين وجود القضية الفلسطينية من زيارة الوفد الامريكي ؟ فالخطر الايراني بالنسبة لأمريكا وإسرائيل اخطر من الخطر الفلسطيني، فكيف ستعاد القضية الفلسطينية الى واجهة الاحداث في المنطقة ؟
الحل الوحيد عند الرئيس الفلسطيني ابو مازن باسترجاع الوحدة الوطنية واستكمال المصالحة الفلسطينية ، وتفعيل منظمة التحرير ، وعقد المجلس الوطني ليس " بمن حضر " بل بمجمل الكل الفلسطيني بكافة اطيافه وفصائله ، بالتزامن مع التطورات القادمة خلال ستة الشهور القادمة .
عقد المجلس الوطني دون الكل الفلسطيني هذا يعني تصفية القضية الفلسطينية ، وانتقال الصراع من مؤسسات السلطة الى الصراع على الشرعية ، وانعقاده محطة من محطات الانقسام الداخلي بين فتح وحماس، وعقده دون رؤية مشتركة يعني تحقيق حلم اسرائيل بتدمير الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني .
تهميش حماس يعني تشجيع حماس على تشكيل جسم موازي لمنظمة التحرير في غزة ، من خلال المجلس التشريعي وبالتحالف مع دحلان ، وهذا يعني ارساء دويلة في غزة والضفة بقائها تحت اطار الحكم الذاتي القائم وهو ارخص الاثمان لإسرائيل وأميركا ضمن ادارة الازمات .
على دعاة التغيير وأصحاب الرأي المستقل ان يشاركوا في بلورة استراتيجية لنهوض وطني قادر على انقاذ القضية الفلسطينية والشعب والأرض بمرجعية وطنية تضم الاطياف ، بعيدا عن المحاصصة الفصائلية ، وتحويل الانتصارات والتضحيات الى حالة تحرر فعلي ، واستخلاص العبر بدل من الانغماس في الحفر .